أعجوبة العلم القديم
أعجوبة العلم القديم 1194
هذه التي في الصورة ليست فقط أقدم ساعة مائية و جهاز تكنولوجي لقياس الوقت  في تاريخ الحضارات  بقي لنا من العالم القديم ،و لكن إعادة فحصها ودراستها مؤخرا قدم التفسير والسبب الذي جعل الساعة المصرية  سيدة قياس الوقت لأكثر من ثلاثة آلاف عام في العالم ، إذ تبين أنها الدليل علي معرفة المصريين  بمبادئ علم الفيزياء و تحديدا : علم ديناميكا الموائع ( العلم الذي يختص بدراسة تدفق  و سبلان السوائل و الغازات ) .
اخنرع المصريون نوعان من الساعات المائية : ساعات تدفق للخارج (منها هذه الساعة  وهي الأقدم ) وساعات تدفق للداخل ، إلي جانب اختراعهم لأول المزاول الشمسية .
هذه الساعة المصنوعة من الالبستر في الصورة و التي تعود لعصر الملك المصري العظيم ( امنحتب الثالث ) حوالي 1400ق م ،و التي عثر علبها في الكرنك بمدينة ( طيبة) المصرية ( الأقصر  حاليا ) ،  ثبت  أنها كانت تخفي في تصميمها قانون فيزيائي لم يتم التوصل إليه في اوربا إلا في القرن السابع عشر علي يد الفيزيائي  الايطالي ( إيفانجيليستا تورشيللي ) ،هذه الساعة المصرية كانت منذ ٣٥٠٠عام  ،اول تجسيد لهذا القانون الفيزيائي الذي يوصف ويضبط تدفق الموائع من ثقب في وعاء ، فحين أخترع المصريون هذه التحفة العلمية لتقيس الوقت ليلا في غياب الشمس،،كانت تقيس الوقت بواسطة اعمدة راسية داخلها  بها نقاط متدرجة ،و ثقب اسفلها يتدفق منه الماء ،إلا ان اختيار اي شكل لوعاء الساعة كان سيدخل قياس الوقت في فوضي ،بحيث يختل القياس  بعد أن يهبط ارتفاع السائل في الإناء ،فنتيجة لإختلاف ضغط السائل مع استمرار تدفقه من ثقب الوعاء ستتغير سرعة التدفق و بالتالي ستتغير كمية السائل المنساب من الثقب ،حيث تكون سريعة في البداية و تبطئ حين يقل ارتفاع السائل ،لكن المخترع المصري بعد التجربة و الأختبار توصل إلي ما يعرف اليوم بقانون تورشيللي ،الذي يقول بأن العلاقة بين سرعة التدفق وعجلة التسارع و ارتفاع السائل في الإناء علاقة طردية ،بمعني آخر : توصل المصريون إلي أنه باستخدام شكل هندسي معين ( وهو هنا شكل المخروط  الناقص للساعة ) ،تتعادل سرعة التدفق وكمية السائل الخارجة من وعاء الساعة  مع تناقص الضغط باستمرار تناقص السائل ،وهو ما يحقق عمليا مبادئ القانون الذي صاغه ( تورشيللي ) ،بعد ان حققه المصريون في هندسة الساعة بثلاثة آلاف عام ،وهذا هو سر بقاء تقنيتها و فاعليتها التي اعتمدها البونانيون و الرومان و العرب ،حتي استبدالهابالساعة  الميكاانيكية في القرون الوسطي ،و هذا ايضا هو السبب الذي جعل علماء الحضارة المصرية و علم قياس الوقت فيها اكثر تقدما و عظمة و له اليد الطولي و الفضل علي كل الحضارات الأخري كما تقول ( آنا تشومبرج ) خبيرة التكنولوجيا القديمة .

في التعليقات  امثلة للساعة المصرية عثر عليها في بلاد.الاغريق.بعد ١٠٠٠عام من اختراعها في. مصر  ،و كذا مخطوطة عربية من العصر الاسلامي  عن صناعة الساعة المائية  بعد زمن اختراعها في مصر بآلاف السنين .
المصادر:  ١- ساعة الكرنك المائية و خلفائها : مساهمة مصر في أختراع قياس الوقت ، آنا .سي  شومبيرج،2019 .
٢- العلم المصري القديم ،المجلد الثاني : التقاويم و الساعا ت وعلم الفلك ، كلاجيت مرشال .