"مصر القديمة".. معرض هولندي يشعل غضب المصريين
"مصر القديمة".. معرض هولندي يشعل غضب المصريين 1879
خلاف بين مصر ومعرض هولندي بسبب ربط التاريخ القديم بالأصول الأفريقية (أرشيفية-تعبيرية)
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على ردود الفعل المصرية الغاضبة بسبب معرض جديد ينظمه متحف هولندي اعتبر أن "مصر جزء من إفريقيا".
وأوضحت الصحيفة في تقرير، الأحد، أن المعرض الذي إقيم في المتحف الوطني للآثار في ليدن يذهب إلى إبعد من الجغرافيا، ليتقصى تجارب الموسيقيين ذوي الأصول الأفريقية، مثل بيونسيه وتينا ترنر وآخرين، التي تستلهم وتفخر بفكرة أن مصر القديمة ثقافة أفريقية.
ووفقا للصحيفة، ينظر إلى المعرض باعتباره حدثا تصحيحيا مفيدا لقرون من المحو الثقافي للأفارقة.
وذكرت الصحيفة أن هذا المعرض أغضب الحكومة المصرية والعديد من المصريين، الذين أغرقوا صفحات المتحف على فيسبوك وغوغل بالشكاوى، بسبب ما يصفونه بالاستيلاء الغربي على تاريخهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن كثير من المصريين لا يرون أنفسهم أفارقة على الإطلاق، ويتماهون مع الدول ذات الغالبية العربية والمسلمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ونقلت الصحيفة عن عضو البرلمان المصري، أحمد بلال، ما قاله في خطاب ألقاه في 2 مايو الماضي، بعد فترة وجيزة من افتتاح المعرض، إن المعرض "يهاجم حضارة المصريين وتراثهم، ويشوه الهوية المصرية".
ووفقا للصحيفة، تعتبر الاقتراحات القائلة بإن مصر القديمة هي امتداد ثقافي للأفارقة في العصر الحديث أمرا محوريا لبعض حركات المركزية الأفريقية، وهي حركات ثقافية سياسية نشأت للرد على الأفكار العنصرية والاستعمارية حول الدونية المفترضة للحضارات الأفريقية عن الحضارات الأوروبية. وفي هذه الرواية، يدعي الأفارقة أنهم أساس الحضارة المصرية القديمة.
وتشير الصحيفة إلى أنه بالنسبة للمصريين، فإن ادعاءات هذه الحركات مشابهه لنهب الغربيين الآثار المصرية بعدما بزعم الفضل في اكتشافها في القرون الماضية، مثل حجر رشيد، أي أن الأفارقة يريدون الاستيلاء مرة أخرى على مصر القديمة من المصريين أنفسهم.
ونشر المعرض، الذي يديره دانيال سليمان، نصف مصري، بيانا على الإنترنت ردا على "الضجة" على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال إنه يسعى لتوضيح "سبب أهمية مصر القديمة لهؤلاء الفنانين والموسيقيين الأفارقة ويبحث في جذور ونشأة الحركات الثقافية والفكرية للأفارقة".
ورفض ممثلو المتحف التعليق للصحيفة على ما وراء البيان. لكن المدافعين عن المعرض أشاروا إلى أن معظم النقاد لم يزوروه.
وبسبب المعرض، مُنع فريق علماء آثار من متحف هولندي من إجراء حفريات في مقبرة سقارة الغنية في مصر، في 8 يونيو، بعد أن أقام المتحف معرضا أثار إدانة من السلطات المصرية، وفق ما نقلته شبكة "سي أن أن" الأميركية.
"مصر القديمة".. معرض هولندي يشعل غضب المصريين 1-606
وقال عالم الآثار المصري الذي يقود مجموعة تسمى حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، عبد الرحيم ريحان، لصحيفة "نيويورك تايمز": "إذا كنت لا تحترم ثقافتنا أو تراثنا، فلن نتعاون معك".
وذكرت "سي أن أن" أنه بعد افتتاح معرض "كيميت: "مصر في الهيب هوب والجاز والسول والفانك"، تلقى المتحف القومي للآثار في ليدن بريدا إلكترونيا من رئيس البعثات الأجنبية لجهاز الآثار المصرية يقول إن المتحف "يزيف التاريخ" بنهجه "الأفروسنتريك" أي (الذي يركز على الحضارة الأفريقية.
وأكد المدير الإداري للمتحف، ويم ويلاند، لشبكة "سي أن أن" عبر البريد الإلكتروني أن السلطات المصرية رفضت منح المؤسسة تصريحا لموسم التنقيب المقبل في سقارة.
وقال ويلاند: "يعمل متحف ريجكس فان أوديدن في سقارة منذ عام 1975"، مضيفا للشبكة "بالنسبة للموسم المقبل، تم رفض منح المتحف تصريح التنقيب".
وذكر ويلاند أن سبب رفض التصريح هو "التاريخ المفترض أنه مزور في المعرض الحالي"، مضيفا أن المتحف يحاول "فتح حوار" مع السلطات المصرية حول هذه المسألة.
ووفقا لموقع المتحف فإن المعرض، الذي افتتح في أبريل ويستمر حتى الثالث من سبتمبر المقبل، "يجسد رحلة عبر تاريخ الموسيقى"، حيث يعكس "تأثير مصر القديمة ونوبيا .. في أعمال عدد من الموسقيين من أصحاب الأصول الأفريقية، من بينهم أيقونات الجاز مثل مايلز دايفيز وصن را وآخرين من الفنانين الحديثين، مثل بيونسيه وريانا".
وكانت المملكة النوبية تقع شمال شرقي أفريقيا، وامتدت من وادي النيل في مصر وصولا إلى ما يعرف اليوم باسم الخرطوم، العاصمة السودانية، وكانت تعرف باسم مملكة كوش أو "الفراعنة السود"، وفقا لما ذكرته "سي أن أن".
ولم يرد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، مصطفى وزيري، على طلب "سي أن أن" للتعليق.
وتابع ويلاند قائلا إن الهدف من معرض "كيميت" هو "إظهار وفهم تصوير مصر القديمة والرسائل في الموسيقى من قبل الفنانين السود"، وكذلك "إظهار ما يمكن أن تخبرنا به الأبحاث العلمية والمصرية عن مصر القديمة والنوبة".
وشجع المتحف الزوار على "زيارة المعرض وتكوين آرائهم الخاصة"، قائلا إنه "يرحب بالحوار المحترم حول التراث الثقافي لمصر والنوبة".
وليست هذه هي المرة الأولى التي تعترض فيها مصر على تصوير أسلافها القدامى بوصفهم أفارقة.

وانتقدت مؤخرا مسلسل Netflix الوثائقي "الملكة كليوباترا"، الذي يصور حاكمة مملكة مصر البطلمية على أنها امرأة سوداء.
وكتب زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الآثار المصري السابق، الشهر الماضي، أنه "لا يمكن لأي شخص لديه القليل من التعليم أن يصنع فيلما يظهر كليوباترا على أنها سوداء".


المصدر:مواقع ألكترونية