اكتشف فريق دولي من علماء الفلك ثقبا أسود هائلا يبعد عنا 13 مليار سنة ضوئية، مما يجعله أبعد ثقب أسود يرصد حتى الآن.

وتعني المسافة الهائلة هذه أن الثقب الأسود يعود إلى الفترة التي بدأت فيها النجوم الأولى، مما يثير تساؤلات بشأن كيف أن ثقبا أسود بهذا الحجم ظهر بسرعة بعد فترة وجيزة نسبيا من نشوء الكون.

والثقب الأسود المكتشف حديثا هو جزء من "كويزار" (Quasar) مما يعني أنه يقع في مركز سحابة من الغاز التي تدور حوله ويقوم هو بابتلاعه ببطء. ومع سقوط الغاز في الثقب الأسود تزداد سرعته وسخونته ولمعانه، مما يتيح للفلكيين رؤيته من أنحاء الكون.

ويقول العالم برام فينيمانز من معهد ماكس بلانك، وهو مشارك في الدراسة التي تصف الاكتشاف، إن "الكويزار" من بين أكثر الأجسام السماوية المعروفة سطوعا وأكثرها بعدا وهي مهمة لفهم الكون المبكر.

وقد تم تحديد هذا الكويزار أول مرة في بيانات من برنامج "مستكشف مسح الأشعة تحت الحمراء ذات النطاق الواسع" (وايز) لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) ثم تمت دراسته بتفصيل أوثق من قبل علماء يستخدمون مراصد ماجيلان التابعة لمرصد كارنيجي في تشيلي. وهناك يوجد مطياف معروف باسم "فاير" يستطيع تحديد مسافة وكتلة الأجسام استنادا إلى "التحول الأحمر" (redshift).

ولأن الكون يتوسع باستمرار، فإن الأجسام البعيدة تتحرك بعيدا عنا، مما يزيد طول موجة الضوء المنبعث منها. وهذا يعني أن الضوء يتحول نحو الطرف الأحمر من الطيف، وكلما كان التحول إلى الأحمر أكبر كان الجسم أبعد.

ومع معدل تحول للأحمر بمقدار 7.5 فإن الكويزار المُكتشف حديثا بدأ ببث الضوء بعد نحو 690 مليون سنة فقط على الانفجار العظيم، والثقب الأسود الهائل في مركزه يملك كتلة تزيد 800 مليون مرة عن كتلة الشمس.

ولا يعد هذا الكويزار الأكثر لمعانا أو ضخامة، حيث يعود هذا الشرف إلى كويزار يدعى SDSS J0100+2802، ويضم ثقبا أسودا كتلته تعادل كتلة 12 مليار شمس، وإضاءة تعادل إضاءة 420 تريليون شمس، لكن هذا الثقب الأسود المكتشف حديثا أبعد من ذلك بأكثر من مئتي مليون سنة ضوئية، وبالتالي فإنه أقدم بمئتي مليون سنة.


المصدر : مواقع إلكترونية



اكتشاف أبعد ثقب أسود ضخم حتى الآن Oao_ei10