ميريت نيت أول امرأة تجلس على عرش مصر والعالم
ميريت نيت أول امرأة تجلس على عرش مصر والعالم 11071
التاريخ المصري القديم ممتلء بقصص الملكات اللاتي حكمن البلاد وغيرن شكلها وأثبتن قدراتهن على إدارة أمة قوية ومتجذرة مثل مصر، وذلك سواء كن ملكات وجلسن على العرش وحدهن مثل حتشبسوت وكليوباترا أو تشاركن الحكم مع أزواجهن مثل نفرتيتي زوجة أخناتون، ونفرتاري زوجة رمسيس العظيم.. ورغم ذلك هناك أسماء لا يعرفها الكثيرون مثل الملكة ميريت نيت أو ميريت نيث التي تعتبر أول امرأة تجلس على عرش مصر، وهناك بعض المصادر التاريخية التي تقول أنها أول امرأة تجلس على عرش الحكم في العالم أجمع وليس مصر فقط.
من هي الملكة ميريت نيت؟
تعتبر الملكة ميرنيث أو ميريت نيت واحدة من أكثر الأفراد المختلف عليها في تاريخ مصر القديمة، وحين وجدوا مقبرتها اكتشفوا أنه تم دفنها مع 118 خادمًا تبعوها في الحياة الآخرة، ولكنها ماتزال ملكة غامضة.

عاشت الملكة ميريت نيت خلال فترة الأسرة الأولى الحاكمة في مصر، حيث امتدت تلك الحقبة من عام 6000-3150 قبل الميلاد، ويتفق المؤرخون على أنها كانت والدة الملك دن، أحد الفراعنة الأوائل في مصر القديمة الموحدة، والذي حمل لقب "ملك مصر العليا والشرقية" وكان يحكم عام 2970 قبل الميلاد. وقد وُجد ختم محفور في قبر الملك دن عليه نقش باسم والدته الملكة ميرنيث. ومع ذلك، فإن تحديد هوية والدها وزوجها أكثر تعقيدًا.
فيقول بعض علماء المصريات أن زوجها هو الملك دجت، الفرعون الرابع من الأسرة الأولى، ويؤكد آخرون أنها قرينة الملك حورس جر، بينما يرى الكثيرون أنه بما أن الملك دن هو ابن جت، فمن المنطقي أن تكون الملكة مرنيث زوجة الفرعون جت.
وقد ذكر اسم الملكة في حجر باليرمو الشهير المنقوش عليه قائمة أسماء ملوك مصر الأوائل والذي يسرد التاريخ منذ توحيد مصر السفلى والعليا على يد الملك نارمر أو مينا إلى بداية عصر الأسرة الخامسة.. وبهذا فمن المرجح أن الملكة ميرنيث أو ميريت نيت هي أول فرعون أنثى وأول ملكة في التاريخ المكتوب.
ميريت نيت أول امرأة تجلس على عرش مصر والعالم 1-2397
وفي الغالب حكمت مصر عام 2950 قبل الميلاد، لفترة غير محددة، ويعتقد الباحثون أنها تولت العرش كوصي عندما كان ابنها وخليفتها دن صغيرًا جدًا، وحتى إن لم يكن لميريت نيت إنجازًا غير تربيتها لابنها لكفاها ذلك، لأنه أصبح واحدًا من كبار ملوك مصر وفي عهد تمت السيطرة على قطاع الطرق الذين كانوا يغيرون على سكان الدلتا، وكان أول ملك فكر في تنظيم مياه النيل وفيضانه، وحبس الأوقاف على المعابد.
لكن أقوى دليل على أن مرنيث حكمت مصر هو قبرها الذي وجد أبيدوس، لأنه كان فريدًا من نوعه بين المقابر الأخرى. وقد دفنت الملكة بالقرب من الملوك جت ودن، وقبرها كان من نفس حجم مقابر ملوك تلك الفترة، وتم اكتشاف لوحتين تحملان اسمها بالقرب منه، ورغم كل ذلك فإن اسمها لم يكن موجودًا في السيرخ الذي يكتب عليه اسم الفرعون الحاكم. تم اكتشاف قبر الملكة عام 1900 على يد عالم المصريات فليندرز بيتري، وتبين أنه يحتوي على غرفة كبيرة تحت الأرض محاطة بالطوب الطيني، وحولها صفوف من المدافن الصغيرة وما لا يقل عن 40 قبرًا فرعيًا للخدم والفنانين والحيوانات التي ستصحبها في الحياة الأخرى.. وكان داخله حفرة قارب بطول 17.8 متر، حتى تحتوي قاربًا شمسيًا يسمح للملكة بالسفر مع إله الشمس في الحياة الآخرة.

وما تزال ميريت نيت غير معروفة كفاية والبحث حولها ما زال جاريًا مثل الكثير من أسرار الحضارة الفرعونية التي لم تفصح عنها بعد.


المصدر:مواقع ألكترونية