كيفية تحسين التعلم (الجزء 1): تحديد النية
كيفية تحسين التعلم (الجزء 1): تحديد النية 11921
هذا المقال هو الجزء الأول من سلسلة مقالات عن موضوع كيفية تحسين التعلُّم؛ إذ يسلط الضوء على القوة التي يمنحها تحديد نية التعلُّم، واستخدامها في تحسينه؛ فقبل التعمق في تعلُّم موضوع ما، من الجيد دائماً معرفة ما تأمل الحصول عليه من ذاك البحث العميق، وما هي الإجابات التي تتمنى أن تخرج بها من المقال أو الفيديو أو المحادثة.
ستحتاج طبعاً إلى الفضول والانفتاح تجاه اكتشاف ما هو غامض، ومع ذلك ستستمر في تحقيق أقصى استفادة من محاولة التعلُّم إذا كنت تعرف ما تهدف إليه؛ فكما هو الحال مع كلِّ شيء في الحياة، إذا كان لديك إحساس بالهدف ستكون أسرع في رحلتك، وأكثر تحفيزاً لإدراك حقيقة مغامرتك.
كيفية تحديد النية:
تحدِّد جودة النية جودة تعلُّمك، وعلى الرَّغم من أنَّ النية ستدفعك بالفعل إلى الأمام، إلا أنَّ النية الحسنة ستعمل على رفع مستوى تعلُّمك، إذاً ما هي النية الحسنة؟ توفِّر النية الحسنة هدفاً واضحاً وتوجهاً، وتضمن الانفتاح على الفضول والاكتشاف.
قد تسأل نفسك:
ماذا أتمنى أن أتعلَّم من هذا؟ ما يشير إلى التوجه.
لماذا أتمنى أن أتعلَّم هذا؟ ما يشير إلى الهدف.
ما الذي يسحرني أو يفاجئني في هذا؟ ما يشير إلى الفضول.
كيفية تحسين التعلم (الجزء 1): تحديد النية 1-1286
يؤكِّد السؤال الأول نيتك في التعلُّم، ويساعدك السؤال الثاني على رؤية الهدف الأكبر، ومن ثمَّ تبقى متحفِّزاً، أمَّا السؤال الأخير، فيضمن لك عدم فقدان روح الفضول في أثناء المُضي في رحلة تعلُّمك.
على سبيل المثال: إذا كنت تتعلم عن سلسلة الكتل (Blockchain technology) مع التركيز على آثارها المجتمعية، فقد تكون نيتك التعلمية كما يأتي:
آمل أن أتعلَّم كيف يمكن لتقنية سلسلة الكتل (Blockchain) تغيير الطريقة التي نعمل بها في السياسة، وأدوارنا بصفتنا مواطنين سياسيين.
أريد أن أتعلَّم عن هذه التقنية؛ لأنَّني مستاء من كيفية إدارة السياسة في الوقت الحالي، وأرغب في اكتشاف طرائق بديلة يمكن أن تحسِّن واقع النظام السياسي اليوم.
لدي فضول أيضاً عن كيفية ارتباط تقنية سلسلة الكتل (Blockchain) بالصحافة، إضافة إلى الدور الذي قد تؤدِّيه العملات المشفرة (Cryptocurrencies) في المستقبل القريب.
كيفية تحسين التعلم (الجزء 1): تحديد النية 1-1287
مع هذه العبارات الثلاثة لديك كثير من النقاط الرئيسة التي ترغب في اكتشافها، وإحساس واضح بالاتجاه، وسبب أساسي لرحلة التعلُّم الخاصة بك، والذي يمكن أن يوجِّه مساعيك.
تحديد معايير النجاح:
من أجل معرفة متى يمكنك التوقف عن التعلم في موضوع ما، تحتاج إلى تحديد مجموعة من معايير النجاح؛ وذلك بالقيام بما يأتي:
تدوين بعض الأسئلة التي تريد الإجابة عنها.
تدوين النقاط الرئيسة التي تريد اكتشافها، وإضافة نتائجك الرئيسة في رحلة التعلُّم.
الاستعداد لمشاركة نتائجك مع شخص آخر.
أضف أيَّ شيء آخر تريده، فهذه مجرد أفكار يمكنك اكتشافها، وفي المقابل تظهر نية التعلُّم السيئة عندما تقول: سأقضي ساعة واحدة في القراءة عن الموضوع، أو سأقرأ ثلاثة مقالات عنه، وأشاهد فيلماً وثائقياً واحداً، لكن هذه ليست أهدافاً؛ بل هي إجراءاتٍ تتخذها وتقودك لهدف أوسع؛ فعندما يتعلق الأمر بالتعلُّم، أنت تحتاج إلى الجودة وليس الكمية.
شاهد بالفديو: 7 خطوات لجعل التعلم الذاتي فعالاً

كيف تستخدم النية؟
تخيل أنَّك تقرأ مقالاً بحثياً عن موضوع ذي صلة بمشروعك، ويبلغ طوله عشرين صفحة، ويتضمن فهرساً من ثلاث صفحات، عادة عندما نواجه مثل هذا الأمر نقرأ كلَّ شيء مكتوب، ونتعب جراء ذلك وترهقنا المعلومات الكثيرة.
لكن بمساعدة النية، يمكنك النظر إلى المقال من نطاقٍ محدد؛ وتبحث في كلِّ فقرة وكلِّ قسم وكلِّ فصل عمَّا إذا كان سيساعدك على تحقيق هدفك التعلمي أو لا، فإذا لم تجد ما ينفعك، سيكون لديك ما يبرر تخطي تلك الفقرات، ولا تتوقف لقراءة فقرة معينة ما لم تقربك من هدفك، أو تجذبك بطرائق أخرى، ممَّا يوفِّر كثيراً من السرعة، والتركيز في عملية التعلُّم.
ستفوتك طبعاً بعض المعلومات بهذه الطريقة؛ فقد تكون هناك فقرات تحتوي على معلومات ذات قيمة عن جوانب أخرى من الموضوع، لكن نظراً لأنَّها لا تفي بنية التعلُّم لديك، فأنت لا تقرؤها، ولتضمين مزيد من المعلومات، يمكنك إنشاء نية تعليمة أوسع تسمح بمزيد من الانفتاح والتوسع في الموضوع؛ فالأمر متروك لك فيما تقدره أكثر: السرعة والتركيز أو التوسع والدقة.
توجد طريقة أخرى لاستخدام نيتك، وهي إجراء قراءة سريعة للعشرين صفحة، لكن مع تدوين الملاحظات للأقسام ذات الصلة بنيتك التعلمية فقط؛ إذ ستحصل بهذه الطريقة على فكرة عن المقال بكامله مع الاستمرار في تسريع العملية والتركيز، ومع ذلك لا تقلق إذا لم تتمكن من قراءة كلِّ شيء؛ إذ لا يمكننا قراءة كلِّ شيء في العالم وتجربته، ويتعين علينا أحياناً تحديد الأولويات، وهذا ينطبق على عملية التعلُّم أيضاً.
في الختام:
هذه مجرد طريقة واحدة من عدة طرائق لتحسين تجربة التعلُّم الخاصة بك؛ فهل سبق لك استخدام نية لتعزيز تعلُّمك؟ إذا لم تكن قد فعلت ذلك، فربما تجرب في المرة القادمة التي تتعلم فيها شيئاً ما؛ إذ يمكن أن يغير ذلك الطريقة التي تتعامل بها مع المعلومات تعاملاً كبيراً، ويحسِّن تطورك تحسيناً كبيراً.
كيفية تحسين التعلم (الجزء 1): تحديد النية 1--572
كان هذا المقال الجزء الأول من سلسلة مقالات "كيفية تحسين التعلُّم"؛ إذ تناولنا فيه أهمية تحديد النية لتعزيز تجربة التعلُّم، وإذا كنت مهتماً بالموضوع أكثر، فننصحك بقراءة الجزء الثاني منها، والذي سنتحدث فيه عن أهمية تنظيم أفكارنا.


المصدر:مواقع ألكترونية