اول مدرسة ومكتبة في التاريخ مصرية كانت تسمى بر عنخ وكانت أون أول جامعة عرفتها الأنسانية منذ 5000 ق.م
وعندما تم اكتشاف مقبرة الحكيم خيتى بن دوا إف وجدت اربعة برديات مشهورة بتعاليم خيتي وكان يحكى خيتي الذى عاش فى عصر الدولة الوسطى حوالى 2000 ق.م. وهو يصاحب ابنه بيبى للذهاب إلى المدرسة، فضل التعليم ومكانة المتعلم وهو ينصح ابنه معددا مزايا مهنة الكاتب. وتعكس هذه الوصية رؤية خيتى لوظيفة الكاتب، وهى بصفة عامة تعكس الموقف الحقيقى لطبقة الكتبة نحو العمال اليدويين، إذ يقول: «أما الكاتب فى أى وظيفة فى العاصمة، فهو لا يعانى الفاقة فى ذلك. عندما تستوفى العطاءات، فلا توجد وظيفة تفوق الكاتب، سأجعلك تحب الكتب أكثر من أى شىء، وأنا سأضع محاسنها أمامك. فوظيفة الكاتب تفوق أى منصب، ولا يوجد شىء مثلها على الأرض. فأنت قوى منذ بدأت التعلم فى طفولتك، وهو ما يفضى إلى الاحترام».
هذه الجامعة كانت تقع في مدينة عين شمس، التي كانت تسمى أون في العصور القديمة، وتعني مدينة الشمس. في هذه الجامعة، كان يتعلم الكهنة والعلماء المصريون القدامى علوم الفلك والرياضيات والطب والهندسة والأدب والدين. كانت جامعة أون مشهورة بحكمائها ومكتبتها الضخمة، التي تحتوي على آلاف من الكتب المكتوبة على لفائف البردي. كان بعض الفلاسفة والعلماء اليونانيين يزورون هذه الجامعة للاستفادة من معارفها وحضارتها. من بينهم طاليس وأفلاطون وهيرودوت، وفشل فيثاغورس الالتحاق بها فالتحاق بجامعة منف التى كانت قريبة من عين شمس.
الحضارات التى قامت على الأنهار مثل مصر والعراق تعد من أبرز الحضارات فى العالم، ولكن مصر سبقت الجميع وكان من أهم ما ميّزها اختلاف شخصيتها، حيث كان المصرى القديم متميزاً فى المبانى والعمارة، والنصوص الأدبية والتنظيم فى العمل الجماعى، فالهرم الأكبر الذى يعد إحدى عجائب الدنيا السبع أكبر دليل على ذلك، فالتنظيم القادر على السيطرة على هذا الكم الكبير من العمالة التى بنت هذه الحضارة يدل على مدى قدرة المصرى القديم على الإدارة والتنظيم الجيد.
وتخرج فيها، كبار الكهنة قديماً وكان من أعظم أساتذتها، المهندس المصرى، أمنحتب.
جامعة أون هي شاهد على عظمة وإبداع المصريين القدامى، الذين سبقوا العالم في فنون الفلك والتقويم والعمارة وتنظيم العمل الجماعي. هذه الجامعة هي مصدر فخر لكل مصري، وإرث ثقافي لكل إنسان.
المصدر:مواقع ألكترونية