بقلم: رشيد رها المقيم بالجمعية الامازيغية العالمية
انتم تعاندون التجاهل ان اللغة الثانية التي تحدثت فعلا في فرنسا، ليست اللغة العربية، والامازيغة، وبصورة ملموسة، الاختيار العام لهذه اللغة، كما ابرزت للتو ثلاثة باحثين فرنسيين، في هذه الحالة تاسادت ياسين، بيير فيرمرين، عمر هاموريت. فعلا كان لهم الشجاعة ان يؤكدوا في مقال اخر ان ′′ اللغة الام للمهاجرين ليست العربية ′′(1). وبالتمتداد لغة الام لمعظم المواطنين والمواطنين الفرنسيين الاصليين شمال افريقيا الشرقية بدون شك اللغة الامازيغية (الرسمية بالفعل في المغرب والجزائر)
مقابلتك تذكرنا بكل حزينة بخطاب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي القاه يوم 15 سبتمبر 2011 في بنغازي عندما قال: (...) شباب بنغازي شباب ليبيا شباب العرب (...) كل الشعوب ′′ العربية ′′ التي تريد التحرر من قنواتها ".... كلام يجعل الشعب الليبي كباقي شعوب شمال افريقيا سيكون شعبا ′′ عربيا ′′ من الناحية العرقية والتاريخية والسوسيولوجية والهوية والثقافية واللغوية بينما نجاح الثورة الليبية في اعقاب ′′ الربيع الديمقراطي للشعوب الاصلية ′′ يعود الى الشعب الامازيغي في جبل نفوسة. تمرد الشباب في الشرق ومن كان له تحدي تحرير العاصمة طرابلس.
الا ان الذين لا يزالون تعتبروهم ′′ عرب ′′ هم في الواقع امازيغ فقط تعربوا الكثيرين بعد اعتناقهم للاسلام. تعريب قسري ومطلوب ومعجل لاسباب ايديولوجية من قبل السلطة المتسلطة ابتداء من سبعينيات القرن الماضي منها المصري جمال عبدالناصر والدكتاتور المخلوع القذافي
سياسة التعريب بالاتجاه المضاد، تريدون ان تديموا في ارضكم رغم انها نجحت في افساد النظام التعليمي لبلدنا شمال افريقيا (المغرب، الجزائر، تونس...). سياسة تعليمية مؤذية من قبل مدارسكم الاستعمارية ′′ الفرنسية-العربية ", وهي السبب وراء ازالة الامازيغ باستمرار. لاحظ جيدا ما اعترف به اخصائنا الامازيغي المميز محمد شافيك عن قول اعتقد ان التعليم كان هناك خيانة حقيقية من طرف فرن من الطبقة السياسية اريد ان اتكلم عن المدافعين المجتهدين عن تعريب كتلة التلاميذ المغاربة الذين وضعوا اطفالهم في الانظمة الاجنبية ليس خطا في التقدير ولا خطا غير مقصود كما يفهم البعض ′′ لا انه حقا عمل خيانة ′′(4). في الواقع هذا ما يستمر في ادامة وزير التربية الوطنية الحالي بحجب تعليم اللغة وفي نفس الوقت يرسل ابناؤه لدروس داخلية من الثانوية الفرنسية ديكارت الرباط! (5)
سيدي الرئيس،
من الصعب تجاهل ان القوات المغربية التي جندت وارسلتها السلطات العسكرية للحمائية، مساعدة فرنسا كحمى مدفع، الى جبهتي الحرب العالمية الاولى والثانية، هي اغلبهم الساحقة من الامازيغ. امازيغ من جبال الاطلس المتوسط ساهموا بعرقهم ودمائهم في تحرير فرنسا من الخطر النازي كما يعكس بشكل رائع فيلم ′′ انديجين ′′ للمخرج رشيد بوشارب
لا تنسوا ان ايادي المغتربين الامازيغ من جبال القبائل وسوس هي التي ساهمت في اعمار مباني فرنسا وبنىها التحتية مباشرة بعد هدمها اثر كل حرب عالمية رغم ان الباترونات الفرنسية كان يتنقل ميدانيا خلال الخمسينات والستينيات الى اكثر القرى نائية بجبال الاطلس لتوظيف العمالة الامازيغية لتطور وتطوير مجمعاتكم الصناعية ومصانع السيارات ومناجمكم شمالا. هل تعلمون ان افضل كروم الاكيتان و افينون يعمل بعناية من طرف فلاحين امازيغ جبال الريف رافقوا اربابهم السابقين من الحقول الوهرانية الى فرنسا، بعد استقلال الجزائر مباشرة؟
هل انتم على علم جيدا ان سكناتكم تسخن حاليا بالغاز الجزائري، في الاراضي الامازيغية (وليس في قطر! ) وتضيئهم بالكهرباء المحطات النووية باستخدام اليورانيوم في ارليت، اراضي توار!
كما يجب ان تعرفوا ان اقتصاد فرنسا مرتبط ارتباطا وثيقا بالامازيغ واقاليمهم الاصلية التي ليست في السعودية والا في شمال افريقيا. مع ذلك هل تعلم لماذا حملة المقاطعة التي اشعلها الرئيس التركي ضد منتجاتكم لم تنجح في شمال افريقيا على الاطلاق؟ فقط لان ملايين المواطنين الامازيغ من المغرب، الجزائر، تونس، موريتانيا... هم مستهلكون متميزون لمنتجات Made in France، ويفضلون ان يتدحرجون في سيارات ذات ماركه فرنسية (رونو، بيجو، سيتروين، داسيا!
السيد الرئيس،
بمناسبة الذكرى ال 72 للاعلان العالمي لحقوق الانسان ستتباهى من جديد بان بلادك هي بؤرة حقوق الانسان البلد الذي طرد ملكية لويس السادس عشر المطلق الى متابعة ثورتكم الذاكرة لعام 1789، والتي تمتلك الاعلان العالمي لحقوق المواطن، متابعة الاعلان العالمي لحقوق الانسان. هل تعلم ان الامازيغ سبقوك ب 15 قرنا عندما كان الامبراطور الامازيغي كاراكلا حفيد الامبراطور الامازيغي الليبي سبتيمو سيفيرو و الذي ولد بالاضافة الى ذلك في مدينة لوجدونوم اليونيز الرومانية عام 188 (حيث اغتيال الامبراطور كاليغولا في العهد الروماني ملكنا الاخير بطليموس، لمجرد انه كان يرتدي بشكل اكثر اناقة منه! اشعل اول ثورة مواطنة في التاريخ، دافعا عن نفس حقوق المواطنة للبرابرة في اوروبا، بمن فيهم الغول، وموريتانيا (شمال افريقيا) ′′ مع مواطني روما حوالي عام 211 ( 6).
سيدي الرئيس،
في النهاية نرجو منكم دعوتكم لتصحيح تصوركم لامازيغ فرنسا والعالم واحترام هويتهم ولغتهم وتاريخهم وقيمهم الديمقراطية التي تتفق تماما مع قيم الجمهورية فرنسية. لنكن واضحين انه في شمال افريقيا مهد الانسانية (6) لا يوجد ′′ عرب ", ان لم يكن امازيغ، هم اغلبيتهم الامازيغية و / او بورطابل، وفي اقلية، فرانكفون (منطقة القبائل) و الاسبانية (جزر الكناري)، وان في فرنسا الاغلبية الساحقة من المواطنين من المغاربية اصل امازيغي بدون منازع (7).
وفي انتظار التمايل بوعي لهذا الطلب الشرعي، نرجو منكم الموافقة سيدي الرئيس، على كل التقدير والاحترام.




′′ اللغة الام للمهاجرين ليست العربية  325





  ·