شعب المصامدة 
شعب المصامدة  1190
شعب مصمودة شعب أمازيغي من شعوب البرانس، نسبة الى جدهم الأعلى مصمود بن برنس ابي شعوب البرانس الأمازيغيين، وقال عنهم المؤرخ ابن منصور أنهم أقحاح الأمازيغ الذين لم يختلطوا بسواهم الا نادرا، وأهل المغرب الأقصى هم الأولون المختصون بسكنى جباله منذ الأحقاب المتطاولة، ولم يخرجوا من بلدهم الا بعد مجيء الاسلام إما لنشره بين من يجاورهم من الأمم والشعوب، وإما لتوطيد نفوذ الامارات والممالك المغربية فيما خلف من اوطان، وقد كانت مواطنهم الأصلية الأولى تبتدئ من شمال المغرب الأقصى من حدود بلاد الريف من جهة الشرق الى المحيط الأطلسي من جهة الغرب، ثم تمتد بمحاذاة الساحل الى الجنوب شاملة أزغار بمنطقة الغرب (وأزغار بالأمازيغية هو السهل أو البسيط) وتامسنا (وهي منطقة الشاوية حاليا) ودكالة والحوز حتى تتصل بجبال الأطلس الكبير الى سفوحها الخلفية المطلة على اقليم سوس، ثم تسير شرقا من رؤوسها الداخلة في المحيط الأطلسي الى ملتقاها بجبال الأطلس المتوسط بين تازة وتادلة عند (ثنية المعدن) المعروفة بين قبائل فازاز المفضية الى أكرسلوين بناحية سجلماسة حيث تبتدئ مواطن (الزناكة) وهي صنهاجة الجنوب، إذا فمصمودة هم أهل الجبال وغيرهم أهل البسائط الا قليلا. انتهى كلام ابن منصور. وتشتمل مصمودة على عدد كبير من القبائل، ولم يبق معروفا منها بالاسم الأصلي الا قبيلة واحدة مستقرة بضواحي مدينة وازان الى الشمال الغربي من فاس، وبطون أخرى مندمجة في قبائل مصمودية وغير مصمودية بالمغرب الأقصى والجزائر، وفيما يلي قبائل مصمودة وهي
قبائل برغواطة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، وقد ورد عند بعض المؤرخين ان اسم برغواطة ليست له دلالة سلالية وانما يدل على نحلة دينية أطلقت على القبائل التي اتبعتها فقيل لها برغواطة، وأرجع المؤرخون أصل الكلمة إلى مؤسس هذه الديانة وهو صالح بن طريف وأصله من    منطقة برباط (barbate) قرب قادس في إسبانيا (الأندلس) فيقال لكل داخل لهذه الديانة (برباطي) أو (أبرباط) بالأمازيغية، ثم أحال العرب هذه الكلمة بألسنتهم إلى (برغواط)، وذكر المؤرخ ابن منصور أن المنطقة التي شاعت فيها هذه الديانة كانت هي منطقة تامسنا الممتدة بين نهر سلا وهو الرافد المسمى (نهر وانسيفن) إلى نهر أم الربيع، أي ما يعادل مجالات قبائل الشاوية وزعير بالمغرب الأقصى، وقد كانت في الأصل موطنا لقبائل زناتة وزواغة إلى أن نزل بها  صالح بن طريف البرغواطي، ونشر مذهبه إلى القرن 5 الهجري، وقد فتك أتباعه بأعلام تاريخيين قاموا بمحاربتهم أمثال الأمير تميم اليفرني سنة 420 هـ والشيخ عبدالله بن ياسين سنة 450 هـ (دفين مواطنهم بزعير) مرشد الدولة المرابطية ومؤسسها.
قبائل تينملـل : من قبائل شعب مصمودة البرانس، وهي مركز ومنطلق الدولة الموحدية، لأن المهدي بن تومرت التجأ اليها أثناء نشر دعوته الموحدية واستقدم قبيلته (أرغن = هرغة) من سوس اليها وأصبحت تعادلها في التعصب لدعوته، حيث بنى داره ومسجده بينهم، وتسمى قبائل تينمل اليوم (أهل وادي نفيس) وتقع مواطنها إلى الجنوب الغربي من مراكش في قلب الأطلس الكبير، بين قمة تيزي نتاست ومركز تلات نيعقوب، وذكر ابن منصور أنه لم يبق معروفا من تينملل الا مسجد المهدي بن تومرت قائما بين الجبال وقبور خلفاء الموحدين المنبوشة، كما ذكر صاحب كتاب (الأنساب في معرفة الأصحاب) 11 بطنا لقبائل تينملل
قبائل حاحـة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، وهو
   شعب أمازيغي لازالوا معمرين ومستقرين بمواطنهم وباسمهم الأصلي، على ساحل المحيط الأطلسي بين مدينتي الصويرة وأكادير، وتنقسم قبائل حاحا الى 12 قبيلة مستقلة في مواطنها .
قبائل دكالـة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، ولازالت مستقرة بمواطنها حيث كانت في القديم، على ساحل المحيط الأطلسي والسهول المحاذية له بين وادي أم الربيع ووادي تانسيفت، ويشتمل هذا الشعب على عدد من القبائل والبطون، وقد داخلهم في القرن 6 و 7  موجات من العرب الهلاليين وأحلافهم قبل أن يبادو بعد ذلك على مراحل فغلب عليهم لسانهم اللهجة الدارجة التي مانت خليطا بين العربية واللسان المحلي واستعربت قبائل دكالة الأمازيغية وصارت تتكلم بلسان دارج ، ثم انقسمت دكالة بعد ذلك إلى قسمين
دكالة الحمراء : وهي الجنوبية التي تحيط بمدينة أسفي وتسمى اليوم (قبائل عبدة)
دكالة البيضاء : وهي الشمالية التي تحيط بمدينة مزگان وهي التي لازالت تحتفظ باسمها الأصلي دكالة.
قبائل رگراگة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، ذكرها المؤرخون بأنها أشرف قبائل مصمودة بسبب سبقهم إلى الاسلام، حتى ليقال ان قدماءهم شدوا الرحلة إلى النبي (ص) بمكة في أول دعوته وكلموه بالأمازيغية فأجابهم بها وأسلموا على يديه ورجعوا للمغرب، وقد كانت مواطنهم على ضفاف وادي تانسيفت إلى مصبه في المحيط الأطلسي، وقد انتشروا حاليا بين قبائل المغرب فبعضهم بسوس والسراغنة، ولم يبق منهم في ترابهم الا قبيلة صغيرة مندمجة بين قبائل الشياظمة
قبائل كدميوة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، وتقع مواطنها في جنوب مدينة مراكش الغربي، وعلى ترابها تقع مدينة أمزميز، وقد ذكرها صاحب كتاب الأنساب بأنها كانت تشتمل على 46 بطنا مقسمة إلى قسمين، كدميوة الجبل وكدميوة الفحص
قبائل كلاوة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، وتقع مواطنهم إلى الجنوب الشرقي بين مدينة مراكش وبين مدينة وارزازات، وتشتهر كلاوة في القرن العشرين بزعامة أسرة الكلاوي في شخص أحد أعلامها السياسيين وهو القائد الحاج التهامي الكلاوي والذي كان له دور سياسي في مغرب القرن العشرين سواء مع الاحتلال الفرنسي أو السلطة الشرعية المغربية، وتنقسم كلاوة حاليا إلى قسمين
كلاوة الشمالية : وهي موطن دائرة أيت ورير
كلاوة الجنوبية : وهي موطن دائرة وارزازات
قبائل كنفيسة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، وتقع مواطنها في شمال وادي سوس، وقد ذكرها صاحب كتاب الأنساب بأنها كانت تشتمل على 22 بطنا، وأكثر هذه البطون اليوم قبائل مستقلة بنفسها ومعروفة بأسمائها في منطقة سوس، ومنها
قبيلة إداوزداغ : وتعرب باسم زداغة، وتقع مواطنها في شرق مدينة تارودانت بسوس.
قبيلة إيمنتاكن : وتعرب باسم منتاكة وتقع مواطنها في شمال مدينة تارودانت بسوس.
قبيلة مـدلاوة : من قبائل كنفيسة البرنسية
قبيلة إيسكساون : وتعرب باسم سكساوة وتقع مواطنها في شرق مدينة تارودانت بسوس.
قبائل ايصادن : من قبائل شعب مصمودة البرانس، وتعرب باسم (صادة)، وقد اختلف المؤرخون في نسبتها، فابن خلدون ذكر أن منهم بطن يدعى (مسفاوة) وبطن (ماغوس)، ولقبائل ايصادن فروع بشمال المغرب ووسطه، وأضافهم البكري إلى برغواطة وذكر أن لهم أيضا مدينة قريبة من وادي ورغة
قبائل غمارة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، وكانت مواطنهم تقع في شمال المغرب، على ساحل البحر الأبيض المتوسط من حد جبال الريف إلى المحيط الأطلسي، ثم تمتد على السهول الساحلية حيث كان يقطن قبيلة بنو حسان منهم قبل دخول العرب الهلاليين كمجلوبين من طرف الخليفة الموحدي ، حتى تصل حدودهم إلى تامسنا حيث قبائل برغواطة، وقد تغيرت مواطن غمارة المصموديين تغييرا كبيرا في القرن 6 الهجري بعد انتشار إدعاء الأنساب العربية والاختلاط مع بعض القبائل الهلالية التي سيتم ابادتها كذلك على مراحل، ما جعل من الغماريين في السفوح والسهول  فاستعرب لسانهم كما حصل مع قبائل دكالة وتقلص مجال لغتهم الأمازيغية، وانكمشت بقاياهم الأصلية في زاوية الجنوب الشرقي من مدينة تطوان على ساحل البحر، في حين هاجرت فروع غمارية أخرى إلى مناطق مغربية مختلفة إلى أن بلغت اراضي الجزائر
قبائل هرغة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، وهي قبيلة الزعيم المهدي بن تومرت الأرغني الموحدي، واشتهر اسمها المعرب وهو (هرغة) كما عند ابن خلدون أما اسمها الأمازيغي فينطق (أرغن)، وذكر ابن منصور ناقلا عن ابن خلدون أنهم كانوا أشد القوم بلاء في القيام بالدعوة وأصلاهم لنارها بقرابتهم من صاحبها ابن تومرت وتعصبهم على امره،فيما سيحول بعد ذلك أمرهم إلى غيرهم من رجالات المصامدة الخلفاء الكوميين، وتوجد منهم اليوم بإقليم تارودانت قبيلة سوسية وحيدة تحمل اسم (أرغن) قرب وادي سوس.
قبائل هزرجة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، ورد اسمها في كتاب الأنساب بالاسم الأصلي الأمازيغي وهو (ايليزركن) ، وذكر المؤرخ ابن منصور أن من المحتمل أن تكون قبيلة (الزرقيين) الموجودة إلى الجنوب من وادي درعة من بقايا قبيلة هزرجة.
قبائل هزميرة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، وقد كانت مواطنها مستقرة بحوز مدينة مراكش
قبائل هنتاتة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، ويرجع اسمها نسبة لجدهم (هنتات) وهو إسم  معرب وينطق بالأمازيغية (ينتـي)، وذكر لهم صاحب المسالك 9 بطون ومنها (غيغاية – وزكيتة) ومواطنهم تقع بجنوب مراكش، ومن أعلامها أحد أصحاب المهدي بن تومرت وهو شيخهم أبو حفص عمر بن يحيى الهنتاتي، جد الملوك الحفصيين بالقطر التونسي، وإليه يتنسب جميع الحفصيين سكان تونس، وخاصة سكان مدينة صفاقس.
قبائل هيلانة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، وينتسبون لجدهم الأعلى (ايلان بن مصمود البرنسي)، وقد كانت مواطنهم بحوز مراكش الجنوبي، واليهم ينسب باب ايلان الشهير بمدينة مراكش ايضا، وتحمل قرية (أغمات ايلان) اسمهم أيضا.
قبائل وريكة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، وتقع مواطنهم في جبال الأطلس الكبير في الجنوب الشرقي لمراكش على حافتي وادي وريكة الحامل لاسمهم.
قبائل وزكيتة : من قبائل شعب مصمودة البرانس، وتقع مواطنهم حاليا بجنوب مدينة مراكش، وهي مواطنهم الأصلية التي كانت مستقر أجدادهم منذ عهود، وتنقسم قبائل وزكيتة الى قسمين كبيرين
قبائل وزكيتة : وهي التي تحمل اسمها المعرب هكذا (وزكيتة) وتقع مواطنها قرب قرية أسني بالأطلس الكبير جنوب مراكش
قبائل أيت واوزكيت : وتكتب وتنطق (واوكيط) أيضا، وهي التي تحمل اسمها الأمازيغي الأصلي (واوزكيت) وتقع مواطنها بضواحي مدينة وارزازات، وتشتهر هذه القبيلة بأعلامها التاريخيين، وعلى رأسهم السيدة الصالحة الحرة مسعودة الوزكينية، والدة السلطان احمد المنصور الذهبي السعدي، صاحبة البستان الملكي المشهور بمراكش، وهو بستان المنارة الشهير، والذي كان يحمل اسمها قديما وهو (جنان الصالحة) ثم تغير اسمه بعد تجديد ابنها السلطان له إلى اسم (بستان المسرة) ثم تغير اسمه في عهد الدولة العلوية إلى (بستان المنارة). وتشتمل قبائل ايت واوزكيت على 25 قبيلة ومنهم بطون مندرجة في قبائل أخرى.
----------
المصدر :
ابن خلدون - المطماطي - ابن حزم - عبدالوهاب بنمنصور