المغرب: اكتشاف مدفن شخصية بارزة في العهد الموري الأمازيغي يؤرخ لأكثر من 2000 عام
اكتشاف مدفن شخصية بارزة في العهد الموري الأمازيغي يؤرخ لأكثر من 2000 عام 1----z55
أنقاض مدينة ليكسوس القديمة، شمال ميناء مدينة العرائش البحري في المغرب، في 10 أبريل 2013
"قمنا بحفريات استعجالية إنقاذية مع حفر علمي، ومن حسن الحظ أن جوف القبر لم يمس، وتعرفنا على الهيكل الداخلي والمتعلقات الشخصية معه، وهي شفرة سكين من الحديد"
أفاد المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في المغرب عن اكتشاف،"بقايا مدفن قديم يرجع إلى الحقبة المورية الأمازيغية السابقة على الاحتلال الروماني، تؤرخ لأكثر من 2000 عام" بمنطقة العرائش(الغرب الشمالي للمغرب) من شأن هذا الاكتشاف "الإسهام في إغناء معرفتنا بالممارسات الجنائزية والمعتقدات الدينية التي كانت متداولة داخل المجتمع القروي بمنطقة حوض اللوكوس خلال الحقبة المورية الممتدة من القرن الثامن قبل الميلاد إلى عام 40 ميلادية".
اكتشاف مدفن شخصية بارزة في العهد الموري الأمازيغي يؤرخ لأكثر من 2000 عام 1----z37
ووفق المصدر نفسه من المترقب أن تجرى تحاليل مخبرية على بقايا الجثة بـ”الكاربون 14″، “لتوفير تأريخ دقيق للعظام”، وهو ما سيقرب أكثر من “استئناف البحث لمعرفة طقوس المجال القروي خلال الفترة المورية التي توثق وجودَ ساكنتها مصادرُ مكتوبة”.
قاد عملية الاكتشاف عالما آثار المغربيان عبد العزيز الخياري وعمار أكراز، وقال الأستاذ بمعهد علوم الآثار والتراث عبد العزيز الخياري، إن "ما جرى بالموقع حفريات إنقاذية أو استعجالية، لأنها لم تكن مبرمجة؛ فقد تدخل المعهد للإنقاذ والتوثيق، لأن الموقع كان مهددا، وهو ما رصدته محافظة موقع ليكسوس الأثري"، وأضاف الخياري، في تصريح لموقع "هسبريس" الإخباري المغربي، أن “الأكوام الجنائزية في شمال المغرب تختلف عن الأكوام الأخرى، فهي مثل أكمات كبيرة، يمكن أن تتراوح بين عشرين إلى ثلاثين مترا، ويتراوح علوها بين متر وثلاثة أمتار، وهذه الكومة تمتد لأكثر من عشرين مترا، وعلوها ثلاثة أمتار تقريبا، وسبق العثور على مثلها في المنطقة”.
اكتشاف مدفن شخصية بارزة في العهد الموري الأمازيغي يؤرخ لأكثر من 2000 عام 1----z56
بقايا مدفن قديم يرجع إلى الحقبة المورية السابقة على الاحتلال الروماني”، أُرِّخت بما يزيد عن 2000 عام بالمغربMinistry of Youth, Culture and Communication in Morocco
واشار عالم الآثار إلى أن “تدخلنا لأن صاحب الأرض بدأ أشغال بناء منزل، وظهرت له الأكمة مشكِلا، ولم يدر أنها مدفن، لأنها من التراب، وتم تجريف التل، ولما وصل إلى القبر، نزع غطاءه، لكن تدخلت محافظة ليكسوس بالمنطقة، وأوقفت الأشغال، وأخبرت معهد الآثار الذي تدخل على الفور" وتابع "قمنا بحفريات استعجالية إنقاذية مع حفر علمي، ومن حسن الحظ أن جوف القبر لم يمس، وتعرفنا على الهيكل الداخلي والمتعلقات الشخصية معه، وهي شفرة سكين من الحديد، وفأس فريد من المعدن نفسه يكتسي أهمية خاصة" وقال “هذه الكومات تحتاج يدا عاملة كثيرة، وعكس المدافن المشابهة، فهذا مبني، والحجارة التي غطِّي بها للحماية مقطوعة ومنجورة، وجلبت من مكان بعيد، من الساحل غالبا، لأن نوع الحجر المستعمل لا يوجد في المكان، وهذه العناية الكبيرة تعني أن الشخص المدفون له قيمة اعتبارية مهمة، نفترض أنه رئيس قبيلة مورية، لأنه موجود في المجال القروي”.
اكتشاف مدفن شخصية بارزة في العهد الموري الأمازيغي يؤرخ لأكثر من 2000 عام 1----z57
تظهر الصورة أنقاض مدينة ليكسوس القديمة ، شمال ميناء العرائش البحري في المغرب.FADEL SENNA / AFP
وفي السياق توقف الخياري عند “الحضارة المورية” قائلا: “المجتمع الموري المحلي ينتمي للجماعات الأمازيغية القديمة في شمال إفريقيا، والمملكة والحضارة المورية معروفتان. هم أمازيغ، سابقون طبعا على الدخول الروماني”، وأوضح أن “عظام الميت ليست كاملة، ويتبين من الأثر فيها أنها تعرضت لحرق جزئي، وهو من الطقوس القديمة. لا نعرف المعتقد الواقف وراء ذلك بعد، فهذا طقس أركيولوجي مرتبط بمعتقدات وليس اعتباطيا، ويوجد في مدافن أخرى في جهة القصر الكبير التي بها أكوام جنائزية متباعدة بالمجال القروي”.
وحول أهمية الموقع، ذكر الخياري أنه يقدم للباحثين “معلومات عن الطقوس الجنائزية في دفن الميت، والتعامل معه محليا”، موردا: “هذا ليس طقسا فينيقيا ولا قرطاجيا، فهو طقس مختلف عن طقوس الفينيقيين والرومان الذين يقومون بالحرق التام للجثة، مع وضع البقايا في أوانٍ، والدفن على الظهر. يظهر المدفن طقسا خاصا بالموريين سابقا على الوجود الروماني، لا نعرف بعد ما الطقوس الدينية الثاوية خلفه”.


المصدر : مواقع ألكترونية