الحوار مع الكاتب الجزائري داود مخوس
الحوار مع الكاتب الجزائري داود مخوس 1--229
• الكاتب داود مخوس أزول وأهلا بك معنا من خلال هذا الحوار الأدبي، لو تخبرني بداية من هو داود مخوس وكيف دخل عالم الكتابة؟
داود مخوس: أنا السيد داود مخوس داود المولود بتاريخ 05 أفريل بمدينة بني ورثيلان، مقيم في قرية «أغلاذ إمجاط عرش بني إبراهيم عين لقراج».
كانت هواية داود مخوس هوايته مطالعة الكتب خاصة الروايات والشعر، مثل روايات مصطفى المنفلوطي المترجمة، كما أنني كنت أترجم الأشعار من العربية إلى الأمازيغية في مرحلة دراستي بالثانوية.
داود مخوس ترعرع في عائلة فلاحية، حيث كنت أرعى الغنم وأصطحب معي الكتب للمطالعة فور عودتي من الدراسة، كما أنني كنت أحب العزلة كثيرا.
أنا أعمل كمشرف تربية في متوسطة الشهيد طعام محند أوجمعة بعين لقراج بسطيف، فمنذ 28 سنة وأنا في أشارك في إنشاء جيل حماة الوطن، وأي وطن فليس هناك وطن أغلى من وطن الشهداء، الجزائر الحبيبة.
• تكتب باللغة الأمازيغية وهذا نراه واضحا من خلال إصدارتك، لماذا اخترت هذه اللغة للتعبير عن أفكارك؟
داود مخوس: أكتب باللغة الأمازيغية لأجعلها محبوبة عند أبناء وطني الواحد بلد الشهداء.
الحوار مع الكاتب الجزائري داود مخوس 0-40
• هناك من يقول أن الأمازيغية ليست لغة لكنها لهجة من اللهجات الجزائرية، فاللغة لها حروف وقواعد، ماذا تريد على هؤلاء؟
داود مخوس: اللغة الأمازيغية أولا هي لسان كالألسنة الأخرى التي خلقها الله تعالى في هذا الكون، فهي لغة لديها كل الصفات اللغوية والقواعد والنحو... هي لغة غنية جدا لكونها تحتوي العديد من اللهجات مثل (القبائلية، الشاوية، المزابية، والترقية والزناتية والشلحية والريفية والشنوية والنوبية والأطلسية.....ألخ)، فهي تجمع هذه اللهجات باسم واحد وهي الأمازيغية.
الأمازيغية هي اللغة الأصلية للعديد من دول الساحل في شمال إفريقيا، مثل مصر وليبيا وتونس والمغرب الأقصى وموريطانيا ومالي وبوركنافاسو والسنيغال والنيجر، وتمتد حتى إلى السودان.
• في معرض حديثك قلت أن اللغة الأمازيغية هل لغة لها حروفها، هناك من سيقول لك إذن لماذا لم تكتب بالحروف الأمازيغية وكتبت مؤلفاتك بالحروف اللاتينية؟
داود مخوس: اللاتينية هي لغة التي تكتب بها الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والبرتغالية والإسبانية، وأصل هذه اللغة من شمال إفريقيا التي كتب بها أفولاي أو يوبا، وللأصل فضيلة فلقد تبعت «دا لمولود معمري» الذي أقرّ أن تكتب هذه اللغة باللاتينية ووضع فيها القواعد والنحو، لقد بحث في ربوع شمال إفريقيا عن هذه اللغة ووجد أن الحل الوحيد لكي تنتشر وتتقدم الأمازيغية هو أن تكتب باللاتينية.
• حدثنا الآن عن أعمالك الأدبية التي أصدرتها.
داود مخوس: رواية «أيام الحب» التي صدرت عام 2018 عند دار النشر ثفاث بالإشتراك مع المحافظة السامية للغة الأمازيغية وحازت على جائزة أحسن رواية في بجاية في جائزة دكتور محند أكلي حدادو في بلدية الشميني سيدي عيش في صائفة سنة 2019 وشرفت ولاية سطيف.
أصدرت رواية أخرى بعنوان «الأحلام الضائعة Tirga n Lḥif» التي تعالج ظاهرة الحراقة (الهجرة الغير شرعية) التي راح ضحيتها شبابنا، وهي رواية حلم داخل حلم، والتي ترجمها إلى اللغة العربية الكاتب والشاعر السيد حمام عبد الرحيم، كما أنني أنتظر ترجمتها إلى اللغة الفرنسية قريبا، وهناك مخرجين تحدثوا معنا لإنتاجها وتحويل الرواية إلى فيلم ، الرواية صدرت عام 2019 عند دار النشر ثفاث بمعية ONDA.
الحوار مع الكاتب الجزائري داود مخوس 0-41
أصدرت رواية أخرى بعنوان «ثاونزا أو المكتوب Tawenza» أواخر عام 2021 وهي ورقة طريق، تشعر كأنك تمشي في القطار، وكل محطة تحكي قصة مربتطة بالقصص ألأخرى الموجودة في الرواية.
عملت ولازلت أعمل من أجل نشر لغتنا بين أبناء وطني من أجل لحمة هذا الوطن وطن ألشهداء،
لو كان مولود معمري حيًا لقام بتوحيد هذه اللغة وجعلها لغة واحدة يفهمها كل الجزائريين، لكن شاء القدر أنه توفي قبل أن تتحقق رغبته.
• تعاملت من خلال إصداراتك مع العديد من دور نشر، حدثنا عنها وكيف كان التعامل؟
داود مخوس: نحن في الجزائر متأخرين كثيرا في تعامل دور النشر مع الكُتاب، عكس البلدان المتقدمة في هذا المجال، أنظر إلى جيراننا فالكُتاب عندهم مرتاحين سواء من ناحية نشر وتوزيع كتبهم، للأسف نحن هنا الكاتب هو الذي يوزع منتوجاته ودار النشر تكتفي بقبض النقود والطبع فقط، دار النشر لا تفعل أي شيء سوى تقديم الإسم وطبع الكتاب، أما التوزيع يبقى على عاتق الكاتب و(يتمرمد) في توزيعه.
• معرض الكتاب الدولي سيلا 2023 سيفتح ابوابه قريبا، ماذا يعني لك هذا الحدث؟
داود مخوس: هذا شيء مدهش يفرح الكتاب والقراء معا فهم يحتكون ببعضهم البعض، فبهذه المعارض تتقدم الدول وذلك بنشر العلم والمعرفة.
المعرض يعنيني لكوني أحتك مع الكتاب لكسب المزيد من الأفكار، كما أننا نحتك بالقراء وهذا يشجعنا للمزيد في نشر كتب أخرى، كما يمنحنا المعرض معرفة آخر الإصدارات الثقافية والفكرية، ويمنحنا خلق فرص توأمة مع كتاب أجانب والإحتكاك معهم بتبادل الآراء والأفكار.
أتمنى أن تكون طبعة هذه السنة أحسن من سابقتها.
• كتبك ستكون حاضرة في المعرض ماذا عنك هل ستكون حاضرا
داود مخوس: نعم سوف تكون حاضرة مؤلفاتي، وأنا أيضا سوف أكون حاضرا لكي أوقع كتبي (بيع بالإهداء).
• ماهي الرسالة التي تواجهها للقراء من خلال كتاباتك؟
داود مخوس: أقول لهم أن الكتاب أحسن صديق ومرافق تتعلم منه أسس الحياة ومفاهيمها، عليك بمطالعة جميع الكتب لتستفيد منها، وأن لا تهدر وقتك في أشياء لا فائدة منها وتافهة، إجعل الكتاب يملأ وقتك لأن فيه فائدة لن تجدها عن غيره، وعليك بتعلم جميع اللغات وإتقانها، فمن تعلم لغة قوم أمن شرهم.

لنجعل وطننا أكثر مقروئية عن غيره من الأوطان لأن الجزائر غالية، ولنرفع علمها عاليا بالعلم والمعرفة ونحب بعضنا لأن الجزائر للجميع، تحيا الجزائر، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ونحن على عهدهم باقون إن شاء الله.
• وصلنا لنهاية الحوار، في الأخير نترك لك كلمة الختام فقل ما شئت
داود مخوس: أولا أشكرك أيها الصحفي المحترف، دمت لنا ولوطننا المحبوب، وأشكرك على إتاحتي الفرصة للتعريف بالمؤلف والتأليف في الجزائر الحبيبة، كما أشكر صحفتكم الجميلة التي تنشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع، وأتمنى أن تتاح لنا فرصة أخرى لنتحدث أكثر فأكثر عن مؤلفاتي، وعند كتابي الذي ترجم للغة العربية وهو روايتي الأولى «أيام الحب» الذي سيرى النور عن قريب إن شاء الله، سنثري المكتبة الوطنية بالمؤلفات باللغتين الوطنيتين الرسميتين (الأمازيغية والعربية)، وعلى الجميع يفهم أن هاتين اللغتين لن يساومنا عليهما أحد، عاشت لغتنا وعاش وطننا المفدي.


• حاوره: سمير تلايلف