:small_orange_diamond:صنهاجة و خرافة هجرة اليمنيين ( الحميريين ) إلى شمال إفريقيا  .


????صنهاجة و خرافة هجرة اليمنيين ( الحميريين ) إلى شمال إفريقيا  . 1462


ليس تاريخ اليمن القديم وغموض أخباره ما شغل بال المتأخرين فحسب، بل قديماً اضطرب مؤرخو المسلمين في أمره، وحاروا في اختلاف قصصه، واختلاط الحقائق بالخرافة في أخباره، فقال أحدهم ابن حزم (بعد أن ذكر ملوك التبابعة) : وفي أنسابهم اختلاف وتخليط وتقديم وتأخير ونقصان وزيادة. وقال ابن خلدون: اختلفت أحوالهم واتفقت أسماء كثير من ملوكهم، ووقع اللبس في نقل أيامهم ودولهم. فلنأت بما صح منها متحرياً جهد الاستطاعة... الخ.
إلا أن هؤلاء المؤرخين رحمهم الله، رغم ترددهم وحيطتهم هذه، لم تخل منقولاتهم من الاضطراب الذي شكوا منه، حتى أنهم أدرجوا القصائد والأبيات المنسوبة إلى بعض ملوك بني حمير في وصف فتوحهم وانتصاراتهم الموهومة أو المبالغ بها جداً، وهي منظومة باللغة العربية العدنانية، بينما كانوا يعرفون أن لغة الحميريين تختلف عن العدنانية إلى حد بعيد.....ناهيك بالصين والمغرب اللذين زعموا أن غيره من التبابعة بلغهما وافتتحهما .... وبالغ بعض المؤرخين في وصف فتوح هؤلاء واتساع سلطانهم ووصولهم إلى حدود الصين شرقاً وبلاد البربر غرباً، ونحلوهم قصائد وأشعاراً مطولة في الإشادة بتلك الفتوح التي جلها موضوع أو مبالغ به جداً... كما يذكرون هجرة اليمنيين القدماء إلى الصين و شمال إفريقيا غربا بعد أن تسببت فأرة في إنهيار سد مأرب ، قد تبدوا فكرة الفأرة التي تسببت إنهيار سد مأرب مبتذلة ودعابة مضحكة لكنها تحضى بشعبية كبيرة وتوجد في نصوص كثيرة وهي واحدة من بين الخرافات الكثيرة التي يتم تناقلها .أما التوسع التجاري فليس من شك في بلوغهم به أطراف الجزيرة ونفوذ قوافلهم إلى العراق والشام .
وبالحديث عن الخرافة التاريخية والملوك الذين حاولوا إلحاقهم بشمال إفريقيا،  نستذكر قصة ملك خرافي اختلقوه ونسجوه من الخيال ، وصدقها اعظم المدونين المسلمين من أمثال كاتب أول سيرة لنبي الإسلام محمد بن عبد الله، محمد ابن جرير "الطبري" .
هذا الملك الخرافة هو افريقش بن أبرهة ذي المنار بن الحارث الرائش بن سدد.... بن حِمير الأكبر بن سبأ بن يَشجُب بن يَعرُب ابن قحطان.
شخصية نسجها خيال المدون العربي هشام بن السائب الكلبي (قرن 8م) في كتابه "نسب معد واليمن الكبير" ليفسر بها أصول الأمازيغ الحميرية اليمنية ووصلت مبالغته إلى حدّ نسب قبيلة صنهاجة وكتامة الأمازيغيتين  إلى حمير ، وقد ذكر إبن خلدون هوس هؤولاء المؤرخين بإرجاع الشعوب الأعجمية إلى اليمن . إذ يدعي الكلبي أن هذا الافريقش غزا شمال أفريقيا قبل الاسلام وقتل الملك "جرجر" ثم أسس مدينة سماها باسمه "أفريقية" وعندما بلغ اقصى غزاه ولقي أرض واسعة وخيرات كثيرة ترك قبائل صنهاجة وكتامة "اليمنية الحميرية" لتستقر فيها بعد أن قدمت معه من اليمن، كما قدم لنا هذا العالم الجليل في نفس الرواية التفسير المنير لتسمية البربر، التي لقبت بها القبائل الأمازيغية حسبه لقول هذا الملك افريقش لهم : "ما أكثر بربرتكم" بسبب طريقة كلامهم التي تخلط الكلمات.
القصة بهاته الشاكلة تبدو ساذجة لدرجة يستحيل معها تقبل حقيقتها ومع ذلك انتقلت هاته الرواية بين أقلام المدونين العرب ولا يزال في شمال أفريقيا من يصدقها ويستدل، بالرغم من أن العلامة إبن خلدون فنذها منذ القرن الرابع عشر ميلادي،  وقد قال إبن حزم : (... ولا كان لحمير طريق لبلاد البربر ، إلا في تكاذيب مؤرخي اليمن ) وكثير من المحدثين شككوا في مصداقية مختلقها هشام بن السائب الكلبي الذي من طرائف ما قال به كذلك، قوله بأن الملكة بلقيس (الاثيوبية) هي كذلك بربرية، أو ما تداول عنه قوله بأنه استطاع ختم حفظ القرآن كله في 3 أيام فقط.
 ملئوا  الكتب بأساطير وهمية ومضحكة في نفس الوقت فهي أساطير بلا تاريخ. كأمثلة على ذلك: الملك إفريقش الذي جاء إلى الجزائر وقتل الملك جرجر، والمضحك هنا أنّ إفريقش كلمة ليست عربية وأنّ الملك جرجر أصلا لا يوجد في تاريخ الأمازيغ. ومن بين هذه الأساطير أنّ ألكسندر المقدوني يمني الأصل، وأنّ فرعون كان راعي الغنم في اليمن واسمه عون ففرّ هاربا من اليمن فسُمي فرعون، وأنّ الفراعنة أصلهم من اليمن والجزيرة العربية، وان أوروبا سميت نسبة إلى ملكة يمنية تسمى "عروبة" ولأن الأوروبين لا ينطقون حرف العين اصبحت " أوروبا "، وصدق أو لا تصدق توجد في كتب مخيالهم الشعبي نصوص تتحدث عن غزو اليمنيين القدماء للصين، وهناك الكثير من الأكاذيب فهم يُنسبون معظم الأقوام إليهم وكذلك العُظماء ويغيرون أبطال الأساطير الفارسية والإغريقية إلى أبطال محليين


????صنهاجة و خرافة هجرة اليمنيين ( الحميريين ) إلى شمال إفريقيا  . 1554