كيف اكتشف العلماء أن جوهرة توت عنخ آمون تحمل أسراراً عن الفضاء؟
كيف اكتشف العلماء أن جوهرة توت عنخ آمون تحمل أسراراً عن الفضاء؟ 1----683
توت عنخ آمون هوا احد أشهر ملوك مصر القديمة ولكن هل تعلم أن كنزه يحتوي على قطعة من الفضاء؟ نعم، إنها جوهرة صفراء على شكل جعران (خنفساء) تزين صدريته الرائعة. هذه الجوهرة ليست من أي حجر كريم معروف، بل هي من زجاج الصحراء الليبية، وهو مادة نادرة جداً تتكون من ثاني أكسيد السيليكون مثل الكوارتز، لكن بهيكل بلوري مختلف.
زجاج الصحراء الليبية يوجد فقط في منطقة محدودة من الصحراء الإفريقية، على الحدود بين مصر وليبيا. وهو يعود إلى ما قبل 26 مليون سنة، عندما حدث حدث فضائي ضخم غير معروف. ربما كان اصطدام نيزك أو انفجار مذنب في الغلاف الجوي. المهم أن هذا الحدث أحدث موجة حرارة شديدة جداً، بلغت 2000 درجة مئوية، كفيلة بذوبان الرمال الغنية بالكوارتز وتحويلها إلى زجاج. وعندما تبرد هذه الرمال المنصهرة، تتشكل قطع من الزجاج الصحراوي، بألوان مختلفة، منها الأصفر الشفاف.
هذا الزجاج الطبيعي كان معروفاً للسكان القدماء في المنطقة، الذين استخدموه في صنع أدوات وحلي. ومن بينهم الفراعنة، الذين اعتبروه حجراً كريماً يرمز إلى الشمس والحياة. ولعل أشهر استخدام لهذا الزجاج هو في صدرية توت عنخ آمون، التي عثر عليها العالم هوارد كارتر في عام 1922. كارتر ظن أن الجوهرة الصفراء هي من العقيق، ولكن بعد عشر سنوات، اكتشف الجغرافي البريطاني باتريك كلايتون قطع من الزجاج الصحراوي في الصحراء الليبية، ووجد أنها تطابق خواص الجوهرة في كنز توت عنخ آمون.
وفي عام 1998، أكد خبير المعادن الإيطالي فينسنزو دي ميشيل أن الجوهرة الصفراء هي فعلاً من زجاج الصحراء الليبية، وهو ما يعني أنها تحمل أسراراً عن الفضاء والزمن. ولكن كيف وصلت هذه الجوهرة إلى يد الملك توت عنخ آمون؟ هل كانت هدية من أحد الحكام الأجانب؟ أم كانت غنيمة من حملة عسكرية؟ أم كانت مصادفة من طريق القوافل؟ هذا ما لا يزال لغزاً يحير العلماء والمؤرخين. ولكن ما نعرفه بالتأكيد هو أن هذه الجوهرة هي شاهد على علاقة الإنسان بالكون وعجائبه.


المصدر:مواقع ألكترونية