خرافة قبر (ضريح )عقبة في بسكرة:
ملاحظات هامة لأهل التزييف والطمس و الجهل ومن يتعبد في مسجد عقبة ببسكرة :
1/هذا المسجد او الصحيح القول ضريح او قبر قديسكم الأموي عبارة على ضريح و هذا حرام بالنص الشرعي .
2/ قديسكم عقبة ليس صحابي كما تزعمون و هذه الحقيقة مسجلة حبر على ورق منذ قرون في أول كتاب ترجم حياة كل الصحابة رضوان الله عليهم و عنوانه الأستيعاب في معرفة الأصحاب ج03 لصاحبه ابن عبد البر (368 هـ ء 463 هـ) إمام وفقيه مالكي ومحدث ومؤرخ أندلسي .
هناك من يعتقد جهلا بأن عقبة دفن في حينه وبني له ضريح في المكان ، غير أن الوقائع تثبت أن لا خبر عن ضريحه إلا بعد سبعة قرون كاملة ، واحتمال جهل مكان دفنه وارد لأن ( آكسل) ومن معه من الأمازيغ طردوا الغزاة المسلمين العرب إلى حدود ليبيا ، واستقروا هنالك في انتظار المدد الذي طال ، فحتى القيروان أخلاها العرب هروبا نحو الشرق ، فلم يبق فيها إلا المعطلين والعجزة وأهل البلد الأصليين ، فلا يعقل أن يهتم الأمازيغ ببناء ضريح لعدوهم الذي أثخن فيهم تقتيلا بلا وازع أخلاقي ولا ديني ، والذي أهانهم في شخص ملكهم إكسل المسلم، في القصة المعروفة بذبح الغنم ، فلا أحد يتجرأ أنذاك الإقدام على هذا الفعل ؟ خاصة وإن (اكسل ) قد بسط نفوذه على إفريقية كلها لخمس سنوات كاملة ، وقد أكد (سيمون) فيما معناه ، أن لا أحد يعلم بمكان دفنه ولا دفن أصحابه ، فقبورهم مجهولة ، والمكان المزعوم لضريحه ما هو إلا بعثٌ وابتداع متأخر لغرض تعبدي نفعي ، والضريح بني فوق أنقاض معلم ديني (مسيحي ( cenotaphe) بعد قرون من جهل المكان بناء على كابوس حلم أسطوري رآه في الحلم أحد الملهمين ، مفاده أن التابعي عقبة أمره ببناء ضريح له يليق بمكانته الجهادية ، ووضح له طريقة تحديد مكان دفنه بالعصي ؟؟؟؟.
نعم انه ضريح بأساطير منسوجة ، لا بتاريخ ثابت معلوم .
فضريح عقبة حسب هذا الضابط الفرنسي المدقق مسجى داخل قبر رباعي الشكل بلا تاريخ ، كتب على بابه بخط كوفي ( هذا قبر عقبة بن نافع رضي الله عنه ) ، وفي أعلى نافذة المكان لوحة خشبية دون عليها بخط منقوش بارز ( قبلة المسجد) مؤرخة في 1215 هجرية ، مع وجود بقايا أثرية موزعة على جنبات المسجد منها : لوحة جصية تُحدد مشيد المسجد كتب عليها ( بنا هذا المسجد المعظم محمد بن عمر التونسي )، والمنبر الخشبي ، وأكثر المحتويات جذبا للزائريين باب خشبي قديم عالي الدقة في الصنع ، اهتم به خبراء الفن التشكيلي الفرنسي من حيث مهارة صنعه وقياساته وتاريخ صنعه ، فثبت لهم أن هذا الباب أمازيغي أصيل مستقدم من مدينة ( طُبنة )، ويرجح أنه صُنع خلال السنوات الأولى لحكم الفاطميين ، وهو ما يعني أن الباب الخشبي غريب على المكان غربة صاحب الضريح نفسه ، ومن غرائب التقليد أن القيمين على الضريح الصقوا على حائط مدخل المسجد حجرا أسود ا تقليدا للأصل الموجود على الكعبة الشريفة ، لعل في ذلك تماهيا مع أبرهة الحبشي في محاولته جلب الحجيج لكعبته التي بناها في اليمن كبديل للكعبة الأصلية.
والإشارة الأولى عن وجود هذا الضريح كانت لابن خلدون ( الذي عاش في الثامن الهجري ) هذا الضريح الأسطوري الذي شُيد مكان معبد مسيحي على خط الليمس الروماني ، قد يكون منجزا في العهد الخلدوني أو قبله بقليل ، والفارق الزمني بين ابن خلدون وعقبة يزيد عن ( سبعة قرون)، ، وشيد على الضريح (مسجد ) بالمواد البسيطة المكونة من الجص وسعف النخل ، تعرض فيما بعد للترميمات والتحسينات والتوسيع حتى بلغ مستواه الحالي ، مثله مثل ضريح ادر يس الأكبر في زرهون بالمغرب ، الذي اكتشف بعد مرور 525 سنة من وفاته ؟ ، وإدريس الثاني بعد 609 سنة من الإختفاء ؟، ويبدو من خلال المعطيات المتوفرة أن عصر ابن خلدون ( القرن الرابع عشر ميلادي ) هو عصر انبعاث الأضرحة القبورية بعد عناء وإرهاص كوابس أحلام لازمت بعض الراغبين في إحياء مجدهم الماضوي.
المرجع :
1/المجلة الإفريقية عدد 53 ، لعام 1909 ،بحث بعنوان ( ملاحظات على ضريح سيدي عقبة ) ص26 ، بتوقيع [capitaine .h.simon]
2/قد جُعل على قبر عقبة أسنمة ثم جصص، واتخذ عليه مسجدٌ عرف باسمه وهو في عداد المزارات ومراكز شراء البركة (ابن خلدون ج6 ص 194).


خرافة قبر (ضريح )عقبة في بسكرة: Sans_105