الراية الأمازيغية
الراية الأمازيغية 11038
الراية الأمازيغية تصميمها وفق ما عليه اليوم هو مستوحى من أعلام قديمة كانت أعراش المنطقة الثالثة يحملونها خلال حروبهم مع الإحتلال الفرنسي بل أثناء الإحتلال العثماني للجزائر ...الكثير لا يعلم بأن هذه الراية ألوانها وشكلها الحالي له جذور و وجود أقدم من مناضلي الأكاديمية البربرية أمثال يوسف مدكور و أقدم من المجاهد محند أعراب بسعود المولود سنة 1924 م بل أقدم حتى من الأكاديمية البربرية التي تسند اليها فكرة هذه الراية الهوياتية الثقافية ، فالأكاديمية البربرية تعود فترة تأسيسها الى سنة 1966 فقط ..
فثمة لغط كبير و إشاعات يروج لها البعض عمدا أو جهلا تخص هذا العلم الأمازيغي ووصل الحال بأن إدعوا أن تصميم هذه الراية وقع بمساعدة يهود فرنسيين و يخصون بالذكر المدعو " جاك بينيت " هذا الرجل الذي جمعته علاقة صداقة في فرنسا مع المجاهد محند أعراب بسعود ، هذه الصداقة العفوية إتخذها أنصار البعث العابث بالجزائر و غيرها الى الترويج لكذبة و هي ربط فكرة تصميم الراية بهذا الشخص و هؤلاء يجهلون أن العلم الأمازيغي له أصل ووجود قبل مولد جاك بينيت حتى المولود سنة 1915 م ..
الراية الأمازيغية 12435
تاريخيا فإن الراية الأمازيغية كانت موجودة بألوانها منذ قبل مولد جاك بينيت أو محند أعراب بسعود أو يوسف مدكور أو حتى الأكاديمية البربرية بل هي أقدم من الأعلام الوطنية التي إتخذتها الدول المغاربية ، حيث تكشف لنا صورة أو لوحة فنية تاريخية للرسام الفرنسي (فيليكس فيليبوتو) و التي تعود الى سنة 1866 م الثورة الشعبية لمنطقة القبائل بقيادة البطل الشريف بو بغلة و البطلة فاطمة نسومر و هم يحملون الراية الامازيغية ، هذه اللوحة الفنية متواجدة حاليا في قصر الحكومة الجزائرية و يشاهدها الجميع على صور شاشة التلفزيون الجزائري خلال إجتماعات الحكومة كما هو مبينة في الصور ..
و في الجانب الأيمن من أسفل هذه اللوحة يظهر تاريخ إصدار هذه اللوحة و إسم الرسام كما هو مبين في الصورة التي يرجع تاريخ إصدارها لسنة 1866م
HENRI-FELIX-EMMANUEL PHILIPPOTEAUX (1815-1884)

فوجود الراية الأمازيغية في لوحة تعود الى 1866م و لمنطقة أمازيغ القبائل في الجزائر ليست مجرد صدفة وقع فيها الرسام فيليكس .. فهذا الرسام مؤكد أنه رأى هذه الراية لأعراش تلك المناطق الأمازيغية التي كان كل عرش يحمل علم ولواء الجهاد عند تقدمهم لمحاربة الإحتلال الفرنسي الذي واجه مقاومات شعبية عديدة في بلاد القبائل ابتداءا من اليوم الأول للإحتلال الفرنسي سنة 1830 م الى غاية سقوط المنطقة سنة 1857م ، و قد جاء في كتاب الكلونيل كلوزيل و هو أحد الجنيرالات وقادة الحملة الفرنسية على الجزائر " لما وصلت رسالة الداي حسين إلى منطقة القبايل تدعوهم إلى الجهاد ضد الغزو الفرنسي المرتقب إجتمع كل أعيان عروش القبائل وزعمائها وقرروا تحضير أنفسهم لقتال الفرنسيين فقاموا بتهيئة الظروف لذلك وتعبئة سكان القبايل وتحريضهم للذهاب الى الجهاد ضد الفرنسيين ، فتزودوا بكل ما يلزم من الأسلحة و العتاد للذهاب لعاصمة الجزائر لصد الغزو الفرنسي و في اليوم المحدد إجتمعت كل جماعات و أعراش المنطقة متبوعين بنسائهم وأطفالهم وأبائهم الشيوخ لتوديع المجاهدين ولحثهم على القتال بشراسة و النصر ضد الفرنسيين وكل عرش كان يحمل "علم" المنطقة التي يتبع لها " ..
الراية الأمازيغية 100811
و من هذا الكلام للقائد العسكري كلوزيل نستنتج أن الأعلام في المنطقة كانت موجودة منذ اليوم الأول للغزو الفرنسي سنة 1830م وهو نفس الأمر الذي تبينه الصورة السابقة لأعلام الأمازيغ في ثورة البطل بوبغلة و فاطمة نسومر التي يظهر فيها العلم الامازيغي ، فالأعلام ليست مستحدثة كما يروج المتنطعون المصابون بداء الأحادية السرطانية بل كانت حقيقة وموجودة منذ 1830 م و كانت ترفع في ثورات منطقة القبائل و غيرها من المناطق ، و لهذا فلا يمكن القول أن لا وجود لأعلام قبل العلم الوطني الجزائري أو الأعلام المغاربية الحالية و لا يمكن القول أن صورة العلم الأمازيغي في اللوحة المؤرخة سنة 1866 م هي مجرد صدفة و يفسر هذا ذاك التراتب الموجود في ألوان العلم الأمازيغي على شكل خطوط عريضة مطابقة للعلم الأمازيغي الحالي .. الأزرق ثم أسفله الأخضر ثم أسفله اللون الأصفر وبالتالي هذه ليست صدفة بل هي حقيقة ، فالعلم الأمازيغي الحالي له جذور في تاريخ المقاومة الأمازيغية وليس علم من إختراع الفرنسيين أو صهاينة كما يروج له بعض الشعبويين و الغلمان الذين تشربوا عقيدة البعث ، و كما ذكرنا فإن هذه اللوحة موجود نسخة منها في قاعة إجتماع الحكومة الجزائرية و يمكن مشاهدتها


الاستاذ مصطفى صامت