فك رموز الكتابة المسمارية، اللغة القديمة
فك رموز الكتابة المسمارية، اللغة القديمة 1----223
في عام 1857، أعلن العالم الفرنسي هنري رولينسون عن إنجاز علمي رائع وفريد من نوعه، حينما نجح في فك رموز الكتابة المسمارية، اللغة القديمة التي كانت تستخدم في بلاد الرافدين، وكان ذلك لحظة تاريخية هامة في مسار البشرية.
إن قراءة النصوص المسمارية الكثيرة التي تم اكتشافها في بلاد الرافدين ومناطق الجوار، كشفت عن كنوز حضارية غنية، وأثبتت وجود إرث بلاد الرافدين القديمة يمتد لآلاف السنين. تلك اللحظة الفارقة أزالت اللثام عن إحدى أعظم الحضارات الأصيلة، حيث أعادت الأضواء إلى الحضارة الرافدين أو ميزوبوتاميا ، التي كانت قد أسدل الستار عليها لفترة تزيد عن الألف سنة.
لكن يجدر بالذكر أن هذا الاعلان الرائع لم يأتِ فجأة أو بشكل مفاجئ. كانت هناك محاولات متعددة ودراسات مكثفة قام بها العديد من الباحثين الأوروبيين على مدى مائة سنة وأكثر قبل هذا الاعلان الكبير. كانوا يعملون بجد واجتهاد لفهم الرموز والنصوص القديمة، سعياً لكشف أسرار هذه الحضارة المفقودة.
إن هذا الانجاز العلمي لهنري رولينسون لم يكن مجرد انتصار علمي بل كان أيضاً انتصارًا للإصرار والتفاني، حيث ألقى الضوء على الثروة الحضارية للشعوب التي عاشت في تلك المنطقة. وبهذا، تجسد هذا الاعلان العلمي الكبير لحظة تأريخية حاسمة في رحلة البشر نحو فهم تراثهم وتوثيق تطور حضاراتهم.


المصدر:مواقع ألكترونية