هل سبق الفينيقيون الأمازيغ الى شمال إفريقيا كما يدعي دعاة التفنيق الجدد بالجزائر ؟
هل سبق الفينيقيون الأمازيغ الى شمال إفريقيا كما يدعي دعاة التفنيق الجدد بالجزائر ؟ 11220
صحيح أن السؤال غير مطروح في الدوائر العلمية لانه لا يوجد أي مؤرخ قال بوجود قوم سابقون للشعب الأمازيغي الذي أطلق عليه الأجانب عدة تسميات أهمها : التحنو، التمحو، الريبو، الليبو أو الليبين، المازيكس، المور ثم النوميد للمزارعين المستقرين والجيتول للرحل في الجنوب ... لكن لا حرج من مناقشة الفكرة للرد على تعليقات بعض الاخوة المتابعين من التيار العروبي الذين كثيرا ما يرددون الفكرة حتى صدقها البعض منهم .
دعونا الآن نساير كلامهم هذا ونفترض انه كلام علمي أكاديمي وننقاشه علميا وهذا عن طريق العودة الى الرويات الأدبية القديمة التي أسست لتاريخ الفينيقيين في شمال إفريقيا، ثم ننقاشها وسنختار أهم الروايتين التي يعتمد عليها كبار المؤرخين المهتمين لتاريخ منطقتنا وهي رواية المؤرخ تيمي و المؤرخ جُسْتان كونهما الأقدم والمصدر الأول .
الرواية الأولى
يقول المؤرخ ستيفان غزال (Stéphane Gsell) نقلا عن المؤرخ تيمي (Timée) : ثيوسو Theiosso في لغة الفينيقيين كانت تدعى إليسا Elissa وكانت أخت بكماليون Pygmalion ملك الصوريين. وقد أسست قرطاجة في ليبيا. ذلك أن زوجها كان قد قتلته بكماليون، فجعلت ما تملكه في سفينة وفرت مع بعض مواطنيها. وبعد كثير من المشاق نزلت بساحل ليبيا، حيث أطلقت عليها الأهالي اسم ديدو Dido بسبب رحلاتها العديدة . ولما أسست الميدنة أراد ملك الليبيين أن يتزوجها فامتنعت عليه. ولكن حيث أن مواطنيها أرادوا إرغامها على ذلك، فإنها أظهرت القيام بحفلة يقصد منها التحلل من أيمانها، وكومت حطبا كثيرا وأشعلت النار بقرب منزلها، ثم ارتمت من دارها في النار" المصدر (تاريخ شمال إفريقيا القديم ،ستيفان غزال ،ج 1، ص 302 ).
الرواية الثانية
مع المؤرخ غزال كذلك نقلا عن المؤرخ جُسْتان justin والذي نقل بدوره عن الطْروكا بومبي (Trougue Pompée) " .... وحين وصلت أليسا إلى أحد خلجان إفريقيا سعت لتنال مودة السكان الذين أحسوا بالسعادة لوصول هؤلاء الأجانب الذين سيمكنهم الاتجار معهم بالمبادلات .ثم إنها اشترت من الأرض قدر ما يمكن أن يغطيه جلد ثور، وذلك حسبما قالت ليستطيع رفقاها الذين تعبوا في رحلتهم البحرية الطويلة أن يسترحوا قبل ذهابهم. غير أنها أمرت بتقطيع الجلد قطعا ضيقة جدا، فاستطاعت بهذا أن تحتل مساحة أكبر بكثير من المساحة التي كانو يبدو أنها تطلبتها، ومن هنا كان اسم برسا Byrsa الذي أطلق من بعد على هذا المحل .أما الأهالي المجاورون، فان الامل في الربح اجتذبهم فجاءوا بكثرة يحملون للقاديمن الجدد كثيرا من البضائع ليشتروها، بل إنهم-أنفسهم- أقاموا بهذا المكان. وجاء من أوتيكا مبعوثون يحملون الهدايا إلى هؤلاء الذين كانوا يتعبرونهم إخوانا لهم ، وحثوهم على ان يؤسسوا مدينة بالمحل الذي قادهم الخظ إليهم . وكذلك الأفارقة فإنهم من جهتهم كانوا يودون أن يبقى الأجانب . وهكذا تأسست قرطاجة بموافقة الجميع , وحددت إتاوة سنوية عن كراء الأرض وأثناء القيام بالأعمال الأولى استخرج رأس ثور من التراب. وهو نذير بمدينة لابد أن يؤدى عن الربح كثير من التعب، ومقدور عليها أن تبقى دائما خاضعة, لذلك انتقلوا إلى مكان آخر، فأستخرجوا رأس فرس. وهو رمز لشعب يكون محاربا وقويا. فكان هذا هو المكان المناسب للمدينة الجديدة وقد اجتذبت الشهرة كثيرا من الناس وفي زمن كان هناك شعب كبير ومدينة عظيمة ، كانت قرطاجة مزدهرة حينما دعا هيرباس Hiarbas ملك المكسِطانيين Maxitani عشرة من أكابر المواطنيين، وصارحهم بأنه يريد التزوج من أليسا، وأنهم رفضها يجر للحرب ...." (تاريخ شمال إفريقيا القديم ، ستيفان غزال ،ج 1، ص 305)
هل سبق الفينيقيون الأمازيغ الى شمال إفريقيا كما يدعي دعاة التفنيق الجدد بالجزائر ؟ 405102
الكلام الوارد في الروايتين المؤسستين لتاريخ تأسيس قرطاج واضحة لا تحتاج الى شرح ملخصها أن أميرة اسمها عليسا او إليسا من مدينة صور في لبنان حاليا هربت مع بضع خدمها الى شمال إفريقيا و إستقبلها سكان شمال إفريقيا وفرحوا بها وساعدوها على بناء مدينة لأنها جلبت معها المال وبضع الخدم الذين لا يتجاوزون 80 شخص ومع الوقت جاء سكان شمال افريقيا من مناطق مختلفة الى تلك القرية للتجارة مع الوافدين الجدد الأغنياء والغرباء واستقروا في المكان ومع التجارة التي هي مهنة الوافدين وهي عصب الحياة والاستقرار كبرت القرية الجديدة وتحولت (قرطاج، قرت حشت = القرية الحديثة ؟ أو قرطن ) مع تحريف الاسم الى قرطاج وبقي سكان هذه القرية التي أغلبها من السكان الاصليين الليبين يدفعون الضرائب لملوك الأمازيغ مقابل الحماية وكراء الارض لمدة ثلاثة قرون كما هو معروف قبل أن تكبر القرية وتصبح مدينة لها جيش أغبليته الساحقة من السكان الاصليين وبعض المرتزقة من اسبانيا وبلاد الغال، وهو ما يؤكده المؤرخ توفيق المدني في قوله : " كانت قرطاج تلم بين جدرانها 300000 من السكان.مخازنها الجسيمة غاصة بالسلع النفيسية والريش الفاخر . وفيها كل ما تقتضيه هذه العظمة من ملاعب وهياكل وقصور . وحياة علمية وادبية . وعوائد واخلاق خاصة بذلك الوسط الكبير كل ذلك رسخ في قلوب البربر واعتادوه، و اصبح سكان الحواضر لا فرق بينهم في شيئ وبين القرطاجيين الاصليين ، ولا ريب أن الثلاثمائة الف انسان التي كانت تقطن العاصمة ليست كلها ممن قدموا من فنيقيا ، بل أن كثيرا منها إن لم نقل أكثرها كان من البربر الذين استوطنوا تلك المدينة واستطابوا حياتها .وكذلك كان الأمر في بقية البلاد الأخرى . (توفيق المدني، كتاب قرطاج في اربعة قرون، ص . 35)
وهذا لان الفينيقيين أمة بحرية تمارس فقط التجارة ولا علاقة لها بالحروب بدليل أنهم لم يمارسوا أي حرب في بلادهم بفينيقيا (لبنان حاليا)، بل كل تاريخهم الحربي كان في شمال افريقيا بقرطاج لأن جيشها جيش أمازيغي وهذا ليس فيه خلاف بين المؤرخيين، يأكده المدني ويقول : " ثم إن الجند القرطاجي كان مؤلفا اغلبه من البربر ولولا هذا الجند البربري لما كان لقرطاج تاريخ حربي . ." ( نفس المرجع ص36 )
ويقول أيضا : " أما الجند البربري فهو يؤلف فرقة المشاة ، وكان هو السبب في عظمة قرطاجنة الحربية. وكان الجندي البربري صبورا شجاعا يتحمل الاتعاب بجلد كبير . وله سلاح خفيف يشتمل على قوس ونجر وترس من الجلد . وليس له خوذة ولا سيف أما في ساحة الحرب عندما يتقدم للصف الاول فيعطى سلاحا أخر .
وفرقة الفرسان مؤلفة من النوميديين. وهم البربر الساكنون في بلاد الحماية. أي الشريط الممتد خلف التراب الوطني القرطاجي . ولهؤلاء الفرسان نفس السلاح لفرقة المشاة . وهم يمتطون صهوة جياد الخيل البربرية الصغيرة الحجم المتينة. ولهم اقتدار كبير على تتبع العدو وعلى الغارة واعمال الاستطلاع .( نفس المصدر ص 41)
فبلاد الفنيقيين صغيرة وأهلها قليل ولم تكن لهم القدرة على استعمار مناطق واسعة من شمال افريقيا المعروفة بكثرة سكانها بل كان تواجدهم محصورا في بعض الجيوب الساحلية فقط وهو ما يؤكده المؤرخ غزال في قوله : " فلقد أسس الفينيقيون على السواحل مستعمرات كان أكثرها منغلقا على نفسه بشدة داخل الأسوار، أو لم تكن له سوى أحواز ضيقة . وقرطاجة لم تعتزم إلا بعد اكثر من ثلاثة قرون على احتلال منطقة يظهر أنها لم تمتد لما وراء البلاد التونسية الشمالية. وزيادة على هذا، ليس هناك ما يؤكد أن الفاتحين (يقصد الفينيقيين) استعمروا هذه المنطقة استعمارا واسعا . (تاريخ افريقيا القديم، سيفن غزال، الجزء 1 ،ص 231)
هل سبق الفينيقيون الأمازيغ الى شمال إفريقيا كما يدعي دعاة التفنيق الجدد بالجزائر ؟ 411
لقد أسس الشعب الذي اطلق الاغريق عليه اسم الفينيقيين حضارة عظيمة في التجارة البحرية وكانت توسعاتهم تتم برضى اهل البلاد لما في الأمر من منفعة تجارية استفادوا منها لكن في الجانب الحربي فإن التاريخ قد أكد لنا أن فينيقيا، موطن الفيينيقيين، كان تاريخها كله خضوع للاجانب فقد كانت المدن الفينيقية مستعمرة من طرف المصريين وتدفع لها الجزية الى غاية القرن الثاني عشر ق.م (بالمناسبة كان الجيش المصري حينها متكون من اغلبية ليبية أمازيغية) ثم إنتقلت فينيقيا الى الخضوع للاشوريين الذين احتلوها الى غاية 620 ق.م حيث وقعت تحت استعمار الفارسي لها كذلك فتحولت الى جزء من الولاية الخامسة في الابراطورية الفارسية منذ 537 ق.م الى 333ق.م وبعد ان انتصر الاسكندر الأكبر على الفرس في معركة أيسوس 333ق.م إنتقلت فينيقيا الى أيدي المقدونيين .وبقيت مستعمرة يونانية الى غاية وصل الرومان وأخضعوها لحكمهم ثم تحولت الى مستعمرة بزنطية الى غاية وصول العرب المسلمين ، فكيف تريد يا أخي العروبي المؤدلج إقناعنا بأن الفينيقيين الذين لم يحرروا أرضهم من الغزاة هم من صنع تاريخ قرطاج السياسي ؟
دعنا الان نعود إلى الروايتين التاريخيتين ونتعرف على هوية السكان الذين إستقبلوا تلك الجماعة الفينيقية الفارة من مدينة صور . ونركز على ما جاء في الرواية الاولى للمؤرخ تيمي (Timée) الذي ذكر لنا الملك الذي أراد الزواج بالملكة اللاجئة عليسة حيث قال: " ملك الليبيين" ، ومن المعروف تاريخيا أن الليبيين هم السكان الأصليين لشمال إفريقيا وهي تسمية قديمة أخذها الاغريق عن المصريين الذين كانوا يسمون جيرانهم الغربيين بهذا الاسم ، يقول ستيفن غزال في هذا الصدد : " وعند بعض الكتاب الاحدث عهدا (من هيردوت) نجد لفظ ليبوس Libyes قد أطلق على جميع سكان إفريقيا الشمالية من مصر إلى غاية المحيط ومن البحر الأبيض المتوسط الى الأراضي التي يعيش بها الأثيوبيون بحيث إن النوميديين والموريين مثلا هم ليبيون " (. غزال ، تاريخ إفرقيا الشمالية .الجزء 5 .ص94) ، يعني بتعبير آخر أن كل التسميات التي نجدها في التاريخ من جيتول نوميد ، ماسيل ماسيسيل، مور... كلهم ليبيين بالنسبة الى هؤلاء المؤرخين الذين سبقوا هيردوت وهذا الأخير كذلك أكد هذا الكلام كما سنأتي اليه في السطور المقبلة.
أما في الرواية الثانية فقد ورد إسم هيرباس Hiarbas ملك المكسِطانيين Maxitani ولما نبحث عن كلمة "المكسيطاني" نجد انها مجرد تحريف لاتيني عن المكسيس حيث يقول أغزال : " نفس الكاتب (يقصد أوستاث) يطلق مازيكس Mazikes على الأهالي الذين أطلق عليهم جُسْتان مكسطاني . وسيرفيوس الذي يستشهد "بتاريخ بونيقي " كان يعرف شخصا اسمه "يوباص Jopas ملك الأفارقة، وأحد طالبي الزواج من ديدون (يقصد الملكة الفينيقية عليسة ديدون)، إذ يقال إن عددا من الامراء الأهالي طلبوها للزواج، كما يذكر ذلك فرجيل أيضا، كما يضيف سيرفيوس أن هذا الأخير (يقصد المللك يوباص Jopas) أعلن الحرب على القرطاجيين " . (أغزال، تاريخ افريقيا الشمالية، ج 1 ص 308)
يعني أن المكسطاني هم أنفسهم المازيكس فمنهم المازيكس يا أخ الفينيق ؟
دعنا نسأل أهل الإختصاص فنجد الجواب عند المؤرخ غبرايل كامس الذي يقول : ".. وكما سنرى في ما يقابل من هذا الكتاب ،فإن الكثير من القبائل البربرية القديمة كانت تُعرف في العصور القديمة بإسم المازيس Mazices ، وهو في الحقيقة اسم يطلقه أغلب البربر على انفسهم : إمازيغن Imazighen (مفردها أمازيغ Amazigh ) وقد نقل الأجانب هذا الأسم في صور شتى، فجعله المصريون مشوش، وجعله الإغريق مازيس – Mazyes ، أو ماكسيس Maxyes ، وجعلوه اللاتين مازيس Mazices و ماديس Madices . وذكر المؤرخ الكبير ابن خلدون في القرن الرابع عشر الميلادي أن فرعا من البربر وهم البرانس ، ينحدر من مازيغ Mazigh .." (كتاب البربر ذاكرة وهوية ، غبرييل كامب، ترجمة عبد الرحيم حزل , ص 58 )
ويقول المؤرخ دونالد ريدفورد في كتاب مصر وكنعان واسرائيل في العصور القديمة ترجمة بيومي قنديل ص373: "الماكسيس هم انفسهم الماشوش " والمشوش هم الأمازيغ الذين حكموا مصر قبل وصول الفينيقين الى سواحل شمال افريقيا (راجع : O .BATES . The Eastem Libyans . London 1914.P.245-252)
هل سبق الفينيقيون الأمازيغ الى شمال إفريقيا كما يدعي دعاة التفنيق الجدد بالجزائر ؟ 4432
أما عن الملك الليبي يرباس الذي ورد في الرواية الثانية فأسمه دليل على أمازيغته ودليل قاطع أن ملوك العائلة الماسلية العريقة قد كانت حاضرة منذ تلك الحقبة لان اسم يرباس لا يختلف عن يوبا الذي تكرر مرتين في ملوك النوميد في العهد الروماني في يوبا الاول والثاني وهي عادة متجذرة عند الشعب الامازيغي الذي يسمى الأبناء بأسماء أجدادهم لتخليدهم .
يقول أغزال " ومع ذلك فمنذ النصف الأول للقرن الثاني ق.م ، كانت إحدى الرويات المتعلقة بتأسيس قرطاج تعرف أميرا إفريقيا ليس اسمه هيرباس, وصولان Solin يعرفنا بذلك قائلا : " قال كاتون Caton في إحدى خطبه بمجلس الشيوخ : في العهد الذي كان فيه يابون Japon ملكا على ليبيا، أسست الفينيقية "أليسا" قرطاج ودعتها كرثادا Carthada، وهو لفظ في اللغة الفينيقية يعني المدينة الجديدة. وبعد قليل أخذ هذان الاسمان صيغة بونيقية فتحولا إلى إليسا وكرثاكو" ، ويرجح أغزال هنا أن يوبان Japon ما هو إلا يوباس أي يوبا ( أغزال ، نفس المرجع ،ج 1 ص 309)
وهذا دليل على وجود أكثر من ملك أمازيغي في تلك الفترة كانت لهم السيطرة على المنطقة، يقول أغزال نقلا عن المؤرخ سِرْفيوس أن الملك الليبي يَرْباسْ Jarbas قد صد ديدون (إليسا) في أول الامر عند وصولها لساحل إفريقيا. " (تاريخ شمال إفريقيا القديم ، ستيفان غزال ،ج 1، ص 308)
وهذا الكلام لا يعني أن الحديث عن الأمازيغ السكان الأصليين، كما يتفق كل المؤرخيين عليها، كان في الحقبة التي وصل فيها الفنيقيين الى سواحل المنطق فقط ، بل لدينا وثائق أثرية تارخية دامغة سجلت لنا تاريخ الامازيغ في مصر قبل وصول الفينقيين الى شمال افريقيا ومن بينها على سبيل المثال فقط :
لوحة نعرمتر وهي أقدم وثيقة مصرية ذكرت الليبيين ، و تعود اللوحة الى الاسرة الأولى ، بين 3300 و 3200ق.م
وبعده جاء حجر باليرمو، الذي يشير إلى أن العلاقات بين مصر والأمازيغ ظلت مسترسلة فنجدهم منخرطين في الجيش المصري وخاصة في عهد رمسيس الثاني (1301-1235ق.م) وقد شاركوا في إستعمار أرض الفنيقيين وهناك مؤرخين يأكدون انهم كانوا الأغلبية في الجيش المصري ، وفي عهد مينيفتاح (1234-1235ق.م) تشير الوثائق الفرعونية إلى زحف ملك ليبي أمازيغي يدعى مريو أو أمرياي بجيشه على منطقة دلتا نهر النيل.
هل سبق الفينيقيون الأمازيغ الى شمال إفريقيا كما يدعي دعاة التفنيق الجدد بالجزائر ؟ 543
و نختم كلامنا بما قاله أبو التاريخ، المؤرخ الاغريقي هيردوت، في الكتاب الرابع الفقرة 197 الذي أكد بكلامه هذا أسبقية الأمازيغ على الفينيقيين وعن أصالتهم في أرضهم وكذلك على الوحدة الإثنية لهم حيث ذكرهم كشعب واحد من حدود مصر الى المحيط الأطلسي غربا حيث قال : " ... وأني لأضيف إلى ما ذكرته عن هذه البلاد (يقصد شمال افريقيا التي كانت في تلك الحقبة ، القرن الخامس ق.م تسمى ليبيا) أنه بقدر ما تسعفنا معلوماتنا تعيش هناك أربع أمم لا أكثر، اثنتان منهما أصليتان واثنتان غير أصليتين، فالليبيون في الشمال والأثيوبيون في جنوب ليبيا أصليون ، أما الفينيقيون والإغريق فأنهم استقروا فيها فيما بعد"
مصطفى صامت،
.....