الفرعون الامازيغي { امازيس_أحموسي الثاني / ⴰⵎⴰⵣⵉⵖ_ⴰⵃⵎⵎⵓⵙ ⵏ ⵙⵉⵏ }
في عهد الهجوم الآشوري على مصر وخاصة سنة 671 ق.م كانت مصر تحكمها أسرة إثيوبية بقيادة "طهرقة" بجانب أمراء الأقاليم الذين كانوا يتنازعون أمرهم بينهم ، ومن بينهم أمير منطقة سايس (صا الحجر) ـ التي كانت يومئذ من أشهر إمارات مصر وأظهرها ـ الذي حافظ على منصبه بفضل حسن تعامله مع القائد الآشوري ، فعين إبنه "أبسماتيك" أميرا على إقليم "إتريب" ، وما لبث أبسماتيك (609 ـ 663 ق م) بمساعدة الآشوريين أن قضى على الإثيوبيين وخرب عاصمتهم طيبة سنة 663 ق م ، ثم بسط سلطانه على سائر أقاليم البلاد ، كما تعامل مع الإغريق الذين كانوا منتشرين في الدلتا ، فجند منهم الجند .

وفي سنة 663 ق م يستقل أبسماتيك بمصر ويتخذ من سايس عاصمة لمملكته ، ويؤسس أسرة جديدة حكمت مصر قرنا ونيفا من 663 إلى 525 ق م
ـ وكان يعتقد أنهم مصريون أصليون ، وأول من أشار إلى أنهم أمازيغ هو المؤرخ الألماني ميير (ED.MEYER) الذي أكد إلى أنهم يعودون إلى أسرة أمازيغية نزلت بمصر ، وانتشر أفرادها في أقاليمها أواخر أيام الرعامسة ، وبعد ذلك رجح نفس التوجه كل من المؤرخين شتيرن (stern) وبيل (piehl) وإيرمان (erman) وهول (hall) وسميث (smith) ودريوطون (drioton) .

أعادت هذه الأسرة إلى مصر بعضا من مجدها وأصلحت ما فسد من أمورها ، ونهضت بأحوالها الإقتصادية ، واستتب الأمن وعم الرخاء الإقتصادي ، فاستقامت أمور البلاد بها في أكثر نواحي الحياة ، وعند وفاته سنة 609 ق م ، سار خلفاؤه من بعده على نفس النهج .

وفي عهد نخاو الثاني ، الذي تعاون عسكريا مع الإثيوبيين ضد البابليين إلا أنه انهزم سنة 605 ق م عند نهر الفرات ، فعاد إلى مصر ليهتم بشؤونها ، وخلفه على العرش أبسماتيك الثاني ومن وراء أبسماتيك ، "أبريس" ( حسب سفر الملوك ) ، وكان كلاهما يفضل الإغريق ويختصهم بعطفه ، إلا أن هذا الأخير بالغ في ذلك إلى الحد الذي فجر ثورة حمل لواءها شخص إسمه "أمازيس" (أمازيغ) تمكن أن يصبح ملكا لمصر بجانب أبريس إلى أن مات هذا الأخير سنة 568 ق م ، فاستقل أمازيس بعرش مصر الذي سيصبح يحمل اسم "أحموسي الثاني" .

كان عهده أشبه شئ بما يسمونه صحوة الموت في حياة مصر التي أصبحت مزدهرة في عهده من جميع النواحي ، كان أمازيس كما صوره هيرودوت صاحب لهو وشراب وزير نساء ، وصاحب فطنة وذكاء وسياسة رشيدة ، وقد أعانه كل ذلك على تهيئة جو الهدوء الكامل ، ويبدوا أن جذوره الأمازيغية دفعته إلى أن يتزوج بقرينة بليبيا (cyréne) بإمرأة إسمها (ladyke) .

بموت أمازيس "أحموسي الثاني" دقت ساعة الخطر وأصبحت مصر مهددة من جديد من طرف الفرس الذين استولوا عليها وحاولوا أن يستولوا على واحة آمون "مهد الرب الأمازيغي آمون" ، إلا أن الجيش الذي كان متجها إلى الواحة لم يعثر له على أي أثر.

المصدر : من كتاب "أحاديث هيرودوت" ترجمة الدكتور مصطفى أعشي صفحة 13 و 14


الفرعون الامازيغي { امازيس_أحموسي الثاني / ⴰⵎⴰⵣⵉⵖ_ⴰⵃⵎⵎⵓⵙ ⵏ ⵙⵉⵏ }  Ao-yai10