بن ڨرينة لا يخاف من الديمقراطية بل من ثقافة الدشرة ( منطقة القبايل) وهذا طبيعي اذا علمنا أن الديمقراطية عند بن ڨرينة وكل الإسلاميين تختزل عندهم في صندوق الانتخابات فقط و الذي يطمعون من خلاله الى الوصول الى الحكم إيمانا منهم أن أغلبية الشعب ذو توجه اسلاماوي حتى ولو كان جله يلهث وراء معيشة الدول الغربية العلمانية .
أما ثقافة "الدشرة" التي تزعجهم فهي ترى أن الديمقراطية لا تختزل في صندوق الانتخابات الذي هو وسيلة من وسائل الديمقراطية فقط ، بينما الديمقراطية في منظور الدشرة تعني أنه قبل إقامة اي إنتخابات لابد أولا من تحرير الإنسان، تحرير حرية التعبير في كل المجالات بما فيها انتقاد الفكر الديني، تمكين الاعلام لكل أطياف المجتمع، عزل الدين عن السياسة وجعل دين الدولة هو العدل ولا شيئ غير العدل ثم الاتفاق على عقد إجتماعي يحمي ويصون حرية وكرامة كل المواطنين بإعتبار أن الجزائر حررها الجميع وبذلك فهي ملك الجميع ... حينها فقط يمكن أن تكون الديمقراطية حكم الأغلبية الذي يصون و يحمي جميع المواطنين بما فيهم الأقليات كما نراه اليوم في الدول الغربية حيث يجد المهاجر المسلم و الاسلامي حريته فيها أكثر من دولته الاصلية المسلمة .

فالمشكلة اذا ليست في إختلاف وجهات نظر فقط بل في  التموقع الزماني بين بن ڨرينة والدشرة، فالأول يستقى أفكاره من الشفونية الاسلاماوية المتعالية بسبب عقدة توهم إمتلاك الحقيقة المطلقة كونها افكار دينية مقدسة رافظة للتنوع والاختلاف وهي أفكار كانت سائدة في العصور الوسطى يحاول بعض الحالمين بعثها في هذا العصر تحت مسمى الخلافة الراشدة الإخوانية، والثانية (الدشرة) تستقى أفكارها من آخر ما توصل إليه العقل البشري في مجال النُظم السياسية بعد تراكمات فكرية وتجارب الأجيال من زمن حكم زعيم أو قائد القبيلة الى حاكم المدينة وملك المملكة وخليفة الخلافة وإمبراطور الإمبراطورية ... الى رئيس دولة المواطنة .


بن ڨرينة لا يخاف من الديمقراطية بل من ثقافة الدشرة  425