العروبة الوهمية
يعتبر الكثير من سكان ما يعرف (( بالعالم العربي )) شعوبهم عربية و عندما تسألهم عن ما هي الاسس التي اعتمدوا عليها في تحديد هويتهم في العروبة تختلف اجاباتهم :
1-منهم من يقول لان اغلب سكان هذه الشعوب عرب و طبعا هذه كذبة تاريخية لم يعد يصدقها احد لانها تتعارض مع المنطق قبل ان تتعارض مع نتائج الابحاث العلمية المتعلقة بالراسات الوراثية.
فلا يعقل ان يصبح افراد 3 قبائل هاجروا صحراء الخليج القاحلة التي لا تتعدى مساحتها 233 كلم2 و المعروفة بعدم استهوائها لساكنة بشرية كبيرة كما حال جميع الصحاري, اغلبية في بلدان شمال افريقيا و بلاد الرافدين و الشام المعروفة تاريخيا بكونها اقدم اراضي المعمور تأهيلا بالسكان بفضل مناخها الاقل قساوة من مناخ الصحراء .ثم حتى لو فرضنا انه اغلب سكان هذه الدول عرب فهذا لا يعني انها عربية , فاغلب سكان امريكا من اصول بريطانية و مع ذلك لا نقول ان امريكا دولة بريطانية او اوروبية رغم ان امريكا تتحدث اللغة البريطانية اي الانجليزية نفس الشيئ بالنسبة لاستراليا و دول اخرى .
أيعقل أن تنتقل قبيلتان من منطقة صحراوية قاحلة ذات كثافة سكانية ضعيفة كباقي صحاري العالم وليست من الهند أو الصين وتنتشر في منطقة ذات كثافة سكانية مرتفعة في مساحة تفوق 5 ملايين من الأمتار المربعة وبعد 10 قرون من الزمن تصبح أمة وفي حوزتها الأغلبية ؟اللهم إلا إذا كانت نساؤهم يتكاثرن بالانشطار الخلوي ونساء السكان الاصليين أصابهم العقم.
2-ثم هناك فئة اخرى تعتمد على اللغة كأساس لعروبة هذه الدول , ولهؤلاء نقول لا يوجد شعب في العالم تحدد هويته انطلاقا من لغته, و الا لكان السينيغاليون فرنسيين والامريكيون والاستراليون و السنغافوريون أنجليزيين... وكان المكسيكون والأرجنتينيون اسبان و البرازيليون برتغاليون .. و الامثلة كثيرة لدول تتحدث لغة شعوب اخرى لكن لا توجد دولة واحدة تنسب هويتها لهوية لغتها. ثم هناك دول كثيرة في مايسمى ((العالم العربي)) جزء فقط من شعوبها يتحدث لغات محلية مثل الجزائر و المغرب و موريتانيا و ليبيا ومصر... و حتى لهجاتها هذه ليست عربية صرفة .
3-و هناك فئة ثالثة تعتمد على الدين و هذه الفئة سنرد عليها باختصار : الاسلام لا يعرب و الا لعرب تركيا و ايران و ماليزيا .... و 80 °\° من مسلمي العالم لا يجيدون التعبير بالعربية ولا بلهجاتها المختلفة .
ان فصل هوية شعب ما عن ارضه و الحاقها بارض اخرى عمل خطير تكون لديه نتائج سلبية على استقرار الشعوب , فكل شعوب العالم هي شعوب مختلطة عرقيا لكن كل هذه الاعراق تتحد في هوية ارضها لان ذلك يقضي على الحزازات العرقية و المشاكل العنصرية و يوحد الشعوب و يقوي الولاء للوطن.
فمثلا ما يحدث في شمال افريقيا بين الامازيغ و المستعربين سببه هذا الخطأ الذي ارتكبته الانظمة بالحاقها هوية شعوبها بارض تقع على قارة اخرى و تحمل هويتها الخاصة بها, لهذا نرى انه لا توجد مشاكل بين الاعراق الاخرى التي وفدت على المغرب قبل العرب ( اليهود و الافارقة جنوب الصحراء و الاغريق و الرومان.. رغم ان عددهم هو اكبر من عدد المهاجرين العرب) لان هذه الاعراق انصهرت في هوية الارض و لم تحاول ان تلحق هوية الارض بهوية الارض التي جاؤوا منها كما يفعل المستعربون.
نفس الشيئ فعلته دول تعرف استقرارا هوياتيا اليوم مثل دول الخليج الفارسي التي وحدت هوية جميع الاعراق التي تعيش فيها في هوية الارض العربية(الحبشيون و الكورد والفرس و الهنود و الارمن ...), و نفس الشيئ فعلته جميع دول العالم المستقرة حاليا و التي هي اصلا خليط من الاعراق.