قدّم الشهيد ناصر السعيد عرضاً تاريخياً لأصل الوهابية وآل سعود واعتمد قصيدة منسوبة للشاعر النجدي النقدي حميدان الشويعر، مفاده أن آل سعود يعودون بنسبهم لتاجر حبوب يهودي عراقي من مدينة البصرة اسمه مردخاي، قدم نجد عام 1447 بصحبة قوم من قبيلة عنزة، وتمكن بشكل ما بأن يقنعهم بأنه منهم. وبحسب الأسطورة فإن نصاباً يهودياً آخر من مدينة بورصة التركية اسمه سليمان سيكون جد محمد بن عبدالوهاب. وهكذا يكون أصل الوهابية مؤامرة اليهودية في قلب نجد مرتبطة وفق مصادر أخرى بكونها مشروعاً مخابراتياً بريطانياً يهودياً بدوياً ضد الخلافة العثمانية. تذكرنا هذه السردية الأسطورية باستنتاج الباحثة الدنماركية باتريشيا كرونة في كتاب «الهاجرويون» المثير للجدال حول أنّ الإسلام في القرن السابع للميلاد ما كان سوى مؤامرة «يهودية بدوية»! ولكننا نرى بأن نستفيد من الدراسات الحديثة التي قدمها باحثون سعوديون مثل عويضة الجهني ومحمد الفريح وخالد الدخيل حول الظروف التاريخية لتشكل الملة الوهابية، بدلاً من قصيدة ابن شويعر التي تنتمي للأدب السياسي الهجائي في نجد القرن الثامن عشر ميلادي.
 تعتبر الحركة الوهابية السلفية نسخة للفاشية الإسلامية، التي أسستها الإستخبارات الإنجليزية لخدمة أطماعها الإستعمارية في المشرق . فما دور هذه الإستخبارات في تأسيس هذه الحركة ؟ و كيف ساهمت هذه الحركة في تشتيت وحدة المسلمين؟ وما علاقة الوهابية بالإرهاب؟
جاء في مذكرات "همفر" و هو الجاسوس البريطاني الشهير، أنه التقى بمؤسس الحركة الوهابية، المدعو "محمد بن عبد الوهاب" عندما كان في البصرة جنوبي العراق، ومن هناك تم بناء أولى الروابط في العلاقات السرية بين ابن عبد الوهاب و بين وزارة المستعمرات في الحكومة البريطانية، التي استخدمته لضرب وحدة الصف الإسلامي، و حاربت من خلاله الدولة العثمانية فأضعفتها داخليا، وتسببت لاحقا في انهيار الخلافة الإسلامية في اسطنبول، ثم حولت بريطانيا ابن عبد الوهاب ليكون أداة لقتل المسلمين، في الطائف ومكة و المدينة وغيرها من بلاد المسلمين، حيث كان الوهابيين بعد أن أصبح لهم جيش، يُغيرون على قرى الشام فيقتلون رجال المسلمين ويَسْبُون النساء.
جرائم الوهابيين في حق المقدسات الإسلامية :
من أبرز الجرائم التي ارتكبتها الوهابية، بتعاون مع آل سعود، سرقة كنوز المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ بل الأبشع من ذلك قيامهم بتخريب الإرث التاريخي و الحضاري لمقبرة البقيع، التي كانت تحتوي على القباب والأضرحة، ومن بين القباب التي تم نسفها ، قبة السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول (صل الله عليه وسلم) وابنها الحسن، و يمكن رصد بشاعة منظر مقبرة البقيع، بعد عملية التخريب من كتابات السويسري "لويس بورخارت"(اعتنق الإسلام) الذي تحدث عن مقبرة البقيع قائلا: "تبدو مقبرة البقيع حقيرة جدا لا تليق بقدسية الشخصيات المدفونة فيها. وقد تكون أقذر و أتعس من أية مقبرة موجودة في المدن الشرقية الأخرى، التي تضاهي المدينة المنورة في حجمها، فهي تخلو من أي قبر مشيد تشييدا مناسبا، وتنتشر القبور فيها، و هي أكوام غير منتظمة من التراب. يحد كل منها عدد من الأحجار الموضوعة فوقها.. ويعزى تخريب المقبرة إلى الوهابيين".
لم تكتفي الحركة الوهابية بتخريب مقبرة البقيع، بل وجهت معاولها الهادمة إلى المسجد النبوي لتخريبه، بذريعة أن هذا المسجد يضم مرقد النبي محمد (صل الله عليه وسلم)، وهذا بالنسبة للفكر الوهابي السلفي حرام و شرك. وبعد أن انتشر خبر نية الوهابيين و آل سعود في إزالة المسجد النبوي، خرجت مظاهرات عارمة للمسلمين في الهند و إيران و العراق و إفريقيا، يطالبون فيها بتوفير الحماية للمسجد وطرد الوهابيين من المدينة المنورة، مما دفع بالقوات السلطانية المصرية بالتدخل، ونجحت في طرد الوهابيين من المدينة المنورة.
من بين الجرائم الأخرى التي قام بها الوهابيون في حق الإسلام و المسلمين، قيامهم بتفجير مشروع خط السكك الحديدية الذي دشنته الخلافة العثمانية، و الرامي إلى ربط عاصمة الخلافة الإسلامية إسطنبول بمكة، مرورا بكل من دمشق، القدس، عمان، والمدينة المنورة وصولا إلى مكة، بغية تسهيل حركة الحجاج، وحسب بعض المصادر فإن إنجلترا قد زودت الوهابيين بالمتفجرات، بل شارك بعض الجنود الإنجليز في عملية التفجير التي استهدفت خط إسطنبول_مكة.
انطلاقا مما سبق ذكره يمكن القول أن الإستخبارات الإنجليزية نجحت في تأسيس لإسلام فاشي غايته خدمة أعداء الإسلام المحمدي الأصيل، ونشر بذور التفرقة والتعصب، ثم الإرهاب بين أبناء الدين الوحيد من سنة وشيعة وغيرهم.
بعض المراجع:
1. كتاب فتنة الوهابية، الشيخ أحمد زيني دحلان.
2. كتاب الصواعق الإلهية في الرد عن الوهابية، الشيخ سليمان بن عبد الوهاب.
3. كتاب البراءة من الإختلاف في الرد على أهـل الشقاق والنفاق والرد على الفرقة الوهّابية الضالّة: للشيخ علي زين العابدين السوداني
4. كتاب تاريخ الوهّابية: لأيوب صبري باشا الرومي
5. كتاب تجريد سيف الجهاد لمدّعي الاجتهاد: للشيخ عبد الله بن عبد اللطيف الشافعي، (أستاذ محمد بن عبد الوهـاب وشيخه ، وقد ردّ عليه في حياته).


الوهابية الموت القادم من بلاد العرب: A49