إقليم الحسيمة: أول ديوان شعري مكتوب ب”الأمازيغية الصنهاجية” لتوثيق التراث الأدبي المحلي
إقليم الحسيمة: أول ديوان شعري مكتوب ب”الأمازيغية الصنهاجية” لتوثيق التراث الأدبي المحلي 1961
خاض الشاعر أحمد الخضري رفقة الشاعر الشاب شكيب أحتيت مغامرة متفردة في حقل تأليف أول ديوان شعري بالأمازيغية الصنهاجية، وذلك مساهمة منهما في التوثيق للتراث الأدبي المحلي وإغناء الكتابات الأدبية في المغرب المتعدد الروافد.
وحرص الشاعران على أن يكون الديوان الموسوم ب” تشربيث اخيامن نتقورباصت “، مبادرة فكرية و محاولة لجعل هذه التنويعة اللغوية، الأمازيغية الصنهاجية، تمر من الشفوية إلى الكتابة والتدوين، والبرهنة على أن اللغة المحلية لها القدرة الإبداعية ولها الطاقة التعبيرية الجمالية وخصوبة صورها التخييلية، مع سعيهما ليوثق الديوان جزء من الخصوصية الثقافية لمنطقة صنهاجة،بإقليم الحسيمة، بكلمات شاعرية يمتزج فيها المجرد والملموس .
وفي هذا السياق، يقول الشاعر شكيب أحتيت ، في حديثه لوكالة المغرب للأنباء، إن ديوان ” تشربيث اخيامن نتقورباصت ” هو من اللبنات الأولى بل وحجر الأساس في محطة الكتابة بالأمازيغية الصنهاجية أو ” الشلحة “، موضحا أن هذا الديوان ينقل الإبداع من طابعه الشفوي الى الكتابي، كأول مساهمة أدبية مكتوبة ترسخ ذاكرة منطقة صنهاجة وتساهم في حفظ الهوية الأصيلة لهذه اللغة، التي يقول المهتمون بالشأن اللغوي، إن هذه التنويعة التعبيرية “مهددة بالانقراض في حال عدم تكثيف الاهتمام العلمي والبحثي بها”.
إقليم الحسيمة: أول ديوان شعري مكتوب ب”الأمازيغية الصنهاجية” لتوثيق التراث الأدبي المحلي 1-773
وتابع أن العمل الشعري يبرز الموروث الثقافي والتاريخ المحلي للحياة التقليدية الصنهاجية في أوجهها الثقافية ومؤهلاتها الفلاحية والطبيعية والاجتماعية برقة وجمالية المعاني، كما أنه يعانق الذاكرة الجماعية من تقاليد وأحاسيس وعادات منقوشة في تراث منطقة صنهاجة، جاعلا القصائد الشعرية للديوان وسيلة لإيصال ثقافة “مخفية ” في قمم جبال الريف، حسب تعبير المؤلف.
وأضاف المتحدث أن الديوان مكتوب بحرف تيفيناغ والحرف اللاتيني، موضحا أنه على شكل منزل يبدأ ب ” ثاساروت ” (المفتاح ) وبه الحروف وطريقة النطق،ثم ” ثاكورت ” (الباب) ،مقدمة كتبها أحمد الخضري ،مشيرا الى أن القسم الأول من الديوان معنون ب” اخيام اقديم “،أي المنزل العتيق، بقلم الشاعر أحمد الخضري، والقسم الثاني بعنوان ” اداموس “، من إبداع شكيب أحتيت .
وأكد الشاعر أن اهتمامه ب”الأمازيغية الصنهاجية ” يعود الى مرحلة الطفولة،حيث كتب الشعر والمقالة بداية في مجلة “ثدغين”، كما أنتج فيلما قصيرا بعنوان ” كليب 27 ” و مسرحية ” أحنوش باشيخ “، مبرزا أنه سيعمل مستقبلا على إنتاج أعمال أخرى في حال حصوله على الدعم، للمساعدة في الانتقال بهذه اللغة من الشفوية للكتابة وحماية تراثها المحلي الغني.
من جانبه، قال الشاعر أحمد الخضري، وهو في السبعينيات من عمره، إن قصائد الديوان تتغنى بمواضيع متنوعة، كالأم والأرض والفضاء المكاني للمنطقة، فضلا عن مواضيع تعبر عن تجارب شعورية تحتضن البوح الذاتي ومناقشة مواضيع الحب والتهميش بأمل نابع من نبض الكلمات وفيض من الأحاسيس يلتقي فيها الواقع بالخيال.

وأشار الى أن الديوان يتألف من مقدمة و24 قصيدة شعرية تتوزع على 105 صفحة، وتحمل واجهة الديوان منزلا من التراث الصنهاجي الذي عادة ما يبنى في أماكن باردة خاصة على مستوى منطقة آيت بونصار بإقليم الحسيمة،المعروفة بكاثفة الثلج في فصل الشتاء، وهو منزل معروف بناؤه بالقصدير والأخشاب ومواد أخرى طبيعية،مسجلا أن للمكان دلالة في الشعر بوصفه جزءا من هوية المنطقة الصنهاجية.



المصدر:مواقع ألكترونية