ردا على الأستاذ ياسين العمري
الطيب أمكرود يرد على الأستاذ ياسين العمري 1----z42
الطيب أمگرود – أستاذ مكون متخصص في اللغة الأمازيغية
“لا يسخرْ قومً من قومٍ” …الآية
بعد التحية والسلام،
شاهدت على قناتك الرسمية في اليوتوب تسجيلا لمحاضرتك “شبابنا والتحديات المعاصرة”، ألقيتها أمام طلبة المدرسة العليا لصناعة النسيج والألبسة بالدار البيضاء ESITH CASABLANCA يوم 03 يناير 2024.
وحيث إنك أوردت من بين تحديات العصر لشباب المغرب مشكل الهوية، وأتيت على ذكر اللغة بوصفها وعاء لها، فحاولت إقناع الحضور بكون طوق النجاة هو العودة للغة الأم للمغاربة، المدعاة من قبلك، أي اللغة العربية. وخصصت سبعة دقائق من حديثك للطعن في الأمازيغية، الرافد المركزي للهوية المغربية، متجاهلا كل ما تحقق لصالحها، مبخِّسا كل الجهود التي بذلت وتبذل من قبل مؤسسات الدولة والغيورين عليها في كل تمظهراتها طيلة اثنتين وعشرين سنة، رغم غياب أي اطلاع لك أو اهتمام بالأمازيغية لغة وثقافة، وجهلك التام بتفاصيل ملفها وخصائصها وتفاصيلها العلمية.
أرد على جزء مما جاء في حديثك الموجه في جزء كبير منه ضد الأمازيغية.(من الدقيقة 32.39 إلى 39.24 )، موردا النقاط الآتية:
1. تتحدث عن الغرب مستخدما خطاب الرفض الشامل المطلق، فالغرب في ما يشي به حديثك مصدر للشر ولا شيء غير الشر، وأن الخير كله يكمن فينا نحن، ومن بين الأمثلة التي أوردتها عدم قدرة شاب اتصل بك على أداء الصلاة بسبب التضييق عليه، مما جعله يضطر للقيام بذلك في الحمام. فاختزلت كل مشاكل المهاجرين المغاربة، ومنهم العمال، والطلبة الذين يؤهلهم تفوقهم للالتحاق بمدارس وجامعات الغرب، في التضييق عليهم وعدم قدرتهم على أداء الصلاة في وقتها بسبب العمل أو بسبب الخوف من التبليغ، علما أن تلك الدول كما تعلم لا تعنيها صلاة المرء ولا صيامه ما لم يضيق على الآخر، أو عندما يسعى معتنق لدين ما لفرض وجهة نظره أو دينه، فالغرب ملجأ لكل الطوائف والأديان، ولم يسبق لأحد أن اشتكى منه إلا من تركوا بلدانهم سرا وانتقلوا إلى الغرب الذي يصفونه بالكافر، وما أن تستقر أوضاعهم حتى يشرعوا في المطالبة بتحويل بلدان الاستقبال إلى نسخ من بلدانهم، ومن أمثلة ذلك تعمد بعضهم عرقلة السير العادي للمرافق العمومية بافتعال الصلاة الاستعراضية في الطرقات والشوارع وفي مقرات العمل.
2. يبدو أنك لا تعلم شيئا عن دساتير وقوانين الدول التي ورد الحديث عنها ضمن خطابك، فأجهدت نفسك لشحن الحاضرين من الشبان والشابات وإقناعهم بلا جدوى الحلم بالاندماج هناك، ظانا أن الأمر يتعلق بدويلة من الدويلات التي مازالت لا تعترف بأبسط الحقوق حق المواطنة لعدد من مواطنيها، مختزلا كل ما يمكن أن يقوم به المرء لطلب الاندماج في الغرب في تغيير تفاصيل مظهره الخارجي ليشبه مظاهر الغربيين وإتقان لغاتهم، لتخلص إلى أن ذلك الاندماج لن يتحقق، وأن الباحث عنه سيرفض ويلفظ، فيعود حتما إلى بلده فيجد نفسه غير مقبول أيضا كمغربي، لأنه هجين برأيك وقد أضاع لغته الأم التي ليست إلا العربية.
3. يعرف العلم اللغة الأم بكونها اللغة الأولى التي يتعلمها الطفل من أبويه، إلا أنكم تدعون أن اللغة الأم الأولى عند الإنسان هي لغة العقيدة التي يؤمن بها، وتقصد العربية الفصحى، عربية القرآن في السياق المغربي. ولو طبقنا منطقك على كل الشعوب الإسلامية من غير العرب، فأكثر من تسعين بالمئة من المسلمين، بما فيهم الأمازيغ المغاربة، عقيدتهم غير صحيحة لأنهم لا يتحدثون العربية الفصحى، وعدد المسلمين يتجاوز المليار ونصف، وإن حذفنا منهم الناطقين بمختلف اللغات من الشعوب الإسلامية، كالأمازيغية والنوبية، والكردية، والفارسية والأوردو… سيبقى لدينا عدد قليل ممن يعتبرون أنفسهم عربا أقحاحا، والذين لا يتحدثون أيضا العربية الفصحى كلغة أم، بل لهجاتهم المحلية، بمعنى أن عقيدتهم أيضا غير صحيحة، علما أن من العرب من يدينون بديانات أخرى غير الإسلام، كالمسيحية، فهل العربية أيضا لغة عقيدة لدى المسيحيين العرب؟
إن كان الجواب بلا، ما هي لغة العقيدة عندهم؟
4. تتجاهل أن ملايين المغاربة لا يتحدثون إلا اللغة الأمازيغية، وإن اضطروا لازدواجية اللسان فإنهم يتحدثون الدارجة، فأين سنجد المغربي الذي يتحدث العربية الفصحى كلغة أم ؟
5. الوضع الحقيقي للغة العربية الفصحى في المغرب، والذي لن يقبل به لا القوميون ولا الإسلاميون، هو أنها ليست لغة أما لأحد من المغاربة، بل لغة دين وإدارة.
6. مما ورد في حديثك أن معرفة الله لا تتم إلا من خلال وباللغة العربية، وهو ما يعني، والحال أن المغاربة لا يتحدثون العربية الفصحى، أن لا أحد منهم يعرف الله حق المعرفة، فهو تجن على المغاربة إذن وطعن في تدينهم الذي لن يكتمل إلا بالحديث بالعربية الفصحى وترك لغاتهم، ومن المغاربة ملايين من المواطنين لا يتقنون إلا الأمازيغية، والباقي يتحدثون الدارجة والحسانية ، بل تنقيص من تدين كل الناطقين بغير العربية في العالم، وطعن فيه من قبل من يعتبرون العربية ركنا من أركان الإسلام.
7. قلتم أن الله اختار العربية من بين كل لغات الشعوب التي خلقها وعاء لوحيه، لأنها حسب رأيك الوحيدة التي تستوعبه، وهو قفز أيضا على ما ورد في النص القرآني نفسه، إذ أن الرسل الذين حملوا رسالات لأقوامهم حملوها لهم بلغاتهم، فاليهود خوطبوا بالعبرية، والمسيحيون خوطبوا بالآرامية والعرب خوطبوا بالعربية.
8. لا تصرحون لأتباعكم أن النص القرآني لا يتضمن العربية فقط، بل رصيدا معجميا هائلا من كل لغات المحيط المجاور للمنطقة التي عرفت ظهور القرآن.
9. تخلص بعيدا عن العلم إلى أن اللغة الأم الأولى للمغاربة هي العربية الفصحى، وهنا أسائلك، أين يوجد المغاربة الذين تعتبر العربية الفصحى لغة أما لهم، وهل سنطبق نفس المنطق على الناطقين بغير العربية من الشعوب التي تدين بالإسلام، والذين يضاعف عددهم عدد الناطقين باللهجات العربية بكثير، وما موقع الناطقين بالعربية من غير المسلمين من منطقك ومعادلتك؟ كالمسيحيين العرب مثلا؟
الطيب أمكرود يرد على الأستاذ ياسين العمري 1----z21
10. لماذا تصر على استصغار الأمازيغ ولغتهم الأمازيغية والاستهزاء بهما، وتتجنب تسميتهم بالأسماء التي يرتضونها لأنفسهم، فتسميهم الشلوح وتسمي لغتهم الشلحة، رغم أن الإسلام لا يجيز السخرية من الناس والتنابز بالألقاب، ورغم أن دستور المغرب وكل قوانينه وتشريعاته توظف مصطلح الأمازيغية؟
11. تقر بكون كل البلدان التي قطعت مع التخلف انطلقت من لغاتها الأم، وأن مدخلنا إلى التطور واللحاق بالركب هو استخدام اللغة الأم للمغاربة، إلا أنك تسقط الطائرة في الحديقة، وتجانب الصواب، وأنت تدعي أن اللغة الأم للمغاربة هي العربية الفصحى، ببساطة لأن لغاتنا الأم هي الأمازيغية بتنويعاتها، والدارجة المغربية وهي مجال توارد بين الأمازيغية والعربية، والحسانية جنوب گلميم وهي أيضا مجال توارد بين أمازيغية صنهاجة/ كْلامْ أژناگة والعربية، فلننطلق من ذواتنا إذن سي العمري، إن كان هدفك فعلا خيرا وقلبك على هذه الأرض، ولنوظف اللغات الأم للمغاربة، ونسلم علميا أن وضع العربية الفصحى في المغرب مثله مثل وضع الفرنسية، وأن اعتبارها لغة تدريس أخر مسيرة التنمية في المغرب لستة عقود، ببساطة لأنها ليست لغة أما لأحد من المغاربة، ولا يمكن علميا أن تعتمد لغة تدريس بل يجب تدريسها لذاتها، وليس باعتبارها لغة أما ولغة تدريس لباقي العلوم والتخصصات.
12. إذن سي العمري، لندشن التدريس بلغاتنا الأم، التي لن تكون إلا الأمازيغية أو الدارجة أو الحسانية، فالطفل عندما يلتحق في عمر الست سنوات بالمدرسة يتقن هذه اللغات وقد تشرب قواعدها من محيطه وذويه، ويتواصل بها بطلاقة، ليجد أمامه نظاما لغويا غريبا ومعقدا يبذل من أجله الجهد والمال والوقت فقط لأن فئة منا تسعى لتعريبنا القسري، وفئة أخرى تسعى لإقناعنا أن العربية ركن من أركان الإسلام ولغة مقدسة وأن الله لا يتحدث إلا بها، وهي التي سنحاسب بها وسندخل بها الجنة.
13. تقول في موضع آخر أننا ندرس بكل اللغات إلا لغتنا، صدقت سي ياسين، فالتلميذ المغربي عندما يلتحق بالمدرسة لا يجد أمامه لغة أمه، بل العربية الفصحى التي لا توجد في واقعه ومحيطه. ولتتصور معنا سي ياسين كيف سيكون حال أبناء المغاربة لو اعتمدنا لغاتهم الأم في التعليم منذ الاستقلال؟
14. تنتقل إلى الحديث عن مربط الفرس عندك “الشلحة”، عن تدريس اللغة الأمازيغية لأبناء المغاربة، مخونا كل من ناضلوا من أجلها، موظفا نظرية المؤامرة، رغم كون من تخونهم هم من حققوا كل المكاسب لصالح الأمازيغية.
15. رغم بعدك الكلي عن اللغة الأمازيغية في كل تفاصيلها الدقيقة، من أصوات وأبجدية ومعجم وصرف وتركيب ودلالة، وعدم توفر أبسط الشروط فيك أي أن تكون على الأقل ناطقا بها، تجد في نفسك الجرأة الكاملة لمناقشة موضوع لا تعلم عنه شيئا، وهو تدريس اللغة الأمازيغية بحرفها الأصلي تيفيناغ، وللأسف نقاشك متأخر جدا وجاء بعد عقدين من حسمه من قبل القصر والمختصين خلال فبراير 2003، والشروع في إدماجها في التعليم بتدريسها في السلك الابتدائي والجامعات، وبعد أن تجاوز عدد أساتذتها المتخصصين ألف أستاذ وأستاذة، وبعد أن صارت لغة رسمية للمغرب، وهو تبخيس لكل ما قامت وتقوم به الدولة المغربية منذ 2001.
للرد عليك سي ياسين نكتفي بالقول أن تيفيناغ نظام كتابة متكامل ودقيق، ومن أعرق أنظمة الكتابة البشرية للغات الطبيعية، لم يتوقف الطوارق عن كتابة لغتهم الأمازيغية به إلى اليوم، وتحتفظ به صخور ونقائش وحلي وألبسة وأفرشة وصدور وأجساد إنسان شمال افريقيا والساحل، وتستوعب تيفيناغ كل أصوات اللغة الأمازيغية، واختاره المغرب ومعيره ورسمه حرف كتابة للغة الأمازيغية، وتبناه أمازيغ الجوار في تونس وليبيا والدياسبورا، وقطع أشواطا كبيرة في الاندماج في النظام المعلوماتي الدولي ووسائل التيكنولوجيا الحديثة، وكتبت به إلى اليوم آلاف الكتب والوثائق، ولن ينتظر أحد أخذ رأيك ومن معك للمضي في مواصلة تدريس اللغة الأمازيغية بحرف يعتبر الأسهل في المدرسة المغربية، والأسرع تعلما من قبل أبناء المغاربة، بل من قبل المغاربة الكبار، وهو ما أبدي بشأنه لك رغبتي في التطوع لتعليمك إياه، أي أبجدية تيفيناغ، في ظرف قياسي لن يتجاوز ساعة من الزمن، في أي مكان وزمان تختارهما، حتى تزول عن عينيك الغشاوة.
16. رغم كونك لا تتحدث أيا من فروع اللغة الأمازيغية، وجهلك التام بها، وهو ما يثبته المثال الذي أوردته ظانا أنك ستفحم به خصومك ” لاباس دارك/ لاباس دارون”، حشرت أنفك في نقاش لا تتوفر لك بشأنه العدة العلمية، فاللغة الأمازيغية حسب علماء اللغة قائمة بذاتها، مستقلة أصواتا ومعجما وصرفا وتركيبا ودلالة عن أي لغة أخرى، وتضم عشرات اللهجات والفروع الجهوية والمحلية، في عموم شمال افريقيا والساحل، من الكناري غربا إلى سيوة شرقا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا، وأن ما تظنه دفعا لإقصاء اللغة الأمازيغية من التعليم حجة واهية، وما تتحدث عنه، أي التنوع اللهجي، لا يخصها وحدها، بل هو ظاهرة تشمل كل اللغات الطبيعية بما فيها العربية. وإن شئت، سأتطوع لأطلعك على آيات اللغة الأمازيغية، وطبيعة الاختلافات بين لهجاتها والتي لا تمس الجوهر أي الصرف والتركيب، بل الأصوات والمعجم بدرجة أقل.
17. أتساءل معك سي العمري عن الجدوى من تدريس اللغة الأمازيغية، ونستخرج الجواب من كلامك نفسه، وهو أننا نريد أن نصبح من البلدان المتقدمة، فالأمازيغية لغة أم لأزيد من سبعين بالمئة من المغاربة، وسنقتصد الكثير من الجهد والوقت والمال في تغيير نظام لغوي سائر على الألسن بنظام سيبنى من البداية. فيحق لأبناء المغاربة بالتالي أن يتعلموا لغتهم الأمازيغية في المدرسة، ويتلقوا بها دروس مختلف التخصصات والعلوم، كما يحق لملايين المغاربة أن يستعملوا لغتهم الأم في كل مناحي الحياة والإدارة، فهل ستقبل سي العمري أن تقف أمام القاضي، أو تقف والدتك أمام الطبيب، أو يجلس ابنك أمام الأستاذ فتجدون جميعا صعوبة في التواصل مع من يجدر به أن يتواصل معكم بلغتكم الأم، وليس إجباركم على الحديث بلغة لم يسبق لكم أن سمعتم بها، أو يطلب منكم المسؤول الإتيان بترجمان من الجمهور لينقل كلامكم الذي سيتأسس عليه مصيركم أمام القضاء أو ورقة علاج أحدكم أو مستقبله كإنسان.
18. تحيينا لمعطياتك سي العمري، دعني أسرد عليك بعض المعطيات، فالمختصون في اللغة والثقافة الأمازيغيتين بمراكز البحث السبعة التي تكون بنيات البحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، انكبوا منذ 2001 على مختلف حقولهما، ومنها معيرة اللغة الأمازيغية، والمعيرة ليست صناعة للغة، وإلا فسيبويه والخليل بن أحمد…قد صنعا العربية الفصحى، بل عملية علمية تخضع لها كل اللغات عندما تنتقل من وظيفة التواصل الشفوي لوظائف جديدة يفرضها وضعها الجديد كلغة رسمية، أي تأهيل تلك اللغة التي كانت شفوية للقيام بوظائفها الجديدة التي يفرضها وضعها الدستوري بصفتها لغة رسمية للإدارة والتعليم والإعلام وكل مناحي الحياة العامة، والمعيرة عملية تمر من عدة مراحل يتم فيها تجميع المعاجم، والخصائص الصوتية والصرفية والتركيبية لمختلف الفروع، حتى نخلص للخصائص التي تجمع مختلف الفروع بوصفها تنويعات جهوية أو محلية للغة أم قائمة بذاتها ونعتمدها، ويمكن لك سي العمري أن تنتقل لمقر المعهد بحي الرياض لتقف بنفسك على ما يقوم به الباحثون في المؤسسة الرسمية التي خصصت للغة والثقافة الأمازيغيتين منذ 2001 ، والتي يبدو أنك لا تعرف عنها شيئا وعن جهودها.
19. تبعا لمنطقك، حبذا لو تسرد للمتلقي مراحل معيرة العربية، ولو تمعنا في الواقع اللسني للهجات العربية الكثيرة والمتشعبة، أو عدنا قرونا إلى الوراء، فنفس الواقع الذي تظنه نقصا وتستدعيه تنقيصا من اللغة الأمازيغية، أي التلهيج، عاشته وتعيشه العربية وكل اللغات الطبيعية، وأن العربية الفصحى مرت من نفس مراحل الجمع والتقعيد من قبل أسماء تعرفها جيدا، وأن أبسط شيء لو نظرنا فيه بدقة، وهو الحرف، لاكتشفنا أن صورته الحالية لم يصلها إلا بعد قرون من التعديل، ومنه حرف كتابة القرآن الذي لا أظنك غافلا عن تفاصيله.

20. لذلك سي ياسين العمري فإن اللغة التي تلقن لأبناء المغاربة منذ 2003 في المدارس، واعتمدت شعبتها في الجامعات المغربية، وفي مؤسسات التكوين، هي اللغة الأمازيغية، وهي لغة وسط بين كل تنويعات المغرب، أقصت كل الظواهر الصوتية الجهوية والمحلية التي لا تؤثر على الدلالة، ولك أن تسأل أساتذتها عن حجم تجاوب التلاميذ مع دروسها، رغم كل العراقيل والصعوبات والدسائس.
21. تخلص سي العمري، على خطى قادة عرب منعوا الحديث باللغة الأمازيغية في الشارع وحصروها داخل البيوت، ومناقضا دعوتك للتدريس باللغة الأم كطوق للنجاة، إلى أن الموضع الطبيعي للشلحة هو الحديث بها في البيت فقط، مع التخلي كلية عن حقها في الحياة والحماية العلمية والتشريعية والدستورية والاستفادة من ميزانية الدولة وإمكاناتها والتواجد في كل أوجه الحياة العامة، وحقوق أبنائها في التعليم والإعلام، واستعمال لغتهم في كل مناحي الحياة العامة بوصفها بالقوة وبالفعل لغة أما ولغة رسمية للمغاربة، وبالتالي ترك مكانها للغة الله والجنة والوحي أي اللغة العربية حسب منطقك.
22. سيصبح ممكنا لك سي العمري أن تقارن بين لغات مدرسية تخصص لها الملايير من المالية العمومية، وجزء كبير من زمن التلميذ المدرسي، وآلاف الأطر والإمكانات المادية واللوجيستيكية، ولغة حرمت من كل حقوقها إلى غاية 2001، سيحق لك ذلك بعد أن نعمم تدريس اللغة الأمازيغية أفقيا وعموديا، وتنعم بما نعمت به العربية من الإمكانات المالية والمادية والبشرية والتشريعية القانونية.
وفي انتظار ردك، تقبل موفور التقدير والاحترام سي ياسين العمري
والسلام


المصدر : مواقع ألكترونية