الهوية و الإستعراب 2
سنحاول تقسيم هذا الموضوع الحساس والشائك إلى حصص كل حصة نتطرق فيها إلى فكرة جزئية ، أما بعد :
لقد سال حبر كثير و طال النقاش في مسألة الهوية الجزائرية ويمكن رصد تيارين في هذه القضية :
أولا/ التيار المستلب
ثانيا/ التيار الأصيل
ويُلاحَظٌ أن التيار المستلب هر الرائج و المسيطر في الساحة بفعل السياسة الاحادية خلال أكثر من ثلاثين سنة ولن أتحدث عن هذا التيار فهو معروف بارتباطه بالمصالح الخارجية ومايزال يحرف من حين لآخر في الإعلام المكتوب خاصة ، ولن أذكر أسماء هذا التيار في قدر أصولهم فهم معروفون عند العام والخاص ، وهم يتأقلمون مع أي نظام ومع أي إديولوجية فهم كالحرباء تماما في التلون لأن مصالحهم تـفـرض عـليـهـم ذلك..
أما التيار الأصيل فهو مقموع خلال ثلاثين سنة ، وما يزال مقموعا ولكنـه بـدأ ينتشر ويكتسب أنصارا جددا وإذا سٌمح له بالعمل الحر سوف يكتسح الساحة لأنه أصيل وهنا تكمن قوته وحيويته ، وهو يرى عبر التاريخ ولا يقفز عليه ولا يزوره كما يفعل التيار المستلب . فالهوية الجزائرية عنده أمازيغية و أمازيغية دائما لأن التاريخ يقول كذلك ، و الحقيقة تصرح بذلك أيضا وكل ما عدا ذلك فهو بهتان وزور وتدليس وكذب .
ومن هنا نستعرض معا الإستعراب في الجزائر عبر محطاته الكبرى فهو قد مر على مراحل هي :
1/مرحلة الغزو
2/مرحلة بني هلال
3) مرحلـة الأندلسيين
4) مرحلـة قبائل المخزن في العهد التركي
5) رد الفعل الشعبي ضد فرنسا
6) التعريب المنظم
وقد كتبت الشروق العربي ( جريدة بعثية تصدر بالجزائر ) تحقيقا عن نظام الجماعة في بلاد القبائل وهذا النظام أمازيغي بـحـت لأنه يوجد في كل مجتمع أمازيغي غير مختلط بغيره مثل بني ميزاب وبلاد السوس في المغرب وفي جبل نفوسة بليبيا وفي جزيرة جربة بتونس لكن الأخ الصحفي نسب هذا النظام الى العرب حيث قال : "هكذا ينجح النظام العربي في حل المشاكل دون وصولها إلى القضاء "، مع العلم أن التحقيق جرى عن مجتمع أمازيغي بحث وأريد نذكر السيد الصحفي بحقيقة وهي : أن في الجزائر خمسة قبائل عربية معروفة في مرابطها لحد الآن يمكن أن تتأكد من خلو هـذا النظام فيها..
إذا هذا النظام هو المضمون المدرسي في مدارسنا بأنواعها وهو يخلو من الواقع الجزائري وتاريخه وثقافته وحضارته ، بمعنی آخر هناك إنفصام رهيب بينه وبين العمق التاريخي والإجتماعي الجزائري ..
وقد تساءل الكثير من النبهاء لهذه الظاهرة المخزية ، ولكن ماذا يفعل النبيه المسكين أمام إرادة سياسية لتزوير كل شيء؟
المصدر:مواقع ألكترونية