احتفالات المصريين القدماء
احتفالات المصريين القدماء 1-----33
احتفالات المصريين.. حياة أجدادنا القدماء بين الأعياد الدينية والزراعية .. توحيد القطرين
عيد رسمى .. والأوبت ورأس السنة فرصة للبهجة.. وفيضان النيل مقدس
يحب المصريون الاحتفالات، وذلك لأسباب عدة منها البيئة الزراعية والمحاصيل المتنوعة، وذلك بسبب السمت الدينى الذى امتاز به الشعب المصرى من وقت مبكر، ويحتفل المصريون والعرب هذه الأيام بعيد الفطر المبارك، والذى جاء بعد أسبوع من عيد القيامة المجيد، مما يعكس حالة الشعب المصرى وأعياده المتعددة، فماذا عن تاريخ الاحتفالات القديمة:
فى تقرير مهم كتبه بالمفتش الأثرى محمود محمد مندراوى، يستعرض عددا من الأعياد والاحتفالات فى مصر القديمة، حيث قسمها إلى عدد من الأقسام نستعرضها معا:
احتفالات المصريين القدماء 1-----93
تنقسم الأعياد فى مصر إلى :
1-أعياد رسمية:
كانت تقام فى أنحاء مصر كلها ويحتفل بها الملك مع الشعب ويخرج على شعبه ويقوم بتوزيع الهدايا والعطايا لأفراد شعبه وتقام فيها حفلات الرقص والغناء وغيره من مظاهر الاحتفال فى ذلك الوقت ومن أهم هذه الأعياد عيد توحيد الوجهين القبلى والبحرى والذى بدأه الملك مينا ثم أصبح عيدا رسميا لمصر يقام كل عام.
2- أعياد محلية
وتكون هذه الأعياد خاصة بإقليم أو مدينة معينة تحتفل فيه بحدث معين يخص الإقليم أو المدينة فقط، وهو الأمر الذى لا نزال نحتفل به فى وقتنا الحالى وإن كانت المناسبات قد تغيرت فقد صرنا نعتمد على فعاليات حديثة وقعت فى التاريخ المعاصر.
3- أعياد خاصة:
وهى أعياد شعبية تتعلق بفئة معينة أو طائفة حرفية أو مناسبة معينة خاصة بمجموعة أو مكان معين وتقتصر على الفئة فقط دون باقى سكان المدينة أو الإقليم، مثل أن يحتفل الصيادون بصيدهم والنجارون بموسم عملهم والفلاحون بموعد حصادهم.
4- أعياد دينية:
والأعياد الدينية فى مصر الفرعونية كثيرة جدا تكون خاصة بالآلهة أو بافتتاح معبد، ومنها:
أ‌- عيد الإله مين :
ويقام هذا العيد فى الشهر الأول من فصل الحصاد لارتباط هذا الإله بصفة الخصوبة، وفى أثناء العيد يطلق الملك مجموعة من الطيور فى اتجاه الشرق، والجنوب، والغرب والشمال كرمز لتجديد قوته.
ب‌- عيد "الأوبت"
وهو عيد انتقال آمون من معبده فى الكرنك إلى معبده فى الأقصر وقد عرف هذا العيد من خلال مناظر معبد الأقصر التى ترجع إلى عهد الملك توت عنخ آمون وحور محب، و من خلاله كان الإله آمون ينتقل من الكرنك إلى الأقصر ثم يعود إلى الكرنك، وتبدأ الاحتفالات من معبد الكرنك حيث يقدم الملك القرابين (لحوم، زهور، فاكهة، طيور، لبن، عطور )، كما يقوم بالتبخير ورش الماء أمام قارب آمون الذى يطلق عليه (وسر حات) وأمام قاربى "موت "و "خنسو".
ج- عيد اللقاء الجميل:
وهو العيد الذى كانت تتجه فيه الإلهة حتحور من معبد دندرة كل عام لتمضى 15 يوما فى معبد ادفو مع زوجها حورس، وكانت هذه الرحلة مناسبة سعيدة يشترك فيها الشعب، وكانت حتحور تترك معبدها قبل 5 أيام من اكتمال القمر وعلى حافة النهر تقدم لها القرابين.
د- عيد السنة الجديدة :
يبدأ هذا العيد فى الليلة التى تسبق السنة الجديدة حيث يتوجه مجموعة من كبار الكهنة يقودهم كبير الكهنة الذى يحل محل الملك فى أداء الطقوس، وهم أربعة كهنة أساسيين فى المعبد والكاهن المرتبط بدندرة، والذى يطلق عليه عازف الموسيقى.
هـ - عيد آمون فى الوادى:
فى هذا العيد يتوجه الملك بعد أن يرتدى ثيابه الفاخرة للبحث عن آمون فى معبده، وذلك لدعوته لزيارة (وادى الأموات) فى غرب طيبة، وكان عبور النهر يتم فى مركب تقودها الآلهة، وكان هذا العيد يستمر 11 يوما فى فترة حكم تحتمس الثالث و24 يوما أثناء الأسرة 29 و27 يوما أثناء حكم رمسيس الثالث.
وقد ذكرت لنا لوحة بالرمو أعياد الآلهة مثل عيد حورس - سكر - مين -أنوبيس - سشات ومن خلال قوائم الأعياد الموجودة فى معابد كوم امبو - ادفو -اسنا- دندرة نستطيع تتبع اعياد بعض من الالهة مثل حتحور وسخمت.
احتفالات المصريين القدماء 1-----34
5-أعياد زراعية:
وبما أن مصر دولة زراعية من الطراز الأول انتشرت فيها الأعياد الزراعية مثل عيد وفاء النيل وعيد الحصاد وعيد حرث الأرض.
تبدأ أول الأعياد الزراعية مع مجئ الفيضان، الذى عزى إلى دموع الإلهة إيزيس على زوجها "أوزيريس" إله الزراعة والخضرة والبعث والذى صار فى أواخر العصر الفرعونى المسيطر على فيضان النيل، ولذلك فقد كان هذا اليوم أحد أعياد الإلهة "إيزيس".
ثم يأتــى بعد ذلك عيد وفاء النيل، حيث يرتفع الفيضان ارتفاعاً ملائماً، فلا يسبب عطش الأرض ولا غرقها، حيث تعم الفرحة كل البلاد ويخرج الشعب كله للاحتفال بهذا الحدث قاصداً المعابد للإلهة المحلية بصفة عامة وإله فيضان النيل بصفة خاصة، ينشد الأناشيد عن فضل مياه الفيضان وإله فيضان النيل
احتفالات المصريين القدماء 1-----94
يقول كتاب "النيل فى عهد الفراعنة والعرب" لـ أنطوان زكرى، الذى لا شك فيه أن كل الاحتفالات الخاصة بالمهرجانات التى تقام لفيضان النيل سنويا كانت بمنزلة فريضة دينية يحترمها الناس كاحترام النيل، وكانت تقام الزينات المعتادة للأعياد العامة.
ومن الأعياد أيضا عيد رأس السنه الزراعية، وهو عيد رأس السنة القبطية أو عيد النيروز، وكان بمثابة عيد قومى فى مصر، واستمر الاحتفال به حتى العصور الوسطى.
ومن الأعياد أيضا كان عيد الانقلاب الربيعى، وهو عيد شم النسيم حاليا وكان عيدا للموسيقى والرقص وأكل السمك المملح والوز الأبيض والبصل الأخضر.
أما عيد الانقلاب الشتوى فكان يشبه عيد الغطاس فى زمننا الراهن وكان يأتى بمناسبة حرث الأرض ونثر البذور.
6-أعياد جنائزية:
أما الأعياد الجنائزية فهى أعياد لا تزال متوارثة فى الصعيد إلى الآن ومنها ذكرى الأربعين والسنوية، وأيضا خروج النساء والرجال والأطفال إلى المقابر لزيارة ذويهم من الموتى ومعهم القرابين التى كانت تصنع من الشعير والزيوت وهذا الموروث لا يزال موجودا.
وكان لدى المصرى القديم أعياد مرتبطة بمناسبات محددة أهمها انتهاء بناء المقبرة الملكية، فنصوص ومناظر الدولة القديمة تصور لنا الأعياد التى كان الملوك يقيمونها بمناسبة انتهائهم من بناء أهراماتهم، فنجد الناس يرقصون وينشدون الأغانى ويقيمون الموائد والكل سعيد بانتهاء هذا المشروع القومى الذى التف حوله كل المصريين.
احتفالات المصريين القدماء 1-----95
7- احتفالات النصر
كذلك احتفل المصريون بأعياد انتصاراتهم على أعدائهم وقد ترك لنا كبار قادة الجيوش فى عصر بداية الأسرة الثامنة عشرة مناظر ونصوصا على جدران مقابرهم تصور لنا كيف أنهم احتفلوا بذكرى انتصارهم الحاسم على الهكسوس وما تم فى أعيادهم من توزيع للهدايا والنياشين عليهم من قبل الفرعون، وكذلك العطايا التى منحت لهم سواء من الأراضى الزراعية أو من الماشية وغيرها.
ولو تأملنا كل هذه الأعياد، لظننا – وبعض الظن حقيقة – أن المصريين القدماء لم يتوقفوا يوما فى السنة عن الاحتفال، مما يكشف عن روح محبة للحياة، وساعية للبهجة.
إن الأعياد فى مصر القديمة وقد سجلتها الرسومات فى المعابد والنقوش فى المقابر قدمت جانبا مهما من الحضارة.



المصدر:مواقع ألكترونية