حقيقة الإعجاز العددي في القرآن
حقيقة الإعجاز العددي في القرآن 1-211
قال لي صديقي: هل تعلم أن هناك اعجازا عدديا في عدد آيات القرآن؟
قلت: حينما تذهب إلى مصر وتفتح المصحف بقراءة عاصم وتحسب عدد الآيات ستجدها 6236 آية.
حينما تذهب إلى تونس وتفتح المصحف بقراءة نافع وتحسب عدد الآيات ستجدها 6214 آية.
وحين تذهب إلى السودان وتفتح المصحف بقراءة أبي عمرو ستجدها 6204 آية.
لكن انتبه، فنص القرآن هو نفسه وإنما الاختلاف هو فقط في عدد الآيات وسأعطي مثالا:
في مصحف عاصم: ص، والقرآن ذي الذكر (1) بل الذين كفروا في عزة وشقاق(2)
فهذان آيتان، الأولى تقف عند (الذكر) والثانية عند (شقاق)
بينما في مصحف نافع هما آية واحدة تقف عند (شقاق)
وقس على ذلك فيما يتعلق ببقية الآيات والقراءات، ومن الواضح انها من اجتهادات القراء ولذلك نشأ الاختلاف في عدد الآيات، فحين أرسل عثمان المصحف إلى الأمصار، أرسله بلا ترقيم (انظر الصورة المصاحبة) فاجتهدت كل مدينة في وقف الآيات ولذلك تجد اختلافات بين قراء البصرة وقراء الكوفة وقراء الشام وقراء المدينة وقراء مكة.
فإن كان ترقيم الآيات اجتهادا بشريا فكيف تقول أن فيه إعجازا عدديا؟
قال لي صديقي: فهل تعلم أنّ كلمة الحياة مذكورة 145 مرّة في القرآن وكلمة الموت مذكورة أيضا 145 مرّة؟
قلت: يا صديقي العزيز، تستطيع أن تتأكّد بنفسك من هذه المعلومات المنتشرة على الأنترنت، فادخل مثلا على موقع "المنقّب القرآني" وابحث بنفسك وستجد أنّ الحياة مذكورة 63 مرّة، وحياة بلا تعريف 8 مرّات، بينما كلمة الموت مذكورة 35 مرّة.
قال: وهل تعلم أنّ كلمة الملائكة مذكورة 88 مرّة في القرآن وكلمة الشياطين مذكورة أيضا 88 مرّة؟
قلت: غير صحيح، الملائكة بألف ولام التعريف مذكورة 38 مرّة، وملائكة بلا تعريف مذكورة 6 مرّات، بينما كلمة الشيطان بالتعريف مذكورة 63 مرّة، وشيطان بلا تعريف مذكورة 4 مرات، وشياطين بالجمع مذكورة مرة واحدة، والشياطين بالتعريف مذكورة 13 مرّة.
قال: إذن هل تعرف أن كلمة الدنيا مذكورة 115 مرّة وكذلك كلمة الآخرة 115 مرّة؟
قلت: الدنيا مذكورة 115 مرّة فهذا صحيح، لكن كلمة الآخرة مذكورة 71 مرة فقط.
قال: إذن هل تعرف أنّ كلمة محمّد مذكورة 4 مرات وكلمة شريعة 4 مرات؟
قلت: محمد مذكور 4 مرات فهذا صحيح، لكن كلمة شريعة مذكورة مرة واحدة.
ورجاء يا صديقي، قبل أن تواصل، سأسألك بدوري: ما الغرض من نقلك لهذه الإشاعات؟
قال: هذا دليل على أن القرآن من عند الله.
قلت: حسنا، وهل حين عرفت الآن أنّها أرقام خاطئة هل ستعتقد أن القرآن ليس من عند الله؟
قال: لا بالطبع.
قلت: إذن لماذا تستشهد بها أصلا إن كنت ترى أنّ عدم وجودها يساوي وجودها؟
على الأنترنت توجد الكثير من الإشاعات، وليس هذه فقط، سواء كانت هذه الإشاعات في صالح الدين أو ضدّه، وينبغي على كلّ شخص يحترم عقله أن يبحث بنفسه ويتأكّد من كلّ معلومة مهما كانت، ومن مصادر مختلفة ومتعارضة.
محمد النجار