- سقوط مدينة سبتة بيد البرتغال :
سقوط مدينة سبتة بيد البرتغال  1619
- في مثل هذا اليوم من سنة 1415 تمكن الأسطول البرتغالي من الاستيلاء على مدينة سبتة ، و لم يحرك السلطان المريني ساكنا و لم يسع لاستردادها ، و منذ ذلك اليوم و هي بيد المسيحيين إلى حدود يومنا هذا ...
- تاريخ موجز لمدينة سبتة :
- كانت سبتة عبر تاريخها الطويل تابعة في اغلب الأحيان للقوى الخارجية ، فقد اسسها الكنعانيون (الفينيقيون) ثم حكمها الرومان و اطلقوا عليها اسمها الحالي ، و بقيت بيدهم إلى أن استولى عليها القوط في إسبانيا ، و حكموها مناصفة مع الرومان البيزنطيين إلى أن جاء العرب و طردوهم من المدينة و ضموها إلى المغرب...
- بعد تحريرها من طرف العرب لم تحكمها أي قوة أوروبية بعد ذلك ، فتناوب على حكمها كل من الامويين ثم الأدارسة ثم الفاطميين و الامويين في الأندلس ثم خضعت لامارة برغواطة ، و حكمها المرابطون ثم الموحدون ، و بعد سقوط هؤلاء تناوب على حكمها بنو الاحمر في الأندلس و المرينيون في مملكة فاس ، و كانت المدينة في كثير من الاحيان تستقل بحكم نفسها و لا تخضع لسلطان ملوك المغرب...
- احتلال المدينة سنة 1415 :

- في سنة 1415 انطلق اسطول برتغالي يتكون من خمسين الف مقاتل نحو المغرب قاصدا غزو سبتة ، و تقول المصادر بأن الأسطول لم يأت بنية الحرب بل ظهر أمام المدينة على أنه اسطول تجاري ، و تم اخفاء الجنود في صناديق و ما أن تم انزال الصناديق إلى ميناء المدينة حتى خرج البرتغاليون و بدأو في حصد رؤوس المغاربة...
- فر الكثير من سكان المدينة إلى فاس مستنجدين بسلطان بني مرين الذي ابدى عدم قدرته على نصرتهم و ردهم خائبين ، و قد استمرت المدينة بيد البرتغال إلى أن سقطت دولتهم بيد الاسبان بعد معركة وادي المخازن و استولت اسبانيا على المدينة ، و منذ ذلك الحين و المدينة بيد الاسبان..
- نص للمؤرخ الناصري حول احتلال سبتة :
- اسيتلاء البرتغال على مَدِينَة سبتة أَعَادَهَا الله
كَانَ جنس البرتغال وَهُوَ البردقيز فِي هَذِه السنين قد كثر بعد الْقلَّة واعتز بعد الذلة وَظهر بعد الخمول وانتعش بعد الذبول فانتشر فِي الأقطار وسما إِلَى تملك الْأَمْصَار فَانْتهى إِلَى أَطْرَاف السودَان بل وأطراف الصين على مَا قيل وألح على سواحل الْمغرب الْأَقْصَى فاستولى فِي سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة على مَدِينَة سبتة أَعَادَهَا الله بعد محاصرته لَهَا حصارا طَويلا وسلطان الْمغرب يَوْمئِذٍ أَبُو سعيد بن أَحْمد صَاحب التَّرْجَمَة وسلطان البرتغال يَوْمئِذٍ خوان الأول

وَذكر منويل فِي تَارِيخه أَن سُلْطَان الْمغرب يَوْمئِذٍ عبد الله بن أَحْمد أَخُو أبي سعيد الْمَذْكُور وَسَيَأْتِي كَلَامه بِتَمَامِهِ
وَذكر صَاحب نشر المثاني فِي كَيْفيَّة اسْتِيلَاء البرتغال على سبتة قصَّة تشبه قصَّة قصير مَعَ الزباء قَالَ رَأَيْت بِخَط من يظنّ بِهِ التثبت والصدق أَن النَّصَارَى جاؤوا بصناديق مقفلة يوهمون أَن بهَا سلعا وأنزلوها بالمرسى كعادة المعاهدين وَذَلِكَ صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة من بعض شهور سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَانَت تِلْكَ الصناديق مَمْلُوءَة رجَالًا عَددهمْ أَرْبَعَة آلَاف من الشَّبَاب الْمُقَاتلَة فَخَرجُوا على حِين غَفلَة من الْمُسلمين واستولوا على الْبَلَد وَجَاء أَهله إِلَى سُلْطَان فاس مستصرخين لَهُ وَعَلَيْهِم المسوح وَالشعر والوبر وَالنعال السود رجَالًا وَنسَاء وولدانا فأنزلهم بملاح الْمُسلمين ثمَّ ردهم إِلَى الفحص قرب بِلَادهمْ لعَجزه عَن نصرتهم حَتَّى تفَرقُوا فِي الْبِلَاد وَالْأَمر لله وَحده قَالَ وَسمعت من بَعضهم أَن الَّذِي جرأ النَّصَارَى على ارْتِكَاب تِلْكَ المكيدة هُوَ أَنهم كَانُوا قد قاطعوا أَمِير سبتة على أَن يُفَوض إِلَيْهِم التَّصَرُّف فِي المرسى والاستبداد بغلتها ويبذلوا لَهُ خراجا مَعْلُوما فِي كل سنة فَكَانَ حكم المرسى حِينَئِذٍ لَهُم دون الْمُسلمين وَلَو كَانَ الْمُسلمُونَ هم الَّذين يلون حكم المرسى مَا تركوهم ينزلون ذَلِك الْعدَد من الصناديق مقفلة لَا يعلمُونَ مَا فِيهَا وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْأَمر