المجتمع اليهودي بعد طردهم من القدس سنة 70 م
المجتمع اليهودي بعد طردهم من القدس سنة 70 م 1-2479
يتميز المجتمع اليهودي بأنه طبقي إلى أبعد الحدود، فمنذ شتات اليهود عقب تدمير الهيكل وطردهم من القدس عام 70م توزعوا على كثير من مدن أو مواني البحر المتوسط، والجزيرة العربية ومدن الشرق، فارس وكردستان والهند وآسيا الصغرى. وفي الغرب عاشت مجموعة كبيرة منهم في الأندلس. وبعد أن طُردوا مع المسلمين من شبه الجزيرة الأيبيرية عام 1492م، توزعوا على كل بلاد الشمال الإفريقي تقريبآ والدولة العثمانية وجنوب أوروبا وفرنسا، وصاروا من أكبر المجموعات العرقية في المجتمعات اليهودية. ومن ثَم إنقسموا إلى مزراحيم (يهود المشرق)، وسڤارديم (يهود المغرب).
ومع تكوين الإمبراطورية الرومانية المقدسة شمال أوروبا نهاية الألفية الأولى بعد الميلاد، تجمع فيها عدد كبير من يهود الشتات الأوروبيين على اختلاف طبائعهم وعاداتهم، وصاروا يُعرفون لاحقا بالاشكينازيم وهي المجموعة العرقية الأكبر والأعلى حاليا في أغلب المجتمعات اليهودية. سكنت ألمانيا ودول شرق أوروبا وروسيا وبعض مناطق من جبال الألب. وقد قاموا بتكييف التقاليد المنقولة من بابل والأراضي المقدسة وغرب البحر الأبيض المتوسط إلى بيئتهم الجديدة. وأيضا تطورت الطقوس الدينية وكذلك اللغه، فظهرت لغة (الياديش) كلغه عامية متداولة بينهم تضم العديد من المصطلحات العبرية والآرامية والالمانية والبولندية والروسية.
المجتمع اليهودي بعد طردهم من القدس سنة 70 م 11105
وبعد ظهور العبرية الحديثة مطلع القرن العشرين، تبدلت عديد من الأصوات السامية الأصيلة بها مثل /ع/ و/ح/ و/ر/ و/ص/ إلى أقرب صوت أوروبي مناسب، لأن الاشكينازيم لا يستطيعون نُطق هذه الحروف، في حين طبعا أنها سهلة بالنسبة للسفارديم والمزراحيم فهي لغتهم، ولذلك تختلف حاليا عبرية الأشكيناز عموما عن عبرية السفارديم في بعض الألفاظ وتراكيب الجمل. وفي الثقافات الشرقية عموما لا فرق بين المزراحيم والسفارديم، ولكن في المجتمع اليهودي نفسه الفرق معروف، وحاليا يتميز الاشكينازيم عن الجميع وبفارق كبير.

المصدر:مواقع ألكترونية