الغيشا: حماة الرقص والموسيقى التقليديين في اليابان
الغيشا: حماة الرقص والموسيقى التقليديين في اليابان 1----767
لطالما كانت الغيشا إحدى بضع كلمات مميزة تستحضر على الفور في الأذهان صورة اليابان. لكن في الوقت الحالي فإن قلة من اليابانيين اختبروا الغيشا بالفعل. وفي حين أن انطباع الكثيرين عن الغيشا يتمثل في صور غامضة لنساء رشيقات يرتدين الكيمونو ويُحيين المآدب أو الحفلات، إلا أن القليل منهم يعلم أن الغيشا فنانات محترفات حافظن على موسيقى الشاميسين ونقلنها عبر الأجيال وساهمن في تطوير الرقص الياباني.
تلاشي اللقاءات الاجتماعية التقليدية
قد لا يكون القراء الأجانب على دراية كبيرة بالفنانات التقليديات المحترفات اللواتي يطلق عليهن اسم ’’غيشا‘‘، ولكن في الوقت الحاضر ليس من غير المعتاد حتى بالنسبة لليابانيين الأكبر سنا ألا يكونوا على دراية بما تفعله الغيشا بالفعل. هذا الوضع يعكس للأسف تدهور هذه المهنة.
حتى ستينات القرن الماضي على الأقل كان في كل بلدة كبيرة كانت أم صغيرة مطاعم تقليدية تسمى ريوتيي حيث يمكن للزبائن ترتيب الحفلات أو الولائم فيها. لم تكن تلك المآدب مجرد مناسبات للاستمتاع بالمأكولات الشهية بل كانت أيضا أماكن أساسية للتفاعلات الاجتماعية أو شبكات الأعمال، وكان من المسلّم به أن يتم توظيف الغيشا لمساعدة المضيف في الترفيه عن ضيوفه.
الغيشا: حماة الرقص والموسيقى التقليديين في اليابان 1----768
غيشا في منطقة أكاساكا بطوكيو في ستينات القرن العشرين (حقوق الصورة لجيجي برس)
لكن بعد سبعينات القرن العشرين تغير المشهد مع رحيل الأجيال التي ولدت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين والتي قادت الانتعاش الاقتصادي لليابان بعد الحرب ومع مؤاتات الفرصة في النجاح لأولئك الذين ولدوا بعد عقود قليلة الذين كانوا يحلمون بالتغيير الاجتماعي. وبحلول الثمانينات أصبحت الفنادق والنوادي الليلية على نحو متزايد أماكن مفضلة للمآدب والحفلات، وبدأ تدهور مناطق الغيشا المعروفة باسم كاغاي أو هاناماشي، وهي المناطق التي كان يسمح فيها للريوتيي بتوظيف الغيشا للترفيه. كانت أول كاغاي تلاشيا تلك الموجودة في المناطق الصغيرة في المدن الإقليمية التي كان السياسيون المحليون ورجال الأعمال البارزون يرتادونها، وقد أدى ذلك أيضا إلى تدهور الريوتيي المفضلة للزبائن في تلك المناطق.
وفي السنوات اللاحقة بدأ السياسيون في عام 1993 الامتناع عن الاجتماع في ريوتيي عندما أعلن رئيس الوزراء الجديد آنذاك هوسوكاوا موريهيرو إنهاء تلك الممارسة لإدارته. سار قادة الأعمال من الجيل المولود ما بعد الحرب مباشرة الذين برزوا إلى الصدارة بحلول ذلك الوقت، على خطى القادة السياسيين وحذوا حذوهم. إن تغير الأذواق بهذه الصورة كان بمثابة وثيقة نعي لمناطق كاغاي في طوكيو والمدن الكبرى الأخرى حيث ازدهرت لأكثر من قرن من الزمن، وهو ما شكل إيذانا ببداية تدهورها.
ولكن حتى مع مرور فترة طويلة من الزمن تمكنت بضعة مناطق كاغاي على صلة بثقافة فترة إيدو (1603-1868) من البقاء على قيد الحياة، وفتيات الغيشا في تلك المناطق يرتدين أزياء تعود إلى أوج هذا التقليد. ولكن مع تزايد اختفاء تلك الفنانات فعليا من المشهد، أصبح من النادر أن تجد رجلا يابانيا مر بتجربة أن تصب له فتاة غيشا كأسا من الشراب.
مغنيات وراقصات ووسيطات للرومانسية
كُلفت بمهمة تسليط الضوء على الدور الذي لعبته فتيات الغيشا في دعم الثقافة التقليدية. أول ما يتبادر إلى الذهن هو مساهمتهن في الحفاظ على موسيقى الشاميسين وتمريرها للأجيال اللاحقة ودعم تطوير الرقص الياباني.
الغيشا: حماة الرقص والموسيقى التقليديين في اليابان 1----769
غيشا يرتدين أزياءهن المحددة ويصففن شعرهن في بروفة قبل حفل أزوما أودوري السنوي لأداء الرقص والموسيقى في شينباشي إنبوجو في مايو/أيار عام 2019. أزوما أودوري هو حفل سنوي تعرض فيه الغيشا غناءهن ورقصهن (حقوق الصورة لجيجي برس).
كلمة غيشا في الأصل تعني شخصا بارعا ومتفوقا في شكل من أشكال الفن. فمؤلفو قصائد رينغا أو هايكاي وممثلو فن ’’نو‘‘ البارزون وفنانو المسرح الهزلي كيوغين وغيرهم ممن يكسبون لقمة عيشهم في الفنون المسرحية كان يشار إليهم باسم غيشا. ومع ازدهار يوشيوارا -وهو حي مرخص للمتعة أسسه نظام الشوغونية عام 1618- أصبحت الكلمة تستخدم للإشارة إلى الرجال الذين كانوا يقومون بدور الوسيط بين سيدات الحي وزبائنهن. كان الفن في تلك الأيام يعني جميع أشكال الترفيه من تأليف الشعر وحفل الشاي إلى تنسيق الزهور وتقدير البخور وغير ذلك. وعلى وجه الخصوص، أصبحت الأغاني الشعبية المصحوبة بالعزف على آلة الشاميسين وسيلة ترفيه أساسية في الولائم، وكان الدور الرئيسي للغيشا هو العزف على الشاميسين.
وبحلول منتصف القرن الثامن عشر، بدأت المومسات غير المرخصات من خارج يوشيوارا في سلب نساء الحي أعمالهن. وقد أثار ذلك التحول القلق بين أصحاب بيوت الدعارة في يوشيوارا وهو ما دفعهم لجعل المومسات غير المرخصات بأن يعدن بأنهن لن يمتهن الدعارة بعد الآن. وفي المقابل قرروا الاعتراف رسميا بهؤلاء النسوة والإشراف عليهن باعتبارهن غيشا جنبا إلى جنب مع النساء العاملات بالفعل في النظام. ولعل هذه هي بداية نظام مكتب التسجيل الرسمي كينبان الذي يتعامل مع مهام الغيشا والمدفوعات مقابل خدماتهن كفنانات. ارتفع عدد الغيشا بشكل كبير، وأصبح الغيشا الذكور يطلق عليهم اسم هوكان أو تايكوموتشي بدلا من ذلك.
كان الدور الأساسي للغيشا الإناث خلال فترة إيدو مماثلا لدور أسلافهن الذكور ألا وهو العزف على الشاميسين. ولكن كان من بين وظائفهن الأخرى العمل كوسيطات بناء على طلب العميل من أجل ترتيب موعد غرامي بين العميل وإحدى المومسات، والعمل بشكل أساسي كوسيط للمهمة.
قواعد للأزياء
لتمييزهن عن المحظيات، اتبعت غيشا يوشيوارا قواعد محددة للزي: فقد كن يرتدين كيمونو قصير الأكمام مزركشا بشعار وياقة بيضاء، على عكس الياقة الحمراء التي يرتدينها المحظيات، ووشاح أوبي منسوج غير مزين يربط من الخلف. لم يكن من المسموح لهن ارتداء ناغاجوبان وهو نوع من الملابس ترتدى تحت الكيمونو لأنه كان ممنوعا عليهن نزع ملابسهن الخارجية وإظهار أي شيء تحته للعملاء. وكان عليهن أيضا تسريح شعرهن بطريقة محددة تشبه تلك الخاصة بالشابات. إن تلك القواعد الخاصة باللباس أعطتهن مظهرا محايدا إلى حد ما لإظهار أنهن لا يقدمن خدمات جنسية.
الغيشا: حماة الرقص والموسيقى التقليديين في اليابان 1----770
تلعب الغيشا دورا مهما في الحفاظ على موسيقى الشاميسين ونقلها عبر الأجيال. الصورة أثناء بروفة لأزوما أودوري في مايو/أيار عام 2019 (حقوق الصورة لجيجي برس).
بدأت محاكاة طريقة ارتداء الغيشا من قبل العدد المتزايد من ماتشي-غيشا وهو الوصف الذي كان يطلق على النساء العاملات في مناطق المتعة غير الرسمية مثل فوكاغاوا وياناغيباشي، وفي نهاية المطاف أصبحت كل الغيشا في إيدو يرتدين بهذه الطريقة. ومنذ أواخر القرن التاسع عشر، ظل الزي على حاله إلى حد كبير باستثناء ارتداء ناغاجوبان وأوبي فاخرين، وأصبح الزي الرسمي النموذجي للغيشا في طوكيو وبقية أرجاء البلاد.
سردت حتى الآن وصفا للوضع في كاغاي بالعاصمة. لست على دراية كبيرة بكاغاي في كانساي ومناطق أخرى، ولكن باستثناء حقيقة أنه قبل سن قانون مكافحة البغاء في عام 1957 كان من المسموح في بعض المحافظات للغيشا أيضا تقديم خدمات جنسية في أماكن مرخصة، أعتقد أنها كانت تشبه بشكل أساسي لتلك الموجودة في طوكيو.
نشأت الغيشا أو غييكو كما يطلق عليها في منطقة كانساي، في المناطق الحيوية التي تطورت بالقرب من المعابد الرئيسية، ومآدب كاغاي في الآونة الأخيرة مستمدة من الأحداث المتجذرة في معتقدات قديمة قائمة على المهرجانات عندما كانت الغيشا تقدمن القرابين للآلهة وتغنين وترقصن لاستجلاب النعمة الإلهية.
منذ أيام الغيشا الذكور في أحياء المتعة بيوشيوارا وحتى أواخر القرن التاسع عشر كان الغناء والرقص جزءا من الترفيه في أماكن كاغاي بطوكيو. وبمجرد أن يجتمع ضيوف المأدبة تظهر الغيشا وتبدأ غناء قصائد تناسب الموسم من نوع ناغاؤتا أو توكيوازو أو كييوموتو مصحوبة بالعزف على الشاميسين مضبوطة في وضع سان ساغاري وهو ما يجعل من الصوت مفعما بالأناقة والإثارة. وما إن تبلغ الحفلة أوجها يتم أداء أغاني مصحوبة بأوتار الشاميسين المنتفخة وأخيرا تؤدى أغاني احتفالية. كان هذا هو الشكل النموذجي للترفيه بمنطقتي كاغاي في ياناغيباشي وشينباشي منذ أيام يوشيوارا. تنتهي الحفلة الترفيهية بأداء هاؤتا (أغاني حب قصيرة) أو الرقص من قبل الغيشا المتدربات أو الراقصين الذكور. كان من النادر أن تؤدي الغيشا رقصات.
الغيشا: حماة الرقص والموسيقى التقليديين في اليابان 1----771
لم يكن الرقص الياباني ليتطور لولا الغيشا. في بروفة من أجل أزوما أودوري في مايو/أيار عام 2019 (حقوق الصورة لجيجي برس).
كنوز قومية حية من كاغاي
كان العزف على الشاميسين مهارة أساسية لغيشا طوكيو منذ فترة إيدو. لم يكن يتعين على الفنانات البراعة في حفظ موسوعة من قصائد ناغاؤتا وتوكيوازو وكييوموتو النموذجية فحسب ولكن كان عليهن أيضا إتقان أنواع أخرى مثل هاؤتا وكوؤتا (أغاني شعبية). قد نتخيل الغيشا وهن يغنين ويعزفن أمام الضيوف المجتمعين كما تفعلن اليوم. ولكن على العكس من ذلك، كانت مهمة الغيشا في تلك الأيام تشجيع الضيوف على الاستمتاع بالغناء بأنفسهم، لذلك توجب عليهن أن يكن على استعداد للمشاركة في أي أغنية قد يطلبها الضيوف.
يقال إن آلة الشاميسين قدمت إلى الجزر اليابانية الرئيسية من مملكة ريوكيو بين عامي 1558 و 1570 في الوقت الذي كان فيه الإقطاعي أودا نوبوناغا يعكف على توحيد البلاد. في كاميغاتا (منطقة كيوتو وأوساكا)، بدأ ’’بيوا هوشي‘‘ وهم الموسيقيون المكفوفون الذين يعزفون على ’’بيوا (آلة تشبه العود)‘‘ أو الآلات الوترية الأخرى، في تقديم الترفيه في المآدب أو العزف على آلة الكوتو أو آلة موسيقية تشبه القانون أو آلة موسيقية وترية تعزف بقوس تدعى ’’كوكيو‘‘، في مجموعات مع آلة الشاميسين. في غضون ذلك، في إيدو أصبح الفنانون الذين يؤدون أغاني ناغاؤتا أو جوروري الذين يغنون في مسرحيات الكابوكي، أساتذة (إيموتو) وأصبحت عروضهم أكثر تفصيلا مع تعاقب الأجيال.
في الوقت نفسه استمر الغيشا الذكور والإناث على حد سواء -وإن كان على نطاق أقل بكثير- في أداء أساليب تراتيل جوروري الغنائية من نوع إيتشوبوشي وكاتوبوشي ومييازونوبوشي القديمة المصاحبة للعروض المسرحية وأوغييبوشي وهو نوع من غناء ناغاؤتا يؤدى في المآدب في يوشيوارا وغيرها من أماكن الكاغاي. نجت أنماط الغناء تلك من الاضطرابات السياسية التي شهدتها العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر ولا تزال معنا حتى اليوم.
يجب بالتأكيد عدم إغفال الدور الذي لعبه الزبائن الأثرياء والمثقفون الذين يطلق عليهم اسم ’’دانّا‘‘ في دعم هذا الفن. الغيشا الماهرات في تقديم الفكاهة لهؤلاء الرجال الأنانيين المتقلبين، أبقت أجيالا منهم تركز على المساعدة في الحفاظ على هذه الأشكال المخفية من الغناء ونقلها. بفضل دعم الدانّا تم تصنيف شخصين من شينباشي كاغاي -أحدهما مغني إيتشوبوشي والآخر مييازونبوشي- باعتبارهما كنزان قوميان حيان من قبل الحكومة في ستينات القرن العشرين. وتم تصنيف مغنٍ آخر من مغني إيتشوبوشي من كاغاي في أساكوسا كنزا قوميا حيا في عام 2007.
الغيشا: حماة الرقص والموسيقى التقليديين في اليابان 1----240
فتاتا غيشا من شينباشي تضفيان بهجة على افتتاح مسرح كابوكيزا الجديد في أبريل/نيسان عام 2013 (حقوق الصورة لجيجي برس).
في تلك الأثناء في كانساي كان من الممارسات المعتادة للغيشا أداء الرقصات في الولائم وهو أمر اعتدن على فعله منذ القرن السابع عشر. وبحلول أواخر القرن التاسع عشر، بدأ ظهور غيشا غيون في حفل رقص مياكو أودوري، كما قدمت غيشا كيوتو الأخريات عروض رقص في المسارح الموجودة داخل مناطق كاغاي التي يعملن بها. قام مالكو ريوتيي في شينباشي بتقليد تلك الفكرة في العقود الأولى من القرن العشرين، ودعوا مدرسي ’’إيموتو‘‘ الرقص المعتمدين رسميا لإعطاء دروس للغيشا ورعاية الموهوبات بشكل خاص في الرقص عند المآدب. ومن هذا النظام برزت راقصات كن غيشا سابقات في منطقة شينباشي، وبفضل داعمي عالم الأعمال الأثرياء أصبح بالإمكان تقديم عروض رائعة. قادت هؤلاء النساء حركة ’’الرقص الجديد‘‘ التي نشأت في العقد الأول من القرن العشرين، وبفضلهن أصبح الرقص الذي كان حتى ذلك الحين يُنظر إليه على أنه جزء من مسرح الكابوكي فنا مستقلا يُدعى الرقص الياباني ’’نيهون بويو‘‘.
دعم مالي للفنون من غيشا
حتى أربعينات القرن العشرين على الأقل، تم الحفاظ على أشكال مختلفة من الثقافة التقليدية من قبل مجموعات داعمة لمناطق كاغاي تدعى ’’رينجو‘‘ دعمت الكابوكي وعروضا أخرى في المسارح الكبيرة. ومن خلال العمل مع ميتسوكوشي وغيرها من شركات رائدة في مجال أقمشة الكيمونو في ذلك الوقت، ابتكرت مجموعات الدعم إكسسوارات جذابة بشكل متزايد للكيمونو سرعان ما تبنتها النساء العاديات في جميع أنحاء البلاد. لم تتمكن الفنون والحرف التقليدية التي لم تعتبر أنها تستحق جهودا حكومية للحفاظ عليها حتى العقود الأولى من القرن العشرين، من النجاة إلا بفضل الدعم المالي من الغيشا كمستهلكات.
ولكن عندما فقدت أماكن الكاغاي حيويتها، ظهرت آراء قوية للغاية -حتى بين الغيشا- تفيد بأن وظيفتهن كانت مجرد الغناء والرقص. إن فن المحادثة الذي تمتهنه الغيشا عبر تسهيل تجاذب أطراف الحديث بين المضيف والضيوف وإبداء الاهتمام كوسيلة للتواصل، هي مهارات لم تحظ فيما يبدو بالقدر الكافي من الاهتمام.
الغيشا: حماة الرقص والموسيقى التقليديين في اليابان 1----241
لا بد من الإقرار أن تغير الأجيال قد خلق عقلية مختلفة بين الضيوف وأن الناس نسوا أن مآدب كاغاي تهدف إلى إعادة إنتاج ذكريات المهرجانات القديمة. يعتقد الناس في الوقت الحاضر أن هذه التجمعات هي لمجرد الشرب وقضاء وقت ممتع. يبدو أنهم نسوا أن هذه المآدب كانت ذات يوم ساحة للحوار الفكري الجاد حيث كان الانسجام الودي يسود بين المشاركين بينما يستمتعون بالفنون في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى كانت أراءهم تتعارض مع بعضهم الآخر عند الانخراط في محادثات جادة. ولا يمكن إلقاء اللوم على الغيشا فقط في ذلك.


المصدر : مواقع ألكترونية