قرآن باللغة الأمازيغية
شهدت مراحل ما قبل إصدار كتاب "ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الأمازيغية" لمؤلفه الحسين جهادي الباعمراني سنة 1999 أحداثاً غير عادية حالت دون تمكّن صاحبه من نشره لسنوات طويلة، فقد تسبب مقال نُشر عنه بصحيفة "ليكونوميست" البريطانية في إثارة بلبلة في الأوساط الصحافية بالمغرب، زادت من إذكاء نارها الأصوات المشرقية التي دعت إلى وقف إصدار الترجمة "بدعوى أن ذلك الفعل يُشكل خطراً على اللغة العربية بشمال إفريقيا" كما جاء في تصريح للحسين جهادي، ما دفع السلطات المغربية في نهاية عهد الملك الراحل الحسن الثاني إلى الضغط عليه للتراجع عن نشره.
يقول جهادي :" ظهرت تخوفات لدى بعض القوميين العرب من ترجمة القرآن إلى الأمازيغية، فهم كما تعلمون لا يعترفون بوجود مقومات الأمازيغية ولا بوجودها كلغة قائمة الذات. لكن الأكيد أن هذا العمل استطاع أن يبرز أمورا كثيرة من معاني القرآن بمصطلحات منبثقة من اللغة الأمازيغية التي تتوفر على كل المقومات العلمية للغة"، هذا قبل حتى أن تصير لغة رسمية للدولة سنة2011.
بعد صدور الترجمة في بداية الألفية الثالثة، لاقت نجاحا كبيرا، ونوه بها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، كما كتب عنها الدكتور سعد الدين العثماني - وكان زعيما لحزب العدالة والتنمية - مقالا نوه فيه بجهود صاحب الترجمة. وقد خصصت قناة الجزيرة آنذاك برنامجين لهذه الترجمة، كما استطاع المترجم أن يضع عمله في متحف ترجمات القرآن بالسعودية، وفي طريق عودته استضافه مشايخ الأزهر بالقاهرة، حيث ألقى أمامهم محاضرة أوضح فيها دواعي وأهداف الترجمة، وكذا الصعوبات التقنية التي واجهها في عملية ترجمة نص ديني من العربية إلى الأمازيغية.
المصدر: مواقع ألكترونية