أمازيغيات تونس : لا نعترف بغير الأمازيغية هوية و ثقافة و إنتماء في بلدنا الاصلي
أمازيغيات تونس : لا نعترف بغير الأمازيغية هوية و ثقافة و إنتماء في بلدنا الاصلي 2732
لم يكن الاحتفال باليوم الوطني للباس التقليدي كغيره من المناسبات الوطنية و الرسمية بتونس ، فلقد أثارت الاحتفالات بهذه المناسبة جدلا كبيرا وسط شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة بسبب التظاهرة السلمية التي نظمتها الجمعية التونسية للثقافة الامازيغية تحت عنوان :"اللباس الأمازيغي بتونس" و إشراف مناضلات الحق الأمازيغي التونسيات اللائي سرقن عدسات كاميرات المصورين و الصحفيين الأجانب و التونسيين ليلتفوا حولهن ليأخذوا صورا و تصريحات و لقاءات و ليطرحوا اسلئلة كانت سيدات الحركة الامازيغية في مستوى الإجابة و ملكات للحوار ...
أمازيغيات تونس : لا نعترف بغير الأمازيغية هوية و ثقافة و إنتماء في بلدنا الاصلي 2326
في البدء كانت تمغارت، هكذا حدثتني كاهنة طالبي المشرفة على التظاهرة تروي لي قصة إيقافها لساعتين في مقر وزارة الداخلية لانها قدمت مطلب الرخصة للوقفة باللغة الامازيغية قائلة : " أعوان وزارة الداخلية ظنوا أن ما كتبه هو باللغة العبرية .. و بعد استجوابي فهموا أن المطلب مكتوب بتيفيناغ لغة أجدادنا الأوائل ، ثم قدموا لي الموافقة على التظاهرة ..التي أشرف عليها معي يسري قرنيط و هاجر باربانا و كل مناضلات القضية الامازيغية بتونس" .
منذ السادسة ًصباحا كانت كاهنة طالبي و هاجر باربانا و فاتن باسباس في شارع الحبيب بورقيبة يقمن بتلبيس البنات ، و الشرح اللباس الامازيغي بابتسامة ساحرة ً بعين راصدة تحسبا لقدوم السلفيين أو أنصار الحركات القومية العروبية بتونس
جاء على لسان هاجر باربانا : انا أمازيغية تونسية ، راجع تاريخ تونس وهي بصدد النقاش مع احد أنصار حركة النهضة عندما قدم ليستفزها بأسلوبه التخويني ... و لكن صوت هاجر المدوي و فستانها الأحمر المطرز بنقائش أمازيغية لفتت أنظار المارة إليها و جعل خصمها يغادر الشارع غاضبا و لاعنا .
أمازيغيات تونس : لا نعترف بغير الأمازيغية هوية و ثقافة و إنتماء في بلدنا الاصلي 2-15
بأسلوب الفخور ببلاده واجهت هاجر إعلامية تونس المشاكسة هالة الذوادي التي أرادت استفزازها بأسئلتها الجريئة ،لترد عليها حفيدة تيهيا : نحن هنا من أجل تونس حرة شامخة بماضيها العظيم ، رافضة لأي مشروع يريد اقتلاعنا من جذورنا الأصلية ، التونسية ليست من شريحة حريم السلطان و لا من شوارع هارم ليك الغربية .. نحن من هذه الأرض فقط .
كانت الأستاذة فاتن بسباس تحمل العلم الأمازيغي و تمشي قدما ، بشعرها الذهبي و عيناها الزرقاء و شموخها المعتاد ، يستوقفها المرأة و الشباب لالتقاط صور بالعلم و يسألونها : هل انت أمازيغية ؟ و تجيببهم : أنا من صفاقس و أنا حفيدة سيفاكس الامازيغي و انا أدافع عن هويتي و اريد حماية هذا الموروث المهدد بالضياع ....
أمازيغيات تونس : لا نعترف بغير الأمازيغية هوية و ثقافة و إنتماء في بلدنا الاصلي 2-16
أما السيدة سارة خلف الله التي كانت تضع على رأسها الكبوس التونسي أو يسمونه الكابوس الدستوري رمز مناضلي الحركة الوطنية لاستقلال تونس فلقد أكدت على أن الثقافة الامازيغية هي عامل موحد للثقافة التونسية و لا يمكن النهوض بالشأن الثقافي التونسي بدونها .
صابرين الزواغي و هالة لعروسي و غيرهن من البنات كسرن مقولة كوني جميلة و اصمتي ... كيف تصمت صابرين تلك الشابة التي م تحمل الوشم الأمازيغي على ذقنها ؟ و كيف تصمت هالة التي تحمل الحولي الأمازيغي على أكتافها ؟ من أجل ذلك قُلبت تمازيغت الموازين في اليوم الوطني للبلاد التقليدي ليغدوا يوما احتفاءيا بتينست أرضا لتيهيا و خطا للممانعة و المقاومة الأمازيغية تقوده نساء من عالم آخر .. عالم الكرامة و الجمال و الحب و المقاومة .. العالم الأمازيغي الغريب عن عقول مجاهدي النكاح و بول البعير .
أمازيغيات تونس : لا نعترف بغير الأمازيغية هوية و ثقافة و إنتماء في بلدنا الاصلي 2325
بقلم: الناشطة الحقوقية التونسية الامازيغية مها الجويني


المصدر:مواقع ألكترونية*