كيفية تحسين التعلم (الجزء 2): تنظيم الأفكار
ينظر هذا المقال - وهو الجزء الثاني من سلسلة مقالات "كيفية تحسين التعلُّم" - في كيفية تنظيم أفكارك، وتحويلها إلى مفاتيح أساسية للتعلم؛ وذلك لأنَّ القراءة عن فكرة ما شيء والتفكير فيها وتحويلها إلى تعلُّم عميق شيء آخر تماماً؛ فوضع استراتيجيات للتفكير الواضح أمر بالغ الأهمية هنا؛ وهذا ما ينطوي عليه هذا المقال، فكيف يمكنك فهم فوضى الأفكار، وتنظيمها كلِّها وهي تحدث داخل رأسك عندما تتلقى المعلومات؟
3 استراتيجيات لتنظيم أفكارك:
إليك فيما يأتي ثلاث استراتيجيات لتنظيم أفكارك:
كيفية استخدام الكتابة للتفكير بوضوح.
كيفية استخدام الخرائط الذهنية للتفكير بوضوح.
كيفية استخدام الكلام للتفكير بوضوح.
نستخدم جميعنا طرائق تعلُّم مختلفة، ولا توجد طريقة أفضل من الأخرى؛ فربما تناسبك واحدة تماماً، ولكنَّها لا تناسب أعضاء فريقك على الإطلاق؛ وربما تنجح إحداها نجاحاً رائعاً معك في موقف ما وأخرى في موقف آخر؛ لذا جربهم جميعاً، وراقب ماذا سيحدث.
الاستراتيجية رقم 1: الكتابة لتنظيم أفكارك
يُعدُّ التفكير عملية معقدة لم نفهمها بعد فهماً كاملاً؛ إذ تتلقى أدمغتنا كثيراً من الأحداث والمعلومات؛ فيصعب أحياناً مواكبتها، وإحدى الطرائق لبناء أفكارنا وتنظيمها هي بالكتابة.
تعلَّم بعضنا أنَّ الهدف من الكتابة هو تدوين الأفكار التي تبلورت في أذهاننا، وأصبحنا نعرف كيف نوصلها لغيرنا، لكن ليس هذا كلُّ ما في الأمر؛ إذ تعدُّ الكتابة أيضاً رائعة لتطوير أفكارنا وجعلها أكثر وضوحاً وتنظيماً؛ وذلك لأنَّنا نكتب أيضاً عندما نرغب في معرفة ما نريد توصيله للآخرين.
إحدى الطرائق للقيام بذلك هي الكتابة الحرة؛ وهي مجرد كتابة كلِّ ما يدور في رأسك من دون حكم ولا تعديل، ولا تُعدُّ هذه الطريقة رائعة لفهم أفكارك فحسب؛ بل لتصفية ذهنك أيضاً؛ فمن المستحيل أحياناً التفكير في أفكار واضحة؛ لأنَّ رأسك مليء بالمخاوف والأفكار والأحلام والقلق والذكريات وما إلى ذلك، وتدوين كلِّ ذلك على الورق يعطيك مساحة لأفكار جديدة أكثر وضوحاً.
وتوجد طريقة أخرى لاستخدام الكتابة لتنظيم أفكارك؛ وهي كتابة أهم النقاط، ربما مثل رؤوس أقلام أو جمل قصيرة، ويفضِّل رائد الأعمال، والمستثمر جوليان شابيرو (Julian Shapiro) أن يبدأ مقالاً جديداً في شكل تغريدة؛ أي يلخص جوهر مقالته ضمن 280 حرفاً فقط، وهذا يوضح حقاً الفكرة الرئيسة لأيِّ شيء يريد اكتشافه.
3 نصائح للكتابة الحرة:
في المرة القادمة التي تتعلم فيها شيئاً ما، جرب هذه الطريقة:
اكتب كتابة حرة لمدة 10-20 دقيقة لتوضيح أفكارك.
اكتب كتابة حرة لمدة 20-30 دقيقة عن الموضوع الذي ترغب في تعلمه.
اكتب النتائج الرئيسة كلٌّ في جملة واحدة لاستخلاص أهمها من تجربة التعلم الخاصة بك.
الاستراتيجية رقم 2: استخدام الخرائط الذهنية لتنظيم أفكارك
يفضل بعض منا التعلم بصرياً، وفي هذه الحالة يمكن أن تكون الخرائط الذهنية (Mindmapping) طريقة رائعة لتصفية أفكارك، وفهم ما تعلَّمته.
الخرائط الذهنية هي تدوين سلسلة من الكلمات وربطها ببعضها بعض كما هو الحال مع الكتابة الحرة، فإنَّها تنجح نجاحاً أفضل إذا لم تحكم على أفكارك أو تعدلها أو تصنفها بالصواب والغلط؛ فقط دع الأفكار تتدفق وبعد ذلك بمجرد الانتهاء يمكنك ضبط أفكارك، ورؤية الصورة الواسعة والواضحة للخريطة.
يمكنك أن ترى كيف ترتبط أفكارك ببعضها، ربما عن طريق إضافة مزيد من الخطوط وتحديد ما يبدو أكثر أهمية بالنسبة إليك، وربما باستخدام الألوان؛ فهي طريقة أكثر إبداعاً لفهم ما يدور في رأسك، ولا تتردد أيضاً في إضافة الرسومات أو الشعارات المبتكرة أو أيِّ شيء يساعدك على تنظيم أفكارك.
الاستراتيجية رقم 3: التحدث لتنظيم أفكارك
قد يتحسن بعض منكم في التفكير إذا كان النشاط اجتماعياً؛ إذ يمكن أن يكون الإدلاء بأفكارك بصوت عالٍ مفيداً للغاية في تصفيتها وتنظيمها، تماماً كما هو الحال مع الكتابة؛ فإنَّ التعبير عن الفوضى الموجودة في ذهنك هو الذي يحولها إلى أفكار منظمة وواضحة؛ لذلك إذا كنت منشغلاً بموضوع ما أو تلقيت للتو بعض المعلومات عن موضوعٍ ما، فحاول التحدث إلى شخص عما تعلمته؛ فيمكنك تعليمه إياه أو ببساطة مشاركة أفكارك معه، فتوجد احتمالاتٍ كبيرة بأن تشعر أنَّك تعرف كثيراً عن الموضوع بعد ما تحدثت عنه.
شاهد بالفديو: 8 طرق علمية لتعلم أي شيء أسرع وبذكاء أكبر
في الختام:
لكي تتعلَّم، نادراً ما يكفي مجرد استيعاب كثير من المعلومات؛ إذ يجب عليك أيضاً تحديد بعض النتائج التي يمكن أن تكون على شكل ملاحظات أو رسومات أو عروض تقديمية أو أي كان؛ فالشكل لا يهم؛ بل التعبير عن نفسك.
تحدَّثنا في الجزأين الأول والثاني من سلسلة مقالات "كيفية تحسين التعلم" عن طريقتين لتعزيز تجربة التعلم، وهما: تحديد النية، وتنظيم الأفكار، وسنتطرق في الجزء الثالث إلى طريقة أخرى لإغناء تجربتك، وهي: التعلُّم مع المرشدين أو الأقران.
المصدر:مواقع ألكترونية