منتدى امازيغ ثقافة و حضارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى امازيغ ثقافة و حضارةدخول

هذا المنتدى مخصص للانتماء الحضاري و الثقافي الامازيغي عبر التاريخ.


descriptionيناير رأس السنة الفلاحية الامازيغية بين الحقيقة التاريخية والميثولوجيا القديمة2 Emptyيناير رأس السنة الفلاحية الامازيغية بين الحقيقة التاريخية والميثولوجيا القديمة2

more_horiz
 .

إختيار شخصية القائد ششناق كمعلم لبداية التقويم الأمازيغي الفلاحي القديم :

    كل أمم العالم تتخذ تاريخ ما من تاريخها كمعلم لبداية التقويم وبداية السنة عندهم ، فالمسلمون جعلوا من تاريخ هجرة نبيهم من مكة الى المدينة بداية تقويمهم والمسيحين جعلوا ميلاد عيسى هو تاريخ البداية ، والكرد جعلوا تاريخ توحيد القبائل الميدية الكردية القديمة تحت قيادة الملك الميدي الكردي Diaoku وتحررها من الحكم الآشوري عام 612 ق.م هي نقطة البداية ، والأقباط في مصر جعلوا تقويمهم يبدا من عام 284 ميلادي وهو العام الذي استشهد فيها الأقباط المسيحيين من طرف الإمبراطور الروماني DIOCLETIANVS واطلقوا عليها  “سنة الشهداء” …
      أما المناضل الامازيغي عمار نقادي فقد جعل تاريخ وصول القائد الأمازيغي ششناق  الى حكم مصر وتأسيسه للأسرة الثانية والعشرين هي نقطة بداية التقومي الأمازيغي الفلاحي القديم الذي سبق ششناق وسبق فرنسا وتاريخ اجدادهم الجولوا ، ويبدو ان فكرة عمار نقادي صائبة وذكية ، فتاريخ ششناق منقوش ومدون  بشكل لا يقبل النكران والتزيف فإسمه وارد في لوحة  “حور باسن” المحفوظة الآن بمتحف اللوفر والتي أثبتت نسبه الامازيغي ، و كذلك جدار معبد الكرنك الشهير ، كما  جاء ذكره في الكتب السماوية على أن الله عاقب وأدب اليهود بتسليط ششناق عليهم ، بعدما عصوا الله،  حيث جاء في التوراة أخبار الأيام الثاني، الإصحاح 12 الفقرات 01-12 : ” … وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلْخَامِسَةِ لِلْمَلِكِ رَحُبْعَامَ صَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى أُورُشَلِيمَ، لِأَنَّهُمْ خَانُوا ٱلرَّبَّ، ٣ بِأَلْفٍ وَمِئَتَيْ مَرْكَبَةٍ وَسِتِّينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَلَمْ يَكُنْ عَدَدٌ لِلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَهُ مِنْ مِصْرَ: لُوبِيِّينَ وَسُكِّيِّينَ وَكُوشِيِّينَ. ٤ وَأَخَذَ ٱلْمُدُنَ ٱلْحَصِينَةَ ٱلَّتِي لِيَهُوذَا وَأَتَى إِلَى أُورُشَلِيمَ. فَجَاءَ شَمْعِيَا ٱلنَّبِيُّ إِلَى رَحُبْعَامَ وَرُؤَسَاءِ يَهُوذَا ٱلَّذِينَ ٱجْتَمَعُوا فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ وَجْهِ شِيشَقَ، وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: أَنْتُمْ تَرَكْتُمُونِي وَأَنَا أَيْضًا تَرَكْتُكُمْ لِيَدِ شِيشَق.
وجاء الانجيل سفر الملوك الأول 14: ” … {25} وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ لِلْمَلِكِ رَحُبْعَامَ، صَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،{26} وَأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ. وَأَخَذَ جَمِيعَ أَتْرَاسِ الذَّهَبِ الَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ.
ويرجح ان ششناق هو المقصود في القرآن بسورة الإسراء هذا في حالة ما إذا سلمنا بما جاء في التوراة من أن الله عاقب اليهود بأناس أشد بأسا وان القرآن جاء تكملة للكتب السابقة له ، حيث وردت في الآيتين 4 و5 منها : “ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا {4} فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا {5} .
    كما أن ششناق كان قائد قبائل المشوش التي كانت تسكن حسب هيردوت غرب نهر تريتونيس  Tritonis بتونس وليس على الحدود المصرية الليبية كما يدعي البعض حيث يتفق أغلب المؤرخين على أن الماشوش هم انفسهم المازيغ الذين ذكرهم هيردوت بإسم المازيس Mazyes وهي الصيغة الاغريقية المحرفة  لمازيغ . يقول المؤرخ الفرنسي استفيان غزال  : ” أن الكثير من العلماء يرون ان الماشوش هم المازيس  Mazyes الذين ذكرهم هيردوت أنهم في غرب نهر تريتون  (06). أي في الجزائر ،و يقول المؤرخ البريطاني  إريك بيتس O .BATES .  في كتابه “الليبيون الشرقيون”  أن المشواش هم انفسهم الأمازيغ  كذلك (07) ، وكذلك المؤرخ الكندي دونالد ريدفورد Donald B. Redford وهو عالم مصريات الذي أكد ان المازيس  Mazyes هم انفسهم الماشوش . (08) .
موقع نهر أو حوض تريتون Tritonis القديم حسب ما يرجحه أغلبية المؤرخين
     نلاحظ من خلال الخريطة أن النهر الأسطوري “تريتون Tritonis” الذي تحدث عنه المؤرخون القدامي بإسهاب حيث أنه كان أصل الربة الامازيغية تنيت التي عبدها الاغريق والقرطاجيين ونيت عند المصريين ،والذي يرجحه اغلبية المؤرخين في المكان المحدد في الخريطة ، حيث نجد غرب هذا النهر ولاية ” واد سوف ” الجزائرية وإذا حذفنا مصطلح ” واد” التي أظيف مع وصول العرب الى شمال افريقيا سنجد ان كلمة ” سوف”  الأصلية التي تعني بالامازيغة (النهر) ترجح وبقوة ان تكون هذه المنطقة هي الموقع الحقيقي لنهر “تريتون Tritonis” التاريخي وبالتالي موطن امازيغ الماشوش الذين حدد المؤرخ الإغريقي هيردوت في القرن الخامس قبل الميلاد موطنهم غرب هذا النهر .
     وبعد تحديد موطن الماشوش الذين هم نفسهم المازيس عند هيردوت وغيره والذي قلنا انه تحريف لغوي  إغريقي ولا تيني لإسم مازيغ الذي كان يطلقه سكان شمال افريقيا على انفسهم منذ القدم كما أكده المؤرخ غبرييال كامب الذي قال(09):  ” .. وكما سنرى في ما يقابل من هذا الكتاب ،فأن الكثير من القبائل البربرية القديمة كانت تُعرف في العصور القديمة بإسم المازيس Mazices ، وهو في الحقيقة اسم يطلقه أغلب البربر على انفسهم : إمازيغن  Imazighen (مفردها أمازيغ Amazigh )  وقد نقل الأجانب هذا الأسم في صور شتى، فجعله المصريون مشوش، وجعله الإغريق مازيس – Mazyes ، أو ماكسيس Maxyes ، وجعلوه اللاتين مازيس Mazices و ماديس Madices . وذكر المؤرخ الكبير ابن خلدون في القرن الرابع عشر الميلادي أن فرعا من البربر وهم البرانس ، ينحدر من مازيغ Mazigh ..” 

طريقة إعتلاء ششناق لعرش الفرعون :

     يعتقد بعض المؤرخين بأن إنتقال السلطة من المصريين الى الأمازيغ كانت سلمية فيرون أن الحضور الامازيغي كان قويا داخل مصر حتى أن بلغ في حقبة من الزمن أن الجيش المصري كله كان يتكون من الامازيغ وهو ما سهل الانتقال السلمي للسلطة حسبهم الى الامازيغ سنة 950 ق.م ، كما يؤكده مصطفى كمال عبد العليم:إن الجيش المصري أصبح ابتداء من عصر الأسرة العشرين مؤلفا من الليبيين دون سواهم. وقد منحهم ملوك مصر هبات الأرض كأجر لهم وهكذا استطاعوا أن ينشئوا في البلاد جاليات عسكرية وكان يترأس كل حامية رئيس ليبي يحمل لقب الرئيس الكبير لما. “ما” هي اختصار لاسم مشوش” (10)
     وبالمقابل يذهب فريق آخر من المؤرخين أمثال شارل أندري جوليان في كتابه ”
تاريخ افريقيا الشمالية” ان الحدود المصرية كانت محاصرة بالجاليات الأمازيغية المستقرة فيها وان بعض منها قد بلغ مناصب كبرى في مصر و في سنة 950ق.م ثم يقوم الخليفة السابع لهذا القائد الليبي من قبائل المشوش وهو شيشونق الاول بغزو مصر وتأسيس الاسرة الثانية والعشرين ، ويقول جوليان بأن الفن الشعبي المصري يقصد الرسومات قد صور لنا لأول مرة بعد سيطرت الامازيغ على مصر” شعبا شغوفا بالمعارك مخالفا تماما المخالفة بالمجتمع المصري ، وخلافا لما اعتقده المؤرخون القدامى فإن أحفاد رسل
 آمون القدامى ليسوا هم الذين أسسوا مملكة نباطة (Nabata) التي اتسعت رقعتها في اواخر القرن الثامن من الشلال الاول الى الحبشة .، وأثبتت حفريات رينار ( Reisner )أن الليبيين هم الذين بسطو نفوذهم على أرض ” أكوش ” كما فعل ليبيو الشمال بالنسبة للدالتا .ولم يوجد اطوع لتعاليم آمون وكهنته من هؤلاء الاجانب المستوطنين بمصر . ولا شك أن المدنية المصرية أشعت بواسطتهم على الليبيين الغربيين وربما بلغت أنوارها المترامية أقصى غرب افريقيا ” (11).
    إن الملاحظ في الوثائق المصرية مثل لوحة “نارمير ” المصرية وغيره  يدرك أن مصر الفرعونية كانت مسرحا لهجمات متكررة للامازيغ منذ 3300 سنة ق.م خلال حكم أسرة التنييين الاولى وخلال 2600 ق.م نجد في النقوش المصرية ان الاسرة الخامسة بمنف قد شنت حملة عسكرية لمحاربة الليبيين أيضا وبعد ما صد رمسيس الثاني لهجماتهم يتحالف معهم ضد الحتيين في أوائل القرن الثالث عشر . كما تحالف الامازيغ مع شعوب البحر وكانوا اغلبية ذلك الجيش وقادتهم ضد الدلتا 1227 ق.م ، يقول المؤرخ فوزي جادا الله في قوله
 : “وكانت الزعامة في هذا التحالف لليبيين دائما وهذا يعني أن القبائل الليبية كانت قوية ومتحضرة بما سمح بأن يدين لها بالزعامة أصحاب الحضارة الإيجية السابقة للحضارة الإغريقية الكلاسيكية
(12) ، ويرجع أندري جوليان أصول هؤلاء اللوبيين الامازيغ الى الاطلس بسبب أسماء قادتهم المتشابهة بأمازيغ النوميد الذي ذكروا في تاريخ A.moret المألوف (13) ، كل هذه الهجمات المتكررة على مصر من طرف الأمازيغ لا يختلف فيها المصريين إلا لما يتعلق الامر في سيطرة الامازيغ على حكم مصر تراهم يرفضون فكرة الاستيلاء العسكري ويفضلون الانتقال السلمي للحكم الى الأمازيغ ؟

اعتماد الأمازيغ الى التقويم الذي يعرف اليوم بالتقويم الجولياني : 

 أما عن السبب الذي جعل الامازيغ يتركون التقويم الخاص بهم ويعتمدون على التقويم الجولياني الروماني فالسبب هو نفسه الذي جعل كل شعوب أوروبا والشام وحتى العرب يستعملون التقويم الجولياني ، فشهر Yennayer الذي يرجح انه مشتق من شهر (IANVARIVS يانواريوس) الروماني هو نفسه (Janvier) الفرنسي و نفسه (Enero) الاسباني  و (Janeiro) البرتغالي  او يناير عند الدول العربية التي لا تستعمل التقويم الهجري الاسلامي مثل سوريا ومصر والسودان …
والشهر الأمازيغي Yulyuz هو نفسه  (Juillet) في الفرنسية و(Luglio) في الايطالية الحديثة  أو الإسبانية ((Julio أو  البرتغالية …
فهل يحق لكل دول أوروبا استعمال التقويم الجولياني ويحرم ذلك على الامازيغ ؟ الحضارة اللاتينية هي وريثة الحضارة الاغريقية وروما كانت إمبراطورية أثرت بحضارتها اللاتينية على كل الشعوب التي احتكت بها والامازيغ كانوا من أقرب الشعوب الى روما كذلك ؟ ثم ما الذي يثبت أن التقويم الجولياني ليس تقويما أمازيغيا ؟

التقويم الجولياني هو تقويم أمازيغي نقله الرومان عن الأمازيغ :

لشهر
شلوح (جنوب المغرب
القبايل (الجزائر)
أمازيغ جربة (تونس)
بالعربية التونسية
يناير
innayr
(ye)nnayer
yennár
يناير
فبراير
xubrayr
furar
furár
فراير
مارس
mars
meghres
mars
مارس
أبريل
ibrir
(ye)brir
ibrír
أبريل
مايو
mayyuh
maggu
mayu
مايو
يونيو
yunyu
yunyu
yunyu
يونيو
يوليو
yulyu
yulyu(z)
yulyu
يوليو
أغسطس
ghusht
ghusht
ghusht
أغشت
سبتمبر
shutanbir
shtember
shtámber
شتمبر
أكتوبر
kuber
(k)tuber
ktúber
اكتوبر
نوفمبر
duwanbir
nu(ne)mber
numbír
نوفمبر
ديسمبر
dujanbir
bu- (du-)jember
dujámber
دجمبر
     الحقيقة انه ليس من المجازفة في شيئ إذا قلنا أن التقويم الجولياني هو تقويم أمازيغي الأصل نقله الرومان عن الأمازيغ وهناك أدلة كثيرة تدعم هذه الفرضية ومن أهمها :

  • أسماء الأشهر في التقويم الجولياني المعتمد عند الامازيغ فيها تحورات امازيغية عجيبة ، تظهر أسماء الأشهر وكأنها أمازيغية التقويم الجولياني منتشر ومعمول به في كل مناطق شمال افريقيا من ليبيا غربا الى غاية المغرب وحتى في المناطق الجنوبية التي بقيت بعيدة عن التأثير الروماني الذي تركز أساسا في المدن والمناطق الشمالية .
  • أسطورة الإله يانورايوس Ianuarius” صاحب الرأسين الذي يرى السنة القادمة او المستقبل برأسه الامامي والسنة الماضية او الماضي برأسه الخلفي وهو الإله المسمى  بإله الأبواب ، والذي أضافه يوليوس قيصر بعد تصحيحه للتقويم الروماني القديم في سنة 45 ق.م، يتفق تماما من الناحية الانثروبولوجية مع الاعتقاد الامازيغي القديم في أبواب السنة التي تحدثنا عنها حيث يتمثل يناير عند الامازيغ الفاصل بين زمنين او بوابتين . أو فصلين مناخيين، كما أن شهر يناير او جانفي لم يكن مستعمل في التقويم الروماني القديم . والمؤخرين القدامي كما هو معروف كانوا يسمون ليبيا (شمال افريقيا) أرض الأرباب والاساطير وهو ما يرجح الاصل الشمال افريقي للإله “يانورايوس Ianuarius”.
  • التقويم الجولياني ظهر سنة 45 ق.م أي بعد احتلال الرومان لمصر ومن المعروف تاريخيا أن يوليوس قيصر هو من قام  بتعديل التقويم الروماني القديم بالاستعانة بأحد الفلكيين الإسكندريين (المصريين) يدعى سوسيجنيوSosigèn وفي تلك الحقبة كان الرومان على إحتكاك بالأمازيغ في حربهم ضد يوبا الأول ،  وقبل ذلك في مقاطعة أفريكا بتونس بعد سقوط قرطاج ، وإذا علمنا أن التقويم الروماني القديم الذي بدا العمل به في السنة التي أسس الرومان  فيها مدينة “روماعام 753 قبل الميلاد، و لم يكن شمسيـًا ولا قمريـًا خالصـًا آنذاك، وكان طول السنة فيه “304” أيام موزعة على عشرة أشهر أولها مارس وليس يناير/جانفي  وآخرها ديسمبر، وإذا علمنا كذلك أن التقويم المصري القديم  هو تقويم شمسي خالص  قسم  المصريين فيه السنة إلى 13 شهر، رأس السنة عندهم تبدأ في 11 سيبتمبر ،  ويعتمد على دورة الشمس ، وإذا أخذنا بعين الاعتبار وجود التقويم الأمازيغي في العصر الوسطى الذي سبق وان تحدثنا عنه والمتكون من 12 شهر يتظح لنا بما لا مجال للشك فيه أن التقويم الذي سمي بالتقويم الجولياني والذي فيه 12 شهر هو اختراع امازيغي خالص . وأن شهر يناير (yennayer) الذي يعتبر رأس السنة الأمازيغية هو شهر أمازيغي متكون من (yen) الذي يعني الأول ,و (n)  الملكية  و (ayer) الذي يقصد به أول شهر من السنة .

      و يذهب بعض الباحثين الأمازيغ الى القول بأن أصل التسمية اللاتينية  Mensis Ianuarius(شهر يناير في اللاتينية القديمة )  هي أمازيغية قحة فالكلمتين معا ؛ mensis ianuarius هما نفسهما تحريف سطحي للأمازيغية ؛  imensi n yennayer(أي عشاء يناير ) كيف هذا ؟!
       الكلمة الأولى ؛ mensis التي تعني فيما بعد ( الشهر ) ما هي في الأصل إلا الكلمة الأمازيغية imensi التي تعني ( العشاء ) le dîner و التي نجدها في اللاتينية القدية نفسها في الامازيغية mansa  تعني ( الشاء و تعني مائدة العشاء ، ثم مائدة الأكل بصفة عامة ) و في الكلمة الفرنسية ( أيضا ذات الأصل اللاتيني ) ؛  commensal  بمعنى ؛ الذي يشاركنا في العشاء ( celui avec lequel on dîne ) , و كلها تؤول إلى الأمازيغية imensi  ( العشاء ، le dîner )  و لأن هذه الكلمة في الأمازيغية لها جذور و أصل ، ف imensi ( العشاء ) جاءت من الفعل الأمازيغي ens بمعنى ( بات ( ليلة )) و معناه الأصلي učči n tnusi أي الأكل الذي يقدم للذي يبيت ( ليلة ) ، وإنتشاره في كل اللسان الامازغي تقريبا وكذلك إشتقاق مصطلح ينسى yensa (بات) والفعل أنَسْ ens (بت) ، وكذلك تانوسي tanusi (المبيت) …. كل هذه الاشتقاقات وكذلك ستعماله الشامل عند كل الامازيغ بمختلف متغيراتهم ومناطقهم ، ورنة جرسه ، دليل على أصوله الامازيغية وان اللاتين هم من اخذه عن الأمازيغ .
أما تحوله في اللاتينية من المعنى الحقيقي mensis ( العشاء ) إلى المعنى المجازي mensis ( الشهر ) فهو لالتقائه مع معنى الشهر في كلمة يناير yennayer , ianuarius ، ثم ليعمم بعد ذلك هذا المعنى على الأشهر الأخرى أما هذا الأخير ؛ يناير أو ianuarius فأصله أيضا الأمازيغية ؛ yennayer كيف ذلك ؟
فالأسطورة الرومانية التي يروجها دعاة الأساطير على أن الكلمة ianuarius جاءت من الإله الروماني Ianus يانوس شكوك فيها بحكم ان الرومان لم يكن لهم شهر جانفي/يناير في تقويمهم القديم ، بل غن التفسير  القريب من المنطق هو ان هذه الكلمة أصلها أمن يناير yennayer الامازيغية و المركبة من كلمتين و تعني ؛ yen (Yan , yiwen , iwen , ijen , …) و التي تعني ؛ واحد أو الأول ، و كلمة ؛ ayer ( ayur , aggur , …) و التي تعني القمر أو الشهر في الأمازيغية ، و النون (n ) الثانية في (yennayer ) هي للملكية ، و بهذا يكون معنى يناير yennayer ; الشهر الأول ، و يكون المعنى الكامل و الحقيقي للتسمية اللاتينية mensis ianuarius هو imensi n yennayer أي imensi ( عشاء ) n yennayer ( يناير : الشهر الأول) و هذه التسمية و العادة التي تمثلها هي من العادات والتقاليد الأمازيغية الضاربة في التاريخ و الراسخة في الأذهان منذ العصور الغابرة للحضارة الأمازيغية ، و الأمر هنا جلي جدا أن اللاتينية هي التي وجدت هذه التسمية عند الأمازيغ ثم أخذوها عنهم كما أخذوا المئات من الكلمات الأمازيغية الأخرى ليستعملوها بعد تحويلها و تحريفها كما فعل كذلك الإغريق وهو ما صرح به أبو التاريخ المؤرخ الإغريقي هيرودوت ، أن الاغريق كانوا يأخذون كل شيء عن الليبيين ( الأمازيغ) .
      ففي الفقرة 50 من الكتاب الثاني لهيردودوت نجده  يقول :”
.. وانا اعيد هنا ما يقوله المصريون أنفسهم ويبدو لي أن البلاسجيين هم الذين أطلقوا هذه الأسماء على هذه الأرباب التي يعلن المصريون عدم معرفتهم بها إلا الرب بوصيدون الذي اقتبسه اليونانيون عن الليبيين (*) لان إسم الرب بوصيدون لم يكن موجودا ومنذ البداية عند أي شعوب من الشعوب الغير الليبيين الذين ظلوا على الدوام يعظمون هذا الرب ” .
    بل نجد” المؤرخ  ديدور الصقلي” حسب مصطفى أعشى  يشير إلى أن الأرباب ولدت في بلاد الامازيغ ، وهذا الرأي يؤكده الشاعر الإغريقي هوميروس كذلك (14)
    و في الفقرة  189 من كتابه الرابع  يؤكد هيردوت ان الإغريق الذين تعلم منهم الرومان الحضارة ، كانوا قد تعلموا من الأمازيغ اللباس والغناء وطريقة ربط العربات الى الحصان حيث يقول :
 ” يبدو أن ثوب ودرع ثماثيل أثينا نقلهما الإغريق عن النساء الليبيات غير أن لباس النساء الليبيات جلدي وأن عذبات دروعهن المصنوعة من جلد الماعز ليست ثعابين بل هي مصنوعة من سيور الحيوان . وأما في ما عدى ذلك الذي يطلق على درع أثينا ينم عن أن كساء ثماثيل هذه الإلهة جاء من ليبيا, إذ أن النساء الليبيات يرتدين فوق ثيابهن جلود ماعز ذوات عذبات بعد نزع شعرها وتلوينها باللون الأحمر وقد غير الإغريق الاسم الليبي لجلود الماعز هذه إلى اسمها الاغريقي (ايجس) أي الدرع ، وأكثر من هذا فإن الغناء الطقسي- فيما أظن – ظهر أولا في ليبيا فإن نساء تلك البلاد يغنين غناء مطربا شجيا . ومن الليبيين تعلم الإغريق كيف يقودون العربات ذات الخيول الأربعة ” .
فيديو لمحاضرة صحفية في جريدة المجاهد ألقاها الدكتور محمد الهادي حارش المختص بالتاريخ القديم لشمال افريقيا


 
    كل هذا يجعلنا نتأكد ان فكرة التقويم الذي يعرف اليوم بإسم التقويم الجولياني هو فكرة أمازيغية محلية قديمة كانت تقسم السنة الى 12 شهرا نقلها الرومان الذين كان  تقويمهم القديم يقسم السنة الى 10 شهر وغيروا بعض تسميات الشهور فيها بأسماء عظمائهم ، قد يكون الامازيغ قد تأثروا بها لاحقا في عهد سياسية الرومنة .
   خلاصة القول ان الناير ما هو إلا رأس السنة الفلاحية الأمازيغية القديمة التي قام نشطاء الحركة الأمازيغية في العصر الحديث بجعل تاريخ اعتلاء القائد الامازيغي ششناق لعرش مصر وتأسيس الاسرة الثانية والعشرين ولذي وضع حدا لتاريخ طويل من الصراع والأخذ والرد بين الأمازيغ والمصريين ، جعل هذا التاريخ كنقطة بداية للتقويم الأمازيغي  الفلاحي القديم قدم ممارسة الانسان الامازيغي للفلاحة في شمال افريقيا والتي تعود حتى الالف الخامسة ق.م .
بقلم الأستاذ : مصطفى صامت 
المراجع :
(*) مصطلح ليبيا هو مصطلح قديم كان يقصد به شمال افريقيا عند الاغريق ، والانسان الليبي في تلك الفترة لم يكن يقصد بها سكان دولة ليبيا الحالية بل يقصد بها الانسان الشمال افريقيا الأمازيغي راجع هذا المقال من الموقع هنا
(01) The names of the months in medieval Berber، للباحث Nico van den Boogert، كتاب: Articles de linguistique berbère، إعداد الباحث المتخصص في اللسانيات  Kamal Naït-Zerrad، عام 2002. صفحة 139- 140
(02) العربي عقون ، عودة من احتفالية ينار (1 ينار 2965 الموافق ل 13 يناير 2015)، الحوار المتمدن-العدد: 4693 – 2015 / 1 / 16
(03) مصر وليبيا في بين القرن السابع والقرن الرابع  ق.م ، الدكتور أحمد عبد الحليم دراز ، صفحة 31
(04) Row, A., A Histiry of Ancient cyéenaica, Ciaro, 1948. P. 4
(05)   قزال، تاريخ شمال إفريقيا القديم ، ترجمة محمد التازي سعود، الجزء 1 ، الصفحة 279
(06) نفس المرجع السابق ، صفحة 283 :
(07)  O .BATES . The Eastem Libyans . London 1914.P.245-252
(08)  كتاب مصر وكنعان واسرائيل في العصور القديمة تأليف دونالد ريدفورد ترجمة بيومي قنديل صفحة 373
(09) كتاب البربر ذاكرة وهوية ، لغبرييل كامب، ترجمة عبد الرحيم حزل , صفحة 58.
(10) مصطفى كمال عبد العليم ، درسات في تاريخ ليبيا القديم ،صفحة 32،33.
(11) تاريخ إفريقيا الشمالية شارل أندري جوليان (النسخة المعربة)، صحفة 72.
(12)  فوزي جادا الله ، مسائل في مصادر التاريخ الليبي قبل هيرودوت، ليبيا في التاريخ : بنغازي، 1968 .
صفحة 68 .
(13) شارل أندري جوليان ، المرجع السابق ، صفحة 72

(14) مصطفى أعشى، جذور بعض مظاهر الحضارة الأمازيغية خلال عصور ما قبل التاريخ، مركز طارق بن زياد، الرباط، 2002 ، ص33


يناير رأس السنة الفلاحية الامازيغية بين الحقيقة التاريخية والميثولوجيا القديمة2 D21
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى