هناك فكرة يتم الترويج لها في الشرق الأوسط أن الفينيقيين أسسوا قرطاج دون أي تدخل من السكان المحليين .. لكن علماء الآثار والمؤرخين ينفون كل هذه الشائعات

مسألة أن الفينيقيين أسسوا قرطاج دون أي تدخل من السكان المحليين  3421
  لذلك  فإن نص المساومة الصامتة التي أوردها   هيرودوت هي أحد الأسباب التي تجعلنا نفهم كيف استقر الفينيقيون في شمال إفريقيا....
وهذا ما يسميه المؤرخون اسم #الاتصال #السيميائي بسبب جهل الجانبين للغة الطرف الآخر  أي بعد أن بدأ الفينيقيون في التجارة مع السكان المحليين في شمال إفريقيا  نشأت مشكلة اللغة .. لم يكن الفينيقيون يعرفون اللغة الليبية  وكذلك السكان المحليون لم يفهموا اللغة الفينيقية  كان التواصل بينهما بطريقة سيميائية .. والأهم أن طبيعة العلاقة بينهما كانت سلمية حيث ذكر هيرودوت كل هذا التعامل التجاري في نصه  حيث يقول :
{يوجد مكان في لوبا يسكنه الناس يقع خلف أعمدة هرقل  وإلى ذلك المكان كان الفينيقيون يأتون و ويفرغون حمولتهم وبعد ان يقوموا بترتيب بضاعتهم يرجعون الى ظهر سفنهم الراسيه على شواطئ البحر الابيض المتوسط بعد ان يقومو باشعال النار وعندما يرى اهالي المنطقه الدخان يحضرون الى شاطئ ويضعون الذهب الى جانب  البضائع التي تركها الفينيقيون لهم ومن ثم يعودون ادراجهم عند ذلك يعود الفينيقيون ويفحصون الذهب فاذا وجدوا كميه الذهب مناسبه حملوها وغادروا وان وجدوا كميه الذهب غير كافيه عادوا الى سفنهم وانتظروا وهكذا حتى يتم الاتفاق بين الطرفين }
مسألة أن الفينيقيين أسسوا قرطاج دون أي تدخل من السكان المحليين  11050
كانت الطبيعة السلمية للفينيقيين خلال القرون الثلاثة التي أعقبت تأسيس قرطاج هي السبب في أنهم استقروا بجوار اللوبيين أي الأمازيغ في المفهوم الحالي  وأصبحوا فيما بعد مجتمعًا جديدًا يُعرف باسم المجتمع البونيقي بعد الادماج الحضاري بين سكان المحليين والفينيقيين
المصدر:  هيرودوت " تاريخ هيردوت " ترجمه عبد الاله الملاح