نقيشة بالو..
نقيشة بالو.. 1-2347
نعود لنقائشنا..
هذه نقيشة بالو_1 (الصورة 1 والصورة 2) من جزيرة كاناري الكبرى. خلاصة تحليلي لها هي كما يلي:
(1) اللفظ_الجامع للنص هو: /ئضيظ ؤرّوڭ| ئرور | ؤڭوڭ أمڭن | ئدوز ڭر ئلّان|أجرو ئڭن | أزير ئمّار، ئمّور/ (الصورة 3)
(2) المعنى_الجامع للنص هو: "انقطعت الساقية، فأعادت [مياهها]، جدار [الساقية] المستلقي انسحق بين أعشاب ئلّان، والضفدعة مستلقية، وحر الظهيرة ما فتئ يرتفع]
(3) المغزى_التداولي المرجح للنص: أنه قصيدة شعرية كتبها أحدهم بعد توالي سنوات الجفاف لمدة 10 سنوات، هذا ما تشهد له الشوكات العشر على صورة النبات التي كان من عادة القوم أنهم يزيدون عليها شوكة عند كل سنة جفاف (الصورة 4) ـــ كتبها ليسجل بها مشاهداته لمخلفات سنوات الجفاف. فيذكر كيف أن الساقية قد انقطعت فعاد فيضها، وكيف أن جدران الساقية قد أتلفت وتشتت ترابها بين نباتات إيلان التي تبقى في مواسم الجفاف، وكيف أن ضفادع الساقية لم تعد تقوى على التحرك، وكيف أن الظهيرة لا تزال حارة تزداد حرارتها. فالقصيدة تفاؤل بانتهاء سنوات الجفاف، وتوجس من بقائها واستمرارها.
نقيشة بالو.. 1--1107
(4) بلاغة#القصيدة: هذه قصيدة سباعية (مكونة من سبعة أشطر) متناسبة الطول إذ يتناسب أولها مع آخرها في الطول (خمسة أحرف في كليهما)، ويتناسب ثانيها مع آخرها في الطول والقافية (كلاهما شطر صغير ينتهي ب/ر/)، ويتناسب الثلاثة الأواسط في الطول (نسبيا) والقافية (/ن/). فهذه قصيدة تعبر بها صاحبها عن مشاعره المضطربة نحو ظروف الجفاف.
هذا #تلخيص لتقريري عن التحليل الفيلولوجي
/ضيظ/ بتفخيم الياز لفظ اختفى من الأمازيغية لم يبق منه سوى مشتقاته التي تدور على معنى "القطع" منه /تيمضياظ/ التي تعني "المقص" في مزاب ينطقها أهل غدامس /تميضاظ/ في الجمع لفظ مفردها /تاميضاست/. الأصل في الياز المفخمة ياه لذلك ينطقها التارڭيون /تيموضاه/. تكرار الحرف الذي قيمته /ض/ يفيد أن الفعل مبني على المطاوعة وأن الأصل في نطقه /ئنضيظ/ أي "انقطع"، فأدغمت اليان في الياض نتج عنه تكرار الحرف أو تشديده لست أدري أي الصيغتين أرجح.
من المحتمل أن هناك علاقة تاريخية بين {ئيضيظ} والفعل الدارجي المغربي {ئدز} التي تستعمل للدلالة عن قص صوف الخرفان.
/روڭ/ هو من نفس المادة التي نشتق منها {تارڭا} أي "الساقية" في العديد من التنويعات الأمازيغية. /ؤرّادج/ عند التارڭيين منحدر، و/ؤروڭ/ عند القبايليين "جريان الماء ونحوه". فيكون المعنى الأرجح للاسم المستعمل في النص "الصبيب" أو "جريان الماء".
/لر/ هو لفظ لا وجود له في المعجم العابر للهجات، فنرجح إحدى الفرضيتين الثالتين: إما أن اليال قد ترأرأت (وعادة الكاناريين كالريفيين أنهم يرأرأون اليال المتبوعة بصوت علة، وإما أن التمثيل الڭرافي (وهو لپتشلر ورودريڭ) قد أخطأ بوضع اليال بدل اليار (وهذا أرجح لأن هذا الحرف في الأصل موضوع خلف رسم يخفي جزء ا منه رسم لنبات (الصورة 4). أرجح الفرضية الثانية (أولا) للسبب المذكور و (2) لأن المعجم العابر للهجات يكشف على أن اليار في لفظ /رر/ أصلي وليس نتيجة للرأرأة. إذا صح تحليلنا فإن اللفظ هو /رر/ معناه في لهجات متعددة هو "أعاد" و"تقيّأ".
نقيشة بالو.. 1-2348
/ڭڭ/ نصوتها /ؤڭّوڭ/ التي تعني في تنويعات أمازيغية عديدة "السدّ" و"مجرى الماء" الأصل في هذا الإشتقاق فعل {أڭّ/ياڭّ} (ينطقها أهل ورغة /جّاجّ/) معناه "تطلع إلى شيء من أعلى".
/مڭن/ الأصل في اللفظ /ڭن/ معناه "استلقى" و"نام"، منها الإسم {تاڭوني} وهو "النوم". و{أمڭون} هو "الجنين الراقد في رحم أمه". من ذلك أن التارڭيين يضيفون إلى الجذر {م} الدالة على الفاعلية و{س} الدالة على التسبيب فيشتقون {مسڭّن} معناها "أنزل المخيمات بشكل منظم إلى جانب بعضها البعض". الشاهد في ذلك أن {م} تستعمل للفاعلية، فيكون {أمڭون} عموما هو "الراقد" أو "المستلقي"
/دز/ بترقيق الياز تعني "طرق" و"طحن" لذلك ف/أمادّاز/ عن القبايليين هو اللفظ الدال على "المطرقة".
/ڭر/ هو اللفظ الدال على معنى "بين" تنطق /ڭر/ و/ڭار/ و/أڭار/ حسب المناطق.
/لن/ نصوتها /ئلّان/ هو نبات ينمو في الأماكن الجافة والقاحلة ينمو في ظروف ندرة الماء، ويقاوم الحرارة المرتفعة.
/جر/ نصوتها /أجرو/ هو "الضفدع" ينطق لفظه حسب المناطق /أڭرو/ و/أدجرو/ و/أدجرور/ و/أعدجور/.
/ڭن/ سبق شرح معناه الذي هو "استلقى" أو "نام". معنى "الاستلقاء هنا مرجح" لأن شدة العطش تضعف حركة الضفدع وتضعفها. ولا يمكن أن نصوت اللفظ هنا /ئڭنو/ لأن مناط معناها "خاط" ولا معنى محققا تداولا للقول: "خاط الضفدع".
/زر/ نصوتها /أزار/ ولكنها تحتمل قراءتين معجمتين سأرجح ثانيتيهما. القراءة الأولى (لفظها عن التارڭيين /أهار/) هي "مصدر ضعيف للماء كالعين أو نحوها"، من هذا الأصل جاءت /أمازّار/ التي جمعها /ئموزّار/. والقراءة الثانية هي "الظّهر" أي "الوقت في النهار الذي تكون فيه الشمس شديدة اللمعان".
نقيشة بالو.. 1--1108
/رغن/ نصوتها /ئرغان/ معناه "الساخن" هو لفظ معلوم بمعناه ومبناه. فلا أعلق عليه.
/ممل/ تصويت هذا اللفظ صعب لسببين، أولهما أننا لا ندري إن كانت اليام الأولى جزء ا من اللفظة أم لا، فهي صغيرة الحجم بالمقارنة مع الثانية، مما قد يوحي أنها مجرد قطعة تجريبية (كتبها الناقش باستقلال عن النص). إذا صحت هاته الفرضية فإن التمثيل الايبپيڭرافي سيكون هو /مل/ مما يمكن تصويته /ئمال/ أو نحو ذلك. أما إذا كانت اليام جزء ا من اللفظ، فسيكون تمثيلها /ممل/ وهو ما يمكن تصويته /ئممال/. إذا افترضنا أن الأمازيغية الكانارية تُرأرأ اليال في آخر الكلمة (وهناك أدلة على ذلك)، فإن التمثيل الاييپيڭرافي بدون يام الأولى هو /مر/ وبها /ممر/. المعنى الأنسب للسياق في كلا الحالتين يدور حول شدة الحرارة. /أمّار/ عند التارڭيين هي "حرارة الشمس" وهي "النار". منها /أسامّر/ يطلق على المكان المعرض لأشعة الشمس. وفعل {ئسومّر} عند القبايل معناه "تعرض لأشعة الشمس". وبما أن الياس للتسبيب، فإن استخدام /مر/ بصفته فعلا سيكون متعديا، لذلك فالأرجح أنه أخذ على معنى "اشتد حره"، فلست أدري كيف أؤول اليام الأولى إذا ثبت أنها جزء من اللفظ وليست قطعة اعتباطية.
انتهى تلخيص تحليلنا