“الرسالة” الإصدار الجديد لمجموعة تغرمت
“الرسالة” الإصدار الجديد لمجموعة تغرمت 1659
المغني والشاعر بالجنوب الشرقي له رسالة و هدف و طموح،ولطالما اخذ الشباب في هذه البقاع القيتارة ،عوض البندقية التي حملها الاجداد يوما،لانه بكل بساطة شباب اليوم يؤمن بقوة الفن والإبداع في ولوج القلوب.
مجموعة أسافو أيوب أيت عمرو تتحفنا مرة أخرى بإصدارها الجديد الذي هو عبارة عن فيديو كليب تحت عنوان Tabrat الرسالة. عنوان عميق الدلالة والابعاد.
الأغنية اشتغل على إنجازها الكثير من الطاقات الفنية بمساندة أهل المنطقة بقرية تصويت أيت بوقيدور،وفرقة ݣناوة دادس مكون والمبدع سعيد اشطو على مستوى الاستوديو ،ويونس أولخير وبعدسة الفنان عبد الجليل الفلوس الذي صور المشاهد بإتقان ومهارة.
هذه التجربة الثالثة على مستوى إنتاج الفيديو كليب للمبدع أسافو أيوب أيت عمرو، جاءت في سياق نضج وبحث وتنسيق مع عدة طاقات فنية أخرى بالمنطقة نذكر منها: المبدع موحا ملال والفنان عمر أيت سعيد والمبدع أمناي، وكانت النتيجة اكيد أفكارا جديدة وعمق في التناول للمنجز الفني، حيث كما يتضح في الفيديو كليب تم إستثمار مختلف الأجناس الأدبية والفنية في هذه التجربة منها إستثمار حكاية “تملالين” واستثمار التجربة المسرحية لبعض الممثلين،واستحضار العرس الأمازيغي كنافذة عريقة تطل على التاريخ وهي تحمل معها الكثير من الرموز والدلالات التي تضرب في عمق التاريخ وتعود بنا إلى أزمنة غابرة. إستحضار الطفولة والبراءة دليل على إهتمام الفنان أسافو بضرورة تمرير رسالة القيم لأبناء الغد،رسالة القيم النبيلة،رسالة التسامح والأمل والحب والحياة التي تنتصر لصفاء الماء وعبق الورود والزهور .
هكذا إذن على مستوى موضوع الاغنية الجديدة “تبرات “فهو موضوع زرع القيم والأرض من أجل “ترگزا”الرجولة للرجال “وتمغرا”المروءة للنساء هي دعوة للحب والتشبث بالتقاليد التي تبني الانسان وتجعل منه إنسانا لنفسه ولغيره، هي دعوة صريحة لنبذ الأنانية وحب التملك ،هي دعوة للتضامن والتقاسم والعيش المشترك.
على المستوى الموسيقي والفني للأغنية فالفنان أسافو طور أسلوبه الموسيقي حيث عمل على طريقة الفيزيون أو دمج مجموعة من الاساليب، حيث بدأ أغنيته بآلة “الكمبري” وهي آلة لها دلالات صوفية وروحانية، بعدها إنتقل إلى إستعمال الموسيقى الالكترونية العالمية وآلة القيتارة ثم عمل على إدماج موسيقى مجموعة”گناوة دادس” كلها إيقاعات وتعابير ساهمت في إنجاح هذه التجربة الفنية، وساهمت في الرقي والسمو بها من المحلية الإقليمية إلى العالمية، أكيد من يستمع الى هذه القطعة الفنية في أي بقعة من العالم لا بد أن يستمتع بها لأنها بكل بساطة تستمد قوتها من الجذور ومن التقاليد العريقة، وتستعمل حوامل موسيقية عالمية .
كما أن هذه التجربة ولمرة أخرى تظهر جمال واحتي دادس وأمگون هاتين الواحتين المتوازيتين اللتان تنبضان دائما بالخير والكرم والجود والعطاء .
وختاما نرجوا أن تنال هذه التجربة حقها من الإنصاف الإعلامي الوطني ، في انتظار إعلام جهوي لا نزال سائرين في طلبه.


الكاتب والشاعر عمر ايت سعيد

المصدر: مواقع ألكترونية