حجر المجاعة"
حجر المجاعة" 1----698
"حجر المجاعة" مدون عليه قصة السبع العجاف موجودة ب جزيرة سهيل فأسوان وهي قرية نوبية قديمة تعتبر اقدم ثاني الجزر التي انشئت بمدينة أسوان عام ١٩٠٢ بعد جزيره الالفنتين.
«جزيرة سهيل» تعد من أشهر القرى النوبية بمحافظة أسوان، وتقع بوسط النيل موازية من ناحية الغرب لقرية غرب سهيل النوبية ومن الشرق لنجع المحطة، وتحدها مياه النيل من جميع الجهات ويوجد بها عشرات المنازل النوبية، ويستغل أهلها حاليا موقعها الجغرافي المميز في وسط النيل ببناء بيوت نوبية واستثمارها لتكون كسكن فندقي لعاشقي جمال الطبيعة، ولمن يريد قضاء بعض الوقت في كافيتريات على ضفاف نهر النيل حيث الطبيعة الساحرة والهدوء المميز.
وتوجد على أرض قرية جزيرة سهيل النوبية قطعة أرض أثرية كبيرة تابعة لهيئة الآثار المصرية ويزورها في بعض الأوقات السياح الأجانب، وتشتهر هذه المنطقة بوجود ما يسمى بـ«حجر المجاعة» وتستعرض «الوطن» ضمن خدماتها للقراء بعض المعلومات عن «حجر المجاعة» بجزيرة سهيل النوبية.
أقدم نذر سجله التاريخ
وقال الدكتور محمد صبحي، مرشد سياحي وأحد أهم المؤرخين من أبناء النوبة في أسوان، في تصريحه لـ«الوطن» يعتبر حجر المجاعة أقدم نذر سجله التاريخ، وهو عبارة عن نقش على صخور جزيرة سهيل ويحكي قصة مجاعة كبيرة حدثت أيام ملك مصر العظيم زوسر حوالي سنة 2750 قبل الميلاد، وذلك نتيجة توقف النيل عن الفيضان لمدة 7 سنوات، ما جعل مخازن الدولة فارغة من الحبوب.
شملت المجاعة كبار الدولة
وتابع صبحي، «شملت المجاعة عامة الناس وكبار رجال الدولة وحتى وصلت للملك «زوسر» بنفسه، والذي جمع الحكماء ليشيروا عليه بالحل فأخبره الحكيم «امحوتب» بأن الإله المسؤول عن الفيضان هو الإله «خنوم» إله الشلال الأول وإله الفيضان فذهب «زوسر» إلى جزيرة إلفنتين لإرضاء الإله «خنوم» والذي جاء له في المنام وشكى له من إهمال معابده وسوء أحوال كهنته، فنذر الملك زوسر بأن يحقق مطالب الإله خنوم إذا ما أزال هذه المجاعة، وأطلقت مياه الفيضان واستعاد الاقتصاد المصري عافيته بعد ذلك، فما كان من الملك زوسر إلا أن يفي بنذره.
تنفيذ الأوامر وتخصيص منطقة لكهنة خنوم
وأضاف المؤرخ النوبي صبحي، أن الملك زوسر أصدر أوامره بتخصيص المنطقة الواقعة بين فيله والمحرقة والتي تمتد بطول 120كم لكهنة خنوم ومعابده وعلى كل من يعمل في هذه المنطقة أن يدفع 10% من أرباح أنشطته لكهنة خنوم «ربما جاءت منها العشور في اليهودية والمسيحية»، وتخصيص بعض الرسوم التي تفرض على المحاصيل ونسبة معينة من مصايد الأسماك والطيور وحيوانات الصحراء ومن القطعان الحديثة السن لكهنة خنوم، وتخصيص نسبة من عائدات المحاجر ومناجم الذهب والأحجار الكريمة لكهنة خنوم.
تخصيص نسبة من قيمة المستورد من الذهب
وقال صبحي: «ومن الأوامر أيضا تخصيص نسبة من قيمه المستورد من الذهب وسن الفيل والأخشاب لكهنة خنوم، وإعفاء مصالح كهنة إلفنتين التجارية من الرسوم والضرائب، وكل هذه المنافع استمرت حتي عصر رمسيس الثالث، وبهذا يكون نقش المجاعة هو أقدم نذر تم الوفاء به وتسجل في تاريخ البشرية وقد كتب في عصر بطليموس الخامس.


المصدر:مواقع ألكترونية