****الزواف****
فيلق الزواف هو أصلا كان جزء من الجيش الإسلامي العثماني في الجزائر و قد قاوم جنود هذا الفيلق الجيش الفرنسي مقاومة شرسة فاستشهد الكثير منهم و غادره الكثير بعد الانهزام، و عندما استسلم الداي حسين بقي منهم القليل مرابضا بالجزائر العاصمة فسلم كما سلمت كل الهيئات المدنية و العسكرية الأخرى للإحتلال الفرنسي.
و عندما قامت فرنسا بإعادة تشكيل هذا الفيلق حافظت على إسمه و حتى على لون لباسه، فعمدت القوات الفرنسية على تجنيد المرتزقة في كل مناطق الجزائر و كذا الأجانب و لم تكن تركيبته من قبيلة الزواوا بل أصبح العنصر الزواوي أقلية ان قلنا منعدم في هذا الفيلق و هذا بالإستناد إلى كتابات الفرنسيين أنفسهم، و كان الفرنسيون يدعمون هذا الفيلق بالمرتزقة الأوروبيين كلما تقدموا في عمق الوطن. " le général Clauzel prescrit, par arrêté du 1er octobre 1830, l'organisation, sous le nom de zouaves, de deux bataillons formant corps et composés de 8 compagnies de 100 hommes. Les officiers, sous-officiers et caporaux furent choisis parmi les volontaires de toutes armes du corps expéditionnaire et les militaires qui avaient combattu avec les Grecs et venaient chercher de nouvelles aventures en Algérie. Les soldats devaient être tous indigènes. Ce recrutement n'allant pas rapidement, le général grossit l'effectif en y incorporant les volontaires de là Chartre et en autorisant l'enrôlement des étrangers6. Ainsi, les débris des Zouaouas qui avaient été au service du Dey d'Alger et leur adjoint des Maures, des Arabes et des Koulouglis rejoignirent le corps des zouaves"
إذا القول أن فرنسا تحالفت مع قبيلة الزواوة لاحتلال الجزائر هو خطأ تاريخي و مغالطة كبيرة أريد بها باطل، و حتى الفرنسيون أنفسهم عندما يتكلمون عن الزواف لا يقصدون بتاتا قبيلة الزواوة و إنما يقصدون كل من جند في هذا الفيلق، و طبعا وظفت كتابات الفرنسيين لإلصاق هذا الفيلق لقبيلة الزواوة. و منطقيا لا يمكن لقبيلة مثل قبيلة الزواوة أن تكون جيشا من 15000 جندي و تعدادها في ذلك الوقت لا يساوي هذا العدد.
L’ordonnance du 8 septembre 1841, qui réorganise la composition de l’Armée française, indique la formation d’un régiment de zouaves formé de trois bataillons constitués dorénavant presque exclusivement de Métropolitains et de Français d'Afrique du Nord avec une forte minorité de Juifs algériens (souvent près d'un quart)7. Les autochtones forment alors les tirailleurs algériens, les Turcos (7 décembre 1841).
و للتعليل وظف كاتب هذا المقال مشروع فرنسي للإعتماد على القبائل لتكريس الإحتلال الفرنسي، بينما إعترف الفرنسيون بفشلهم في تجسيد هذا المشروع عندما قال أحدهم " لقد خسرنا في منطقة القبائل ما حققناه في لبنان" لكن كاتب هذا المقال استعمله و كأن المشروع نجح في حين أن أبناء القبائل أحبطوا كل مشاريع فرنسا من 1830 إلى 1962.
En outre, les Kabyles seraient l’élément colonisateur par excellence que nous devrions employer pour faire de l’Algérie une véritable France. Nous ne revenons pas sur ce qui a été dit à ce sujet dans le livre précédent notre seul désir serait de voir ce projet faire l’objet d’une tentative.
و في مغالطة أخرى أراد أن ينسب إلى العرب قادة المقاومة كبوبغلة و فاضمة نسومر و المقراني و الحداد ليقول ضمنيا أن أبناء المنطقة لم يقاوموا الإحتلال الفرنسي في حين أن قادة هذه المقاومات هم أبناء القبائل أبا عن جد.
و في الأخير إن استعمال كاتب هذا المقال عبارة "جيش الزواف الزواوي" مغالطة و خطأ جسيم، لأن فيلق الزواف ليس جيشا بل جزء من الجيش الفرنسي، و تركيبته ليست زواوية بحتة بل يتركب من خليط من الكلوغلي و العرب و بقايا فيلق الزواوة و الأجانب، و نسبهم إلى قبيلة الزواوة له مقاصد ليست بريئة. و محاولة نسب هذا الفيلق إلى منطقة جرجرة ما هي إلا مناورة و قفز على الحقائق التاريخية.
والكثير من القراء يقعون في خطئ اعتبار فيلق الزواف من القبائل بل فرنسا الماكرة عمدت على المحافظة على تسمية قديمة لفيلق الزواوة الذي كان جزءا من الجيش العثماني و الذي غادره معضمهم بعد احتلال مدينة الجزائر و لم يبقى منهم إلا القليل، و لذا بعد إعادة تشكيله أصبح العنصر الزواوي فيه أقلية، و حديث الفرنسيين عن الزواف لا يعني بتاتا الحديث عن قبيلة الزواوة بل يعني كل الجنود المنتمين لهذا الفيلق.
و أخيرا ألفت انتباه القراء الكرام أن كلمة الزواف لا تعني بالضرورة قبيلة الزواوة و لذا عندما يجد القارئ الكريم مقالات تتكلم عن دور الزواف في مساعدة جيش الإحتلال و مجازر الزواف و ....الزواف لا ينبغي أن يربط ذلك بمنطقة القبائل. و محاولة بعض كتاب المقالات استعمال اسم هذا الفيلق لإلصاقه بمنطقة القبائل ما هو إلا مناورة دنيئة من أذناب فرنسا مآلها الفشل كما فشلت فرنسا في الماضي.


فيلق الزواف  Ia10