الرد على كذبة لخضر بن كولة في شأن تسمية "وانشريس"
الرد على كذبة لخضر بن كولة في شأن تسمية "وانشريس" 5_bmp10
بقلم: ج.مسعودي
كعادته، قام لخضر بن كولة بتزوير أصل و معنى أحد أسماء الأماكن الجزائرية ليبرهن فينيقية، ثم عروبة الجزائر منذ الزمن الغابر. التسمية  التي قام هذا الدجال بتفسيرها مستندا على معلومات أصلا خاطئة استقاها من غرباء عن الأمازيغية هو "وانشريس"، التي تدل على الجبال الواقعة في الأطلس التلي. دون أن أعرض هنا ما قاله لأنه ظاهر على الصورة، سأقوم بدحض مزاعمه و هدم حججه بكل سهولة.
أولا، التسمية الصحيحة هي "وَرشنيس" و هي مذكورة حتى من طرف ابن خلدون. فهذه الكلمة مركّبة من "ور" و تعني "لم" بالأمازيغية و "شنيس" و هو فعل مصرّف على صيغة النفي و يعني "اعتدى/استفز". فأصلا، الفعل دون التصريف هو "اشنس" و يُنطق في المناطق الأخرى "اكنس". للعلم، الكاف و الشين يتبادلان في الأمازيغية. فيُقال مثلا "شنسغ/ور شنيسغ" (اعتديتُ/لم أعتد).
فالتسمية هذه إذن مبنية على القالب "ور+ فعل بصيغة النفي"، و هي تعني دون الشك "المنطقة التي لا يُعتدى فيها" أي "منطقة السلم و الأمن". و هو القالب الذي بُني عليه الكثير من أسماء الأماكن و الأشخاص مثل "ورقرن/ورجلان" (ورقلة)، "ورديغا" (ورديغة)، "ورتيڨا" (ورتيغة)، إلخ. و ما يدعّم كون هذه التسمية أمازيغية هو وقوع الجبل الذي يحملها في محيط يعج بتسميات أمازيغية مثل "تملاحت، تيسمسيلت، تيهرت، إغيل-إزان، وارإزان، إلخ، مما يدل على أن البقعة بكاملها كانت مسكونة من طرف قبائل أمازيغية (أي، الزناتيين، حسب التاريخ).
ملاحظة: بالنسبة للتفسير الأخر،  يجب قبوله بتحفظ، إذ أن تفسير هذه التسمية يجب أن يكون حسب القوالب الموجودة في ميدان أسماء الأماكن (toponymie). و نحن ركّزنا على قالب موجود في الواقع. فمثلا، "ورإزان" يبدو في أول وهلة كلمة مركبة من "وار" (دون) و "إزان" (الذباب)، لكن في الواقع هي مركبة من "ور" (لم) و "إزّان" (احترق) و الكل يعني "التي لم تحترق/التي ليست ساخنة"، و هذه صفة لاسم غير مذكور كالهضبة مثلا. و ما يدعم تفسيرنا هو وجود تسمية أخرى حيث الموصوف مذكور و هي "إغيل-إزّان" (الهضبة المحروقة).
العبرة: على لخضر بن كولة، إن كان حقا مثقفا، أن يتحلى بشيء من النزاهة حتى ينال ما يستحقه من الاحترام. فالبحث عن الاقناع لا يمكن أن يجدي بسلك طريق الكذب و التزوير. قد تخادع بعض الساذجين لبعض الوقت، لكن ذلك لن يدوم، لأن الحقيقة دائما ما تطفو على السطح و تسطع و تنير حتى العميان.    
_____


________________________
الرابط نحو المصدر:
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid02dwH7fnpnVxXysyk4Rj9GakchWzGB4oSeUeNxXKU5P7j8fD7DfrBZKw6ei98BVqaql&id=553714021803030