ماذا وجد العلماء داخل حانة عمرها 5 آلاف سنة؟
ماذا وجد العلماء داخل حانة عمرها 5 آلاف سنة؟ 1782
عثر على الحانة في موقع لكش الأثري في العراق
على عمق نصف متر فقط عثر علماء الآثار في العراق على ما يشبه حانة تعود إلى نحو 2700 عام قبل الميلاد في مدينة لكش السومرية في جنوب البلاد.
وقالت سارة بيزيمنتي من جامعة بيزا الإيطالية لبي بي سي: "يضم الموقع منطقة مشتركة كبيرة ربما كانت المكان الذي يتم فيه تناول الطعام".
وبيزيمنتي عضو في فريق من الباحثين الذين يدرسون المدينة القديمة منذ خمس سنوات في إطار مشروع لكش الأركيولوجي.
ما هي لعنة إلهة الحب عشتار التي كشفتها الكاتبة أغاثا كريستي؟
كانت لكش واحدة من أكبر المدن في جنوب بلاد الرافدين (ميزوبوتاميا) وتعتبر واحدة من أقدم المراكز الحضرية في العالم.
كانت المدينة جزءاً من الحضارة السومرية التي كانت عبارة عن مجموعة من المراكز الحضرية على ضفاف نهري دجلة والفرات واستمرت من أواخر العصر النيوليتي حتى أوائل العصر البرونزي.
ماذا وجد العلماء داخل حانة عمرها 5 آلاف سنة؟ 1-284
الثلاجة البدائية التي تم العثور عليها في موقع الحانة في لكش
مقاعد وفرن وثلاجة عمرها 5 آلاف سنة
باستخدام تقنيات جديدة مثل التصوير بالطائرات المسيرة والمسح المغناطيسي للأرض الذي يسمح لعلماء الآثار "برؤية" ما هو موجود تحت سطح الأرض تمكن الفريق من القيام بعمليات حفر دقيقة.
بعد تحديد موقع الحانة تم العثور على المقاعد وما يشبه ثلاجة من الفخار، وفرن وبقايا أوعية تخزين والعديد منها لا تزال تحوي بقايا طعام.
وقالت مديرة المشروع هولي بيتمان لبي بي سي: "بفضل نوع الفخار الذي عثرنا عليه في الموقع والنقوش الموجودة على الأحجار الكريمة والمنحوتات عرفنا بشكل قطعي أن الحانة عمرها 5000 عام تقريباً".
ماذا وجد العلماء داخل حانة عمرها 5 آلاف سنة؟ 1-285
عثر العلماء على نحو 100 وعاء لحفظ وتقديم الطعام
لكن كيف يعمل جهاز التبريد بدون كهرباء؟
يعتمد المبرد الفخاري أو الثلاجة ثنائية الحوض ( حوض داخل حوض) على مبدأ التبخر.
يحتوي الحوض الخارجي الفخاري المبطن بالرمل الرطب على إناء داخلي فخاري مطلي بالزجاج لمنع تسرب السوائل إلى داخله، ويحفظ الطعام داخله. يؤدي تبخر السائل الموجود في الحوض الأول إلى سحب الحرارة من الحوض الداخلي. يمكن تبريد أي شيء في هذا الحوض الذي كان بمثابة الثلاجة في ذلك العصر.
تقع لكش على نهر دجلة، شمالي نقطة التقائه بنهر الفرات. كانت مركزاً تجارياً مزدهراً خلال فترة السلالات المبكرة التي استمرت من 3200 إلى 2900 قبل الميلاد وهي الفترة التي شهدت ظهور بعض المدن الأولى في العالم.
أسترالية عمرها 95 عاما متهمة بنهب آثار من الشرق الأوسط
تموز: الإله الميت الحي وأسطورة العشق الأبدي
ما هي قصة "الرسائل السرية" لأول سيدات أعمال في التاريخ من مدينة آشور العراقية؟
وقال عالم الآثار ريد جودمان من جامعة بنسلفانيا لبي بي سي: "نحاول أن نفهم كيف تطورت هذه المدينة من أحد المواقع الصغيرة التي كانت شائعة في المنطقة في الفترات السابقة إلى شبكة مدن أكبر بكثير وأكثر تكاملاً فيما بينها"
ماذا وجد العلماء داخل حانة عمرها 5 آلاف سنة؟ 1--70
مدينة لكش كانت تمتد على مساحة بطول 1900 متر وعرض 3600 متر
بقايا طعام عمرها خمسة آلاف عام
بجوار الفرن والثلاجة الفخارية وجد علماء الآثار غرفة أخرى بها أوعية طعام وأكواب وأواني. ولم تكن هذه الأواني والأكواب فارغة.
وقالت بيزيمنتي: "وجدنا أكثر من 100 وعاء فيه بقايا طعام مما جعلنا نعتقد أن الناس كان يترددون على هذا المكان في ذلك الوقت للجلوس فيه لتناول الطعام أو شرب شيء".
وقالت إن المكان لا يمكن أن يكون مطبخاً منزلياً "بسبب كمية الطعام الهائلة التي كان يتم إعدادها فيه".
تكشف آثار الطعام أن الأشخاص الذين ارتادوا الحانة قبل 5000 عام تناولوا فيها الأسماك.
وقالت بيتمان: "وجدنا داخل بعض هذه الأوعية كمية كبيرة من عظام السمك، محفوظة جيداً".
لكن ما يحير علماء الآثار هو سبب عدم تناول الطعام.
وقالت بيزيمنتي: "كل الأشياء التي وجدناها في الموقع تُركت كما هي. مما يوحي بوقوع شيء ما، لكننا لا نعرف ما هو وهذا شيء نريد اكتشافه".

قطعة مفقودة من اللغز
يرغب العلماء أيضاً بمعرفة الأشخاص الذين كانوا يترددون على الحانة وحالتهم الاجتماعية.
كشفت الحفريات السابقة في الموقع أن مدينة لكش كانت تضم ثلاث مجمعات عبادة حيث كانت تعيش الطبقات العليا.
ويعتقد العلماء أن الحانة لم تكن واقعة في الجزء الراقي من المدينة.
وقالت بيزيمنتي: "الحي الذي عثر فيه على الحانة لا يبدو أنه كان يقع في منطقة النخبة. يبدو أنه كان حياً يتردد عليه الناس العاديون".
ويعتقد العلماء أن الحانة كانت مكاناً يستطيع فيه الأشخاص الذين يعملون بعيدا عن موطن عيشهم تناول وجباتهم اليومية فيه.
وقالت بيتمان: "ما نريد اكتشافه هو ما إذا كان هؤلاء الأشخاص عملوا في إنتاج الخزف". الفريق حريص على معرفة المزيد عن حياة الناس العاديين في لكش.
ويقول غودمان: "نأمل في الوصول إلى رواية أكثر توازناً وأشمل عن سكان هذه المدن، لأن الرواية الشائعة منذ فترة طويلة عن هذه الأماكن المبكرة لبروز الحضارات أنها كانت مجتمعات تضم الأغنياء والفقراء فقط، وفئة ضئيلة للغاية ما بين الطبقتين".


المصدر:مواقع ألكترونية