كلمات اغنية ايدير افافا ينوفا
من لا يعرف أغنية ايدير ( افافا اينوفا)
طبعا الكل يعرفها فعمرها 37 سنة ومترجمة الى 23 لغة عالمية .
لكن هل يعلم احبائنا الغير الناطقيين بالقبائلية في صفحتنا معناها ؟
لا اظن ذلك لهذا اردت اليوم ان نشاركم هذا المنشور الذي سنشرح فيه ان شاء الرحمان الرحيم هذه الاغنية.
هي جزء من اسطورة امازيغية تعود احداثها الى قبل اكثر من عشرة قرون تحكي يوميات الشتاء في منطقة القبائل الكبرى ترسم يوميات تمازغا -شمال افريقيا- الذي يختلف كثيرا عن المشرق ، في بساطة حياته ...
تروي القصة حكاية سندريلا الامازيغ ( أغريبة) مع أبيها الشيخ الكبير ( اينوبا)
تشبه أسطورة ايدير حكاية ليلى و القبعة الحمراء
حيث تذهب اغريبة في هذا الشتاء إلى حقل الزيتون و تشتغل فيه طول النهار، تجني الزيتون، تقطف الثمار و تحرث الأرض و تعلف المواشي..
هذه السندريلا الجزائرية ( اغريبة) هي رمز للفتاة التي تعول إخوتها رغم صغر سنها و لكنها مجبرة أن تساعد والدها العجوز
تمضي يومها كله في الحقل و إذا غربت الشمس عادت تجر تعبها إلى البيت حيث يقبع أبوها العجوز و إخوتها الصغار
تدق الباب فلا يفتح لها الأب لأنه لا يحسن الدفاع عن صغاره ، فيخاف أن يكون الطارق وحش الغابة ( كما تسميه الأسطورة) فيقضي على أبنائه، فيسده في وجه ابنته الباب التي تقول إني أخاف وحش الغابة يا أبي
ليرد عليها الأب انه أيضا يخافه طالبا منها أن ترج أسوارها كي يتعرف عليها..
ثم تحملنا الأغنية الى أجواء المنطقة المثلجة..راوية حكاية الشيخ المتلفع في برنسه و ابنه المهموم بلقمة العيش و العجوز التي تنسج على المنول و الأطفال حولها يحلمون بالربيع المقبل بأعراسه و بركاته بتفاحه و خوخه و مشمشه و ذلك رغم الثلج الرابض خلف الباب بينما يختفي القمر و تحتجب النجوم و يتوسد الشبان الصغار أمانيهم فيما يستمعون لأقاصيص الجدة العجوز..
قدم ايدير بهذه الأغنية أجمل خليط من مشاهد حاضرة و اخرى أسطورية و يرصد شتاء جبال جرجرة بما فيه من جمال.. بؤس و تضحيات لا يذكرها سوى التاريخ المنشود ببعض الأغنيات و الألحان الحالمة....
و اليكم الكلمات باللغة العربية:
يا أبي إينوفا
هي : أرجوك يا أبي "إينوفا" .. إفتح لي الباب
هو : آه يا إبنتي "غريبا" .. دعي أساورك ترجّ
هي : أخشى من وحش الغابة يا أبي إينوفا
هو : آهٍ يا إبنتي " غريبا " .. وأنا أيضاً أخشاه
هو :
الشيّخ متلفّع في بُرْنُسِهِ
منعزلاً .. يتدفّأ
وابنه المهموم بلقمة العيش
يعيد في ذاكرته صباحات الأمس
والعجوز ناسجة خلف مندالها
دون توقّف .. تحيك الخيطان
والأطفال حولها
يتلقنون ذكريات أيام زمان
هي : أرجوك يا أبي "إينوفا" .. إفتح لي الباب
هو : آه يا إبنتي "غريبا" .. دعي أساورك ترجّ
هي : أخشى من وحش الغابة يا أبي إينوفا
هو : آهٍ يا إبنتي " غريبا " .. وأنا أيضاً أخشاه
هو :
الثلج رابض خلف الباب
و " الإيحلولين " يسخن في القِدْرِ
والأعيان تحلم منذ الآن بالربيع المقبل
و القمر .. و النجوم .. مازالوا مختفون
و حَطَبة البلّوط تحلّ محلّ حصيرة الصفصاف
العائلة مجتمعة
تستمع بشغف لحكايا زمان
هي : أرجوك يا أبي "إينوفا" .. إفتح لي الباب
هو : آه يا إبنتي "غريبا" .. دعي أساورك ترجّ
هي : أخشى من وحش الغابة يا أبي إينوفا
هو : آهٍ يا إبنتي " غريبا " .. وأنا أيضاً أخشاه
رحم الله إيدير وأسكنه فسيح جناته