لوحة جنائزية نادرة تكشف عن حياة مسؤول مصري قديم
لوحة جنائزية نادرة تكشف عن حياة مسؤول مصري قديم 1--77
في عام 2019، حفر فريق من علماء المصريات في جبانة أبو صير، وهي مقبرة ضخمة للملوك والمسؤولين في الأسر الرابعة والخامسة (حوالي 2575-2323 قبل الميلاد). وفي أحد الأيام، وجدوا شيئًا غير متوقع: لوحة جنائزية بيضاء ملونة تعود إلى الأسرة الخامسة، مدفونة في مقبرة أقدم من الطوب اللبن. كانت اللوحة تخلد ذكرى سيخمكا، كاتب الخزانة، وزوجته هنوتسن. وقد أدهش العلماء بجودة الطلاء والتفاصيل التي تكشف عن حياة هذا الزوجان في العصر الفرعوني.
تظهر الصورة أدناه لحظة اكتشاف اللوحة، التي تبلغ أبعادها 3.5 × 1.5 قدم. يمكن رؤية الزوجان واقفين في المدخل، محاطين بالكتابات الهيروغليفية التي تطلب قرابين لهم في العالم الآخر. كما يمكن رؤية مشهد آخر فوق المدخل، حيث يجلس الزوجان على طاولة مغطاة بالخبز والبخور والزهور. تبرز ألوان الطلاء بشكل رائع على خلفية الحجر الجيري الأبيض.
تعتبر هذه اللوحة فريدة من نوعها لأنها تجمع بين عناصر مختلفة من الآثار الجنائزية بطريقة إبداعية. فعادة ما تكون هذه المشاهد منفصلة عن بعضها، ولا تظهر في نفس المستوى أو المكان. كما تظهر اللوحة أن سيخمكا وهنوتسن كانا يحظيان بمكانة اجتماعية جيدة، رغم أنهما لم يكونا من المسؤولين ذوي المستوى العالي. وقد يكون هذا هو سبب إعادة استخدام مقبرة قديمة لهم، بدلاً من بناء واحدة جديدة.
تساهم هذه اللوحة في زيادة معرفتنا بالثقافة والدين والفن في المملكة القديمة، التي كانت حقبة من التطور والإزدهار في تاريخ مصر. كما تجعل شخصيات سيخمكا وهنوتسن أكثر حيوية وإنسانية، وتظهر لنا جانبًا من حياتهم التي انقضت منذ آلاف السنين.


المصدر:مواقع ألكترونية