من أدخل علم الفلك الى الأندلس ؟!
من أدخل علم الفلك الى الأندلس ؟!  1-607
هو الأمازيغي عباس بن ناصح المصمودي
الكل يعلم أن الحضارة " الإسلامية " في العصر الوسيط خاصة في الأندلس عرفت تطورا كبيرا في علم الفلك حيث برع العلماء في وصف الكواكب و قياس الأفلاك و الظواهر الكونية لكن قليلون من يعلمون أنه إذا كان الفرس هم من أدخلوا علوم الفلك في المشرق فإن الأمازيغ من أوائل من أدخلوا علوم الفلك في الأندلس ...
فيذكر بن سعيد المغربي في كتابه " المغرب في حلى المغرب "  أن العالم البربري أبو العلاء عباس بن ناصح المصمودي الجزيري الذي توفي في حوالي 844م و هو من أمازيغ مصمودة  كان أول من أدخل كتب علوم الفلك إلى الأندلس في حوالي القرن التاسع ميلادي و بطلب من  السلطان عبد الرحمان الثاني حسب الرواية العربية ، فأتاه عباس بن ناصح بكتاب السندهند الذي كان أول من درسه و حلله في الأندلس كما قام بإدخال كتب قيمة أخرى و له مشاركة في التعاليم و كان عباس بن ناصح من أشهر علماء الأندلس في زمانه كما كان دارسا بعلوم الفقه و الشريعة حيث كان يشتغل قاضيا في الجزيرة الخضراء و قال عنه صاحب مفاخر البربر انه كان من المنجمين لولعه بعلم الفلك، كما اشتهر عباس بن ناصح بالشعر و بشتى العلوم مما جعله يتقرب من بلاط السلاطين  في الأندلس و كثرت الدسائس من الحساد حوله لكنهم لم يستطيعوا النيل منه من شدة دهائه و فطنته مما جعل الشاعر عبد الوهاب المالكي يقوله فيه :
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالكل أعداء له و خصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسدا و بغيا إنه لذميم
و كون عباس بن ناصح المصمودي عائلة نافذة و محترمة من العلماء و الفقهاء و الأدباء في الأندلس حيث خلفه في سلك القضاء بالجزيرة الخضراء بعد موته ابنه عبد الوهاب بن عباس ثم ابن هذا الأخير من بعده محمد بن عبد الوهاب و آخرون من نسله و كلهم اشتهروا بالعلم و الفقه.
رحم الله علماءنا الأجلاء و أدخلهم فسيح جنانه

المراجع:
_ابن سعيد، كتاب المغرب في حلى المغرب
_محمد حقي، كتاب البربر في الأندلس
_كتاب مفاخر البربر
_علاء الدين زكي، أبو العلاء عباس بن ناصح الجزيري