تيفيناغ ⵜⵉⴼⵉⵏⴰⵖ هي أبجدية قديمة...
تيفيناغ ⵜⵉⴼⵉⵏⴰⵖ هي أبجدية قديمة...  1---444
تيفيناغ ⵜⵉⴼⵉⵏⴰⵖ هي أبجدية قديمة كانت تستخدم في شمال إفريقيا بين الأمازيغ لتدوين اللغات الأمازيغية المختلفة، وهي أبجدية يعتقد أنها من أصل فينيقي.لكن ثبت أنها أقدم من الأبجدية الفينيقية .تم توثيق أقدم شكل من أشكال هذه الأبجدية في اللغة الليبية
منذ القرن الثالث قبل الميلاد حتى القرن الثالث بعد الميلاد في جميع أنحاء شمال أفريقيا. شهدت هذه الأبجدية عدة تعديلات وتسميات منذ إنشائه حتى يومنا هذا، كالتيفيناغ الليبي والتيفيناغ الصحراوي البربري وتيفيناغ الطوارق.

أصل التسمية
مصطلح تيفيناغ مشتق من الجذر اللغوي ( ف ن غ ) والذي يحيل على لفظة [فنق]، وهي أصلها من الأبجدية الفنيقية، وكانت تنطق في الأصل بالقاف أي تيفيناق،
وكون حرف القاف والغين ينوب بعضهما عن بعض، فقد تم تعويض القاف في هذا اللفظ بالغين تسهيلا لعملية النطق. يقول الجنيرال الفرنسي لوي جوزيف هانوتو المختص في الدراسات اللغوية القبائلية:
«"إن تسمية أبجدية تفيناغ وحدها تفضح أصلها الفينيقي. فتفيناغ اسم مؤنت بصيغة الجمع، مفرده تفنيقت أي الفنيقية"»
تيفيناغ ⵜⵉⴼⵉⵏⴰⵖ هي أبجدية قديمة...  1--1055
يذكره المؤرخ الفرنسي جان سرفيِيه بأن اشتقاق كلمة تيفناغ هي "تيفي" و"نغ" ("تيفي" تعني في الأمازيغية اكتشاف) مع "نغ" تعادل "اكتشافنا"، فتعني بذلك "اكتشافنا" في اللغة الأمازيغية. وعلى هذا الاعتقاد يصر منظر الحركة الأمازيغية محمد شفيق على محليتها: «تسمى هذه الحروف تيفيناغ، ولقد أوّلت هذه التسمية تأويلات مختلفة، أسرعها إلى الذهن هو أن الكلمة مشتقة من (فينيق، فينيقيا) وما إلى ذلك. قد يطابق ذلك أصل هذه التسمية، ولكن المحقق هو أن الكتابة الأمازيغية غير منقولة عنها، بل رجح الاعتقاد بأنها والفينيقية تنتميان إلى نماذج جد قديمة لها علاقة بالحروف التي اكتشفت في جنوبي الجزيرة العربية». ويقول أيضا:“ بين حروف « تيفيناغ »، القديمة منها والتواركَية، وبين حروف الحميريين،شبه ملحوظ في الاشكال، لكنها لا تتقابل في تأدية الأصوات، إلا في حالتين اثنتين بتجاوز في التدقيق“
والليبيون القدماء كتابتهم الخاصة, وهي التيفيناغ  وقد كان يعتقد إلى وقت قريب أنه كتابة فينيقية ظهرت في القرن الثاني قبل الميلاد بفضل ماسينيسا, غير أن الباحثة الجزائرية تمكنت من العثور على لوحات كتب عليها بالتيفناغ. والباحثة المعنية هنا هي مليكة حشيد وهي مؤرخة وعالمة آثار أجرت فحوصات على تيفيناغ المعثور عليه وتبين أنه يعود ألى ألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد، أي قبل مجي الفينيقيين إلى شمال إفريقيا (813 ق .م)، وهو ما جعل البعض يرجح أن تكون تيفيناغ هو أقدم الكتابات الصوتية التي عرفها الأنسان.

واللوحة الحاملة لحروف تيفيناغ هي أحد اللوحات المرافقة لعربات الحصان وهذا النوع من العربات ظهر في العصر ما بين ألف سنة قبل الميلاد وألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد الشيء الذي جعل غابرييل كامبس يرى بأن تيفيناغ لا يمكن أن يكون قد ظهر في وقت أقل قدما من ألف سنة قبل الميلاد.
وأذا كانت هناك عدة فرضيات حول أصل تيفيناغ ابتداء من الأصل الفينيقي إلى الأصل الليبي القديم المحلي فأن الأبحاث لم تستقر بعد على حال، وهو ما يلخصه كل من غابرييل كامبس وكارل برسه في أنه بالرغم من كل محاولات التصنيف يبقى الألمام بأصل تيفيناغ بعيد المنال.
تيفيناغ هو كتابة قليلة الشهرة ولكنه قديم لدرجة تستحق الاهتمام باعتبار أن تيفيناغ البدائي يكاد يعود ألى تلاثة ألاف سنة قبل الميلاد. ويبدو أن هذه الكتابة تسمى بالتيفيناغ البدائي أو الكتابة الليبية البدائية قد ظهرت مع الأنسان القفصي نسبة ألى مدينة قفصة التونسية. بحيث ظهرت تيفيناغ كرسوم بدائية قابلة للقراءة بل أن البعض يجعلها حروفا مقروءة.
تيفيناغ ⵜⵉⴼⵉⵏⴰⵖ هي أبجدية قديمة...  1--206
بقايا تيفيناغ تنتشر في شمال أفريقيا وجزر الكناري وشبه الجزيرة الأيبيرية وإذا كانت المصادر السابقة لاكتشاف تيفيناع الأبجدي التي جعلت قدمه يرجع ألى ما لا يقل عن ألف سنة قبل الميلاد بل عن ألف وخمسمائة قبل الميلاد حسب الأركيولوجية مليكة حشيد وغيرها من الباحثين وما نتج عن ذلك من ملابسات كجعل بعض الأبجديات الأقل قدما أصلا لتيفيناغ, قد أفقدته كثيرا من الأهمية التي قد يستحقها بحيث جعل وليدا لمائتي سنة قبل الميلاد في أحسن الأحوال, فإن الاكتشاف قد جعل العديد من الباحثين يعيدون حساباتهم ويتساءلون عن أصول بعض الأبجديات التي أعتقد أنها فينيقية لاعتبار الأبجدية الفنيقية أقدم الأبجديات. ومثال ذلك ،البحث الذي قام به مبارك سلاوتي تاكليت حول ما أذا كانت الحروف اللاتينية حروف أمازيغية في الأصل.


المصدر:مواقع ألكترونية