على الرغم من أن ابن خلدون يذكر أن قصص ملوك اليمن الذين فتحوا شمال إفريقيا وبلاد روم و بلاد فارس  والأتراك والصين  هي من الاخبار الواهية للمؤرخين، إلا أنه ذكر أن هذه الفتوحات حدثت في عهد موسى أو سليمان. نحن نعلم بالفعل عن أسطورة أفريقش ولكن الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن هذه القصص تذكر أيضًا أن الصينيين من نسل قبائل يمنية غزت الصين، ونعلم أن هذه القصص هي مجرد أساطير كاذبة عارية من الصحة لا تستند للحجج العلمية ولا المنطقية وذلك للأسباب التالية:


الأخبار الواهية والكاذبة للمؤرخين  10510
 لم يرد ذكر لأية حملات عسكرية يمنية غزت تلك الأراضي في أي مصدر مصري، أو مصدر روماني، أو مصدر فارسي، أو حتى مصادر صينية في هذا الشأن ولم يتم ذكر زمن الحدث .
 لا ينحدر الصينيون من اليمنيين ولا علاقة وراثية بهم فاليمنيون من سلالةJ1 ،والصينيون  O-M122
ولايتحدث الصينيون حتى لغة سامية مثل اليمنيين، بل يتحدثون لغات من عائلة اللغة السينائية. وليس هناك تطابق في الملامح ولا تطابق في الفكر   
 لم تكن مدينة القسطنطينية موجودة في زمن موسى أو سليمان. تأسست مدينة القسطنطينية على يد الإمبراطور قسطنطين الذي كان أول إمبراطور روماني مسيحي. قبل تقسيم الإمبراطورية الرومانية إلى أجزاء غربية وشرقية، كانت مدينة روما دائمًا عاصمة الإمبراطورية الرومانية.
 الأمازيغ ليس لهم علاقة وراثية إطلاقاً مع اليمنيين، واليمنيون تحت سلالة J1بينما الأمازيغ تحت سلالة
 E-L19، والأمازيغ لا يتحدثون لغة سامية بل يتحدثون لغة أفريقية قديمة على عكس اليمنيين الذين يتحدثون لغة سامية.
الأخبار الواهية والكاذبة للمؤرخين  10610
إليكم أساطير ملوك اليمن من كتاب ابن خلدون:
 ومن الاخبار الواهية للمؤرخين ما ينقلونه كافة في أخبار التبابعة ملوك اليمن وجزيرة العرب أنهم كانوا يغزون من قراهم باليمن إلى أفريقية والبربر من بلاد المغرب وأن أفريقش بن قيس بن صيفي من أعاظم ملوكهم الأول وكان لعهد موسى عليه السلام أو قبله بقليل غزا أفريقية وأثخن في البربر وأنه الذي سماهم بهذا الاسم حين سمع رطانتهم وقال ما هذه البربرة فأخذ هذا الاسم عنه ودعوا به من حينئذ وأنه لما انصرف من المغرب حجز هنالك قبائل من حمير فأقاموا بها واختلطوا بأهلها ومنهم صنهاجة وكتامة ومن هذا ذهب الطبري والجرجاني والمسعودي وابن الكلبي والبيلي إلى أن صنهاجة وكتامة من حمير وتأباه نسابة البربر وهو الصحيح وذكر المسعودي أيضا أن ذا الاذعار من ملوكهم قبل أفريقش وكان على عهد سليمان (عليه السلام) غزا المغرب ودوخه وكذلك ذكر مثله عن ياسر ابنه من بعده وأنه بلغ وادي الرمل في بلاد المغرب ولم بجد فيه مسلكا لكثرة الرمل فرجع وكذلك يقولون في تبع الآخر وهو أسعد أبو كرب وكان على عهد يستاسف من ملوك الفرس الكيانية أنه ملك الموصل وأذربيجان ولقي الترك فهزمهم وأثخن ثم غزاهم ثانية وثالثة كذلك وأنه بعد ذلك أغزى ثلاثة من بنيه بلاد فارس وإلى بلاد الصغد من بلاد أمم الترك وراء النهر وإلى بلاد الروم فملك الأول البلاد إلى سمرقند وقطع المفازة إلى الصين فوجد أخاه الثاني الذي غزا إلى سمرقند قد سبقه إليها فأثخنا في بلاد الصين ورجعا جميعا بالغنائم وتركوا ببلاد الصين قبائل من حمير فهم بها إلى هذا العهد وبلغ الثالث إلى قسطنطينية فدرسها ودوخ بلاد الروم ورجع وهذه الأخبار كلها بعيدة عن الصحة عريقة في الوهم والغلط وأشبه بأحاديث القصص الموضوعة 
الأخبار الواهية والكاذبة للمؤرخين  11032


:star2:المراجع:




http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3607_تاريخ-ابن-خلدون-ابن-خلدون-ج-١/الصفحة_12
https://digitalcommons.wayne.edu/cgi/viewcontent.cgi...
https://www.nature.com/articles/s41598-017-01340-z
https://www.nature.com/articles/s41598-021-85883-2