“أميمة داودي”.. كاتبة أوراسية توقظ الحياة اللغوية بقاموس في الكلمات المندثرة الأمازيغية
“أميمة داودي”.. كاتبة أوراسية توقظ الحياة اللغوية بقاموس في الكلمات المندثرة الأمازيغية 1-743
تعلقت باللغة الأم “الأمازيغية” وصبت جل اهتمامها على الكلمات التي اندثرت ولم يعد لها استعمال في الحياة اليومية، تأتي أميمة داودي لتثري المكتبة الأوراسية والجزائرية بقاموس أمازيغي عربي عن دار نشر نقطة بوك، مستنطقتا التراث والبيئة الأمازيغية الغنية بالمفردات الجميلة، لتضع بين أيدي السياح كما الطلبة والباحثين قاموس ثنائي اللغة بالأمازيغية بالمتغير الشاوي ايث بوسليمان -تكوت- مترجم إلى اللغة العربية، حيث قالت الكاتبة أميمة عنه: “تناولت فيه كلمات من شتى المجالات، وغايتي من هذا البحث المتواضع الأول والذي كان ركيزتي هو خدمة اللغة بعدها اثبات ثراء اللغة بمصطلحاتها في شتى المجالات ولم أنسى الهدف المهم والأسمى بالنسبة لي مساعدة كل واحد يرغب في تعلم اللغة الامازيغية بالخصوص الشاوية من طلبة وغيرهم وأتمنى أن يكون مرجعا للسياح لكي يتعاملوا به وتسهل عملية التواصل ويكون مرجعا أيضا للأساتذة والطلبة ليسهل عملية البحث، أما فيما يخص الترجمة فهي باللغة العربية التي هي غنية عن التعريف واستعملت الكتابتين اللاتينية والتيفيناغ لتسهيل عملية القراءة فيما يخص الترجمة فقط كانت كلمة بكلمة إن لم توجد نقرب المعنى بجملة، وهذا دليل على ثرائها”، تخبرنا أميمة داودي (من مواليد 10/02/1996طالبة لغة وثقافة أمازيغية ماستر 2 تخصص علم اللهجات في جامعة باتنة الحاج لخضر -1- ي قسم اللغة والثقافة الامازيغية) بالكثير عن تجربتها في هذا الحوار:
“أميمة داودي”.. كاتبة أوراسية توقظ الحياة اللغوية بقاموس في الكلمات المندثرة الأمازيغية 1942
حوار: رقية لحمر
تكوت بباتنة منطقة جميلة  ساحرة تجعل الانسان يبدع فيها، هل يمكن القول أن مرحلة الطفولة “الكتابية” كانت انطلاقتها من هنا، هل تذكرين لنا شيئا من بداياتك مع الكتابة؟
تعتبر تكوت من المناطق الخلابة والجميلة في الأوراس وما يوحي بذلك اسمها المشتق من اسم لؤلؤة فيها ترعرت في جو ريفي يولد فيك الرغبة والاندفاع نحو مبتغاك فرغبتي في الكتابة كانت منذ الصغر فقد كنت أهوى كتابة الخواطر في المرحلة المتوسطة والثانوية  كبرت وكبرت معي هذه الرغبة والسعي لإكمالها.
“قاموس ثنائي اللغة لأمازيغية والعربية بالمتغير الشاوي” أيث سليمان، أول مولود أدبي لك، هل تقيدت خلال هذا القاموس بمنهجية ما، كيف كانت التجربة؟
في هذا القاموس ثنائي اللغة الأمازيغية /عربية اتبعت في كتابته منهجية علمية يتبعها كل باحث متخصص في اللسانيات لأن هناك قواعد يجب أن يقف عليها ويتبعها هذا الباحث الذي اقبل على عمل مماثل ليس بالشيء السهل فجمع الكلمات شيء سهل أما ترتيبها وبلورتها وشرحها والإشتقاق منها ليس بالعمل الهين وهذه أول تجربة لي في هذا المجال فقد كانت صعبة لكن تعلمت منها أشياء عديدة جعلتني  مستعدة اتم الاستعداد لعمل آخر متقن.
ذكرت أنك تحاولين من خلال القاموس الحفاظ على الكلمات التي بدأت تندثر،  هل كان الأمر صعبا بالنسبة لك وأنت تبحثين عن هذه المفردات ومعانيها، ثم من ساعد أميمة على أن تستعيد هذه الكلمات مكانتها؟
“أميمة داودي”.. كاتبة أوراسية توقظ الحياة اللغوية بقاموس في الكلمات المندثرة الأمازيغية 1-744
رغم أنني ترعرعت في مجتمع ناطق باللغة الأم لكن ذلك لم يكفي وواجهت عدة عوائق لكي أصل إلى هذه الكلمات المراد اجادها  المتمثلة في الكلمات المندثرة لإعادة إحيائها، فهي تحتاج إلى بحث متواصل ومطول ودقيق وتوظيف دائم لكي أصل للمعنى المرغوب  حظيت في هذا البحث بمساعدة والديا أطال الله لهما في عمرهما فكلما كنت بحاجة إلى كلمة ما أجلس جنبهما والتقط الكلمات التي ليس من المعتاد سماعها فؤوقف الحديث بسؤالي ما معنى هذه الكلمة كل الشكر لهما.
يمكن القول أن تخصصك في قسم اللغة والثقافة الأمازيغية ساهم في انجاز المؤلف، الشق الأكاديمي مع الشق الميداني، هل يمكن اضاءة الموضوع بمزيد من التعليق؟
بالنسبة  لدراستي في قسم اللغة والثقافة الأمازيغية أعطاني الثقة اللازمة لكي أقدم بحثا متواضعا أكاديميا  ليفيد الناس ويكون موروث للمكتبة الأوراسية ويحفزني لتقديم أكثر من ذلك. فمسيرتي الدراسية في هذا القسم أعطاني منهجية البحث العلمي وطريقة البحث الميداني كذلك.
بعد أن رأى المؤلف النور، هل ترين أن هنالك الكثير من الكلمات التي لم تدرج داخل القاموس، وهل يعد ذلك انطلاقة لتقديم قاموس آخر جديد؟
هذا القاموس هو مجرد بداية لي لدخول عالم الكتابة. اللغة الأمازيغية هي بحر لغوي كبير تحتاج إلى مؤلفات مثل هذه فأي لغة لا يوجد لها اكتفاء من الكتب بكل أنواعها خاصة الأكاديمية، أيضا الأمازيغية لغة غنية عن تعريف بلهجاتها ومتغيراتها فقاموس واحد لا يستطيع الالمام بكل مرادفاتها لذلك فهناك أعمال أخرى تكون أكاديمية أو غيرها المهم غايتها خدمة اللغة.
“أميمة داودي”.. كاتبة أوراسية توقظ الحياة اللغوية بقاموس في الكلمات المندثرة الأمازيغية 1381
لنقل أن المتغيرات كثيرة في اللغة الأمازيغية بتعدد هجاتها، واختيارك للهجة آيث سليمان، ألا تنوين مستقبلا أن تقديمي قاموسا شاملا لمختلف اللهجات الشاوية؟
هذا القاموس هو متخصص بمتغير واحد فقط واللغة الامازيغية لها عدة  لهجات وهذه الاخيرة تتميز بعدة متغيرات فالاندفاع الى كتابة قاموس شامل ستكون بالشيء الصعب لكن ليس بمستحيل ربما سيكون بكتابي الثاني لما لا  ليبرز مدا غنى هه اللغة وثرائها اللغوي.
القاموس اضافة مهمة لمنطقة الأواس خصوصا وللجزائر عموما، هل تلقيت الدعم لتكملي مشوارك كباحثة في هذا المجال؟
الدعم الأول يجب أن يكون من الشخص في حد ذاته، رغم ذلك الحمد لله فقد حظيت بدعم الكثيرين لكي أكمل هذا العمل كل الشكر لهم.
أطلقت مؤخرا المحافظة السامية للغة الأمازيغية جائزة رئيس الجمهورية للأدب الامازيغي، هل تنوين المشاركة بقاموسك في هذه المسابقة؟
“أميمة داودي”.. كاتبة أوراسية توقظ الحياة اللغوية بقاموس في الكلمات المندثرة الأمازيغية 1-745
سيكون لي الشرف الكبير أن أكون وعملي المتواضع في هذه المسابقة لكي أثبت جدارتي وأقدم هذا العمل كهدية للغتي ووطني الأمازيغي.
إلي أين الوجهة، عن طموحك وأهدافك التي تسعين تحقيقها للهوية الأمازيغية؟
طموحي لا يتوقف هنا  فقط فأنا كأستاذة للغة الأمازيغية لن تكفيني فقط الكتابة، يجب أن اوصل رسالتي بالتعليم للأجيال القادمة هذه اللغة والدخول بها لشتى المجالات كما سبق أن فعلت في مذكرتي تخرجي التي تمثل عنوانها في تطبيق تعليمي للغة على الأجهزة الإلكترونية الهاتف وغيرها  لتكون كمرجع للأساتذة والطلبة والغير الناطقين باللغة الأمازيغية.



المصدر: مواقع ألكترونية