حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل مسلم ومسلمة أن ينسب إنسانا له، أو إلى غيره، وهو ليس كذلك، أو يدعي نسبه إلى شخص، أو قبيلة وهو كاذب. أو قوم أو نسب و هو ليس منه أو إلى نسبه الشريف زورا و بهتانا و يدل لذلك ما رواه أبو ذر -رضي الله عنه- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب، فليتبوأ مقعده من النار» متفق عليه وَهَذَا لفْظُ روايةِ مُسْلِمِ.
وقال أيضا: ﻣﻦ أﻧﺘﺴﺐ ﺍﻟﻰ ﻏﻴﺮ أﺑﻴﻪ أﻭ ﺗﻮﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺍﻟﻴﻪ ; ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ"ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ أﺟﻤﻌﻴﻦ.
و هذا ينطبق على معظم المستعربين و خاصة في شمال أفريقيا من الأمازيغ الناكرين لاصلهم و لهويتهم كجماعة امازيغي عربني الاسلام أو أصلي من القرامطة أو من بني هلالي أو انا من الاشراف من سلالة الرسول و الرسول و الاسلام معا بريئان منهم براءة الذئب من دم يوسف .
و الغريب أن تجد بعض هؤلاء المنتسبين إلي غير آباءهم و أجدادهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم بربر و امازيغ لكن الدونية و احتقار كل ما هو محلي و التشبث بالخارجي سيماتهم فتراهم أكثر عربية من العرب الأقحاح أنفسهم و اكثر تهجم على أصلهم كأنه يأكل لحمه و هو لا يحس و لا يدري أو يتجاهل ذلك و في معتقدهم أن الانتساب إلى العرب واجب لكي يكونوا من نسب رسول الاسلام و التحدث بلغة اهل الجنة حتى أرادوا العربية ركن من أركان الإسلام و إذا اكتمل الكل اكتمل إسلامهم و دخلوا الجنة فارحين و لكن الاسلام كذلك برئ في مثل هكذا ترهات و أكاذيب.
أما الاشراف فحديث و لا حرج ليس بالالاف بل بالملايين الذين ينسبون أنفسهم و عائلاتهم إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم زورا و كذبا لنيل مقام شريف أو مستوى اجتماعي أو للتنابز بالانساب و الألقاب فأصبح الكل من هب و دب خرج من صلب فاطمة و علي و حتى أخس و أبخس البشر.
حزب البعث يتنازل عن العروبة وعن القضية الفلسطينية
النسب الشريف" بين البيولوجي و السوسيولوجي:
لقد استطاع ما يسمى ب "الشرفاء " في مراحل معينة من تاريخ المغرب أن يوظفوا "نسبهم" البيولوجي لتحقيق العديد من المكاسب الاجتماعية ، مستغلّين في ذلك سداجة و أمية و جهل فئات واسعة من الشعب المغربي بالاسلام، حيث كان هؤلاء "الشرفاء" يوهيمون المغاربة بأن الاسلام و العلم و إرث النبوة ينتقل من جيل الى جيل عبر الكرموزومات الدموية. و بذلك جعلوا "الشرف" وراثيا بالنسب ، وليس بما كسب أيديهم من سلوكات و معاملات .
المشكل عند الكثيرين ممن يعتقدون أنهم يحملون " النسب الشريف" أو " الدم الأزرق" هو أنهم يتوهمون أن سلسلة نسبهم البيولوجي الطويلة ( إذا كانت صحيحة) للرسول صلى الله عليه و سلم ، تمكّنهم من امتلاك نفس خصال و أخلاق و حقوق الرسول ، وبالتالي مكانته الدينية و الاجتماعية و السياسية صلى الله عليه وسلم ، بمعنى أنهم يتوهمون أن مجرد انتماءهم ل(النسب الشريف ) يكفيهم لينالوا مكانة اجتماعية عالية و مكاسب اقتصادية كبيرة و موقعا سياسيا مرموقا و معاملة تفضيلية ، رغم أن سلوكهم الديني و الاجتماعي و السياسي لا علاقة له بسلوك الرسول صلى الله عليه و سلم، بل يتناقض مع الكتاب و السنة، ورغم أن النسب البيولوجي لا يمكن أن يكون محددا للموقع السوسيولوجي للشخص