"الڨيتول" هم أجداد الزناتيين

الكثير منا يعرف النوميديين والمَوري، لكن هل سمعتم من قبل بأجداد الزناتيين "الڨيتول"؟
القيتول قبيلة أمازيغية قديمة كانت متواجدة في المنطقة الصحراوية جنوب جبال الأطلس وجبال الأوراس. كانوا أكثر القبائل الأمازيغية عددًا، ولكنهم كانوا أيضًا الأقل شهرة. شعب القيتول من بين أقدم السكان في شمال غرب إفريقيا، عاشوا في ظروف المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية القاسية، ما ساهم في كونهم محاربين ماهرين. كانوا معروفين بتربية الخيول، ملابسهم من الجلود، وقوتهم يتكون أساسا من اللحوم والحليب.
"الڨيتول" هم أجداد الزناتيين 3181
عندما اندلعت الحرب البونيقية الأولى عام 264 قبل الميلاد، استأجر الجنرال القرطاجي حنبعل جيسكو القيتول كمرتزقة، أثبتوا أنهم ليس فقط قادرين على التوغل في شمال إفريقيا، ولكن أيضًا على الكفاءة الهائلة في حملات حنبعل في القارة الأوروبية، بدءًا من حملاته في أيبيريا. عمل القيتول كقوة مساعدة في جيش يوغرطة ضد الرومان، كان هذا أول اتصال مسجل بين الرومان والقيتول. خلال حرب يوغورطة، هاجم القيتول وضايقوا القوات الرومانية بتوظيف جيش من الفرسان المسلحين والذي شكل تحديا كبيرا للجيوش الرومانية. بعد أن أدت الهدنة التي تم التفاوض عليها بين النوميديين والرومان إلى نهاية الحرب، تم حل قوات القيتول. بعد سنوات من السلام الموثق بين الأمازيغ والرومان، غزت القبائل المنطقة الرومانية المحتلة فيما أصبح يُعرف باسم الحرب القيتولية في 3م. يصف بعض المؤرخين الحرب بأنها انتفاضة حدثت نتيجة للتوغلات البرية والسيطرة الرومانية المفوضة على أراضي القيتول شبه الرحل. في عام 17م، قاتلت قبيلة موسالامس، وهي قبيلة قيتولية فرعية، ضد الرومان رفضا لبناء طريق عبر إقليم القبيلة. انضم القيتول والجرمنتيون المجاورين إلى قبيلة موسالامس في الصراع ضد الرومان لصد التوسع جنوبا. كانت هذه أكبر حرب في الجزائر تحت حكم إفريقيا الرومانية في تاريخ الاحتلال الروماني. بعد هزيمة الموسالامس، توقف القيتول عن الظهور في التأريخ العسكري الروماني. تشير السجلات اللاحقة على أن المعاملات بين القيتول والرومان استمرت بحيث كانت القبائل تزود الإمبراطورية بمجموعة من حيوانات المنطقة والصبغة الأرجوانية من بين سلع أخرى. تشير السجلات إلى أن العديد من الحيوانات المستخدمة في الألعاب الرومانية تم الحصول عليها من خلال العلاقات التجارية مع القيتول.
"الڨيتول" هم أجداد الزناتيين 127
تعود الإشارة إلى القيتول في الكتابات المصرية القديمة إلى عهد إخناتون من السلالة الثامنة عشرة (حوالي 1350 قبل الميلاد) ذكرت فيها تجارة الماشية مع هذه الشعوب. يشير القرطاجيون إلى أن أميرًا من القيتول اقترح الزواج من إليسا، الملكة المؤسسة لقرطاج حوالي عام 815 قبل الميلاد. تم ربط القيتول أيضًا بالتقويم الأمازيغي الذي يبدأ 950 قبل الميلاد. تأتي بداية هذا التقويم بعد انتصار تحالف القيتول على المصريين. انطلق هذا التحالف، الذي شكلته قبائل المشاويش الأمازيغية مع باقي القيتول والتي تعود السجلات الأولى لهم إلى الأسرة الثامنة عشرة في مصر في عهد أمنحوتب الثالث. كان المشويش في صراع دائم مع المصريين القدامى. خلال أواخر الأسرة الحادية والعشرين، بدأت أعداد متزايدة من قبائل المشويش بالاستقرار غرب النيل. هزم التحالف بقيادة شيشناق الفرعون بسوسينيس الثاني. بعد هذا الانتصار، تزوج شيشناق من ابنة الفرعون، واستقر على عرش مصر عام 943 قبل الميلاد، وبالتالي تأسست الأسرة الثانية والعشرون التي استمرت إلى غاية 716 قبل الميلاد. واصل شيشناق تقدمه نحو الشرق الأوسط وبدأ في احتلال عدة مناطق في سوريا وفلسطين وفينيقيا (لبنان حاليا) وفي مملكة إسرائيل حيث استولى على غزة ونهب بيت المقدس.
طور القيتول أسلحة قوية وسيطروا على طريقين عبر الصحراء. طريق شلة (سلا حاليا في المغرب) وطريق مدور (مداوروش حاليا، سوق أهراس) كلاهما ينتهي في نهر النيجر، هذه الأراضي صارت أراضي النمامشة  في سوق أهراس وتبسة، والذين كانوا قديما، مثل القيتول، رعاة رحل وتجار الملح والتوابل والعبيد والمحاربين الذين قادوا غارات ضد السكان المستقرين في الشمال. يصنف المؤرخ إرنست مرسييه الأمازيغ الزناتيين، بالإضافة إلى الهوارة والقومارة والمصمودة، على أنهم من سلالة القيتول.




................................................................................