جنديً آشوريً وثلاثة عازفي قيثارة من السجناء اليهود
جنديً آشوريً وثلاثة عازفي قيثارة من السجناء اليهود 2---16
يصور نقشه الفني الآشوري الآسر من قصر سنحاريب الجنوبي الغربي في نينوى، آشور، والذي يرجع تاريخه إلى 700-692 قبل الميلاد، جنديًا آشوريًا وثلاثة عازفي قيثارة من السجناء اليهود في بيئة جبلية مشجرة. وصفها لايارد عام 1853 بأنها “الملك سنحاريب في عربته يستقبل الأسرى مع عازفي القيثارة”، وقد اكتشفها عالم الآشوريات الآشوري هرمزد رسام عام 1849-1850م، وهي معروضة حالياً في المتحف البريطاني في لندن.
سنحاريب (بالأكدية: ، تُهجأ «Sîn-ahhī-erība» معناه «سين قَد حَلَ مَحل الإخوة»)،
سادس ملوك الإمبراطورية الآشورية الحديثة، وثاني من حكمها من السُلالة السرجونية، دامَ سُلطانه نيف الـ 24 عامًا، بدئها مُنذ أن وافت والدهُ المنية سنة 705 ق.م، وحتى وفاته 681 ق.م. كانَ ملكًا بعيد الهمة كثير المغازي. شُهرته التي طالت أراضي الغرب، نابعة من الدور الذي لعبهُ في الكتاب المُقدس، والذي وصف حملتهُ المشهورة في بلادُ الشام. تشمل النقاط المحورية الأخرى في حُكم هذا الملك، تدميرهُ لمدينة بَابِل عام 689 ق.م وتجديدهُ وتوسيعهُ لـنَـينَـوى، آخر عواصمة آشور العظيمة.
بدأ حُكم الملك الشاب بمُهمة صعب تمثلت باخضاع بَابِل، والتي شكلت جوهرت تاج الجنوب لإمبراطوريته. نشأت العديد من مشاكل «سنحاريب» البَابِلية من زعيم القبيلة الكلدانية «مردوخ أبلا إيدينا الثاني»،
الذي كان ملكًا على عرش بَابِل حتى أطاح به والد «سنحاريب» الملك «سرجون الثاني». بعد فَترة وجيزة من ورث «سنحاريب» عرش الإمبراطورية عام 705 ق.م، استعاد «مردوخ أبلا إيدينا» بَابِل وتحالف مع العيلاميين. على الرغُم من أن «سنحاريب» استعاد الجنوب عام 700 ق.م، إلا أن «مردوخ أبلا إيدينا» استمر في مُضايقته، ورُبما كان نفسه الذي حرض حُلفاء الآشوريين في بلاد الشام على التمرُد، مما أدى إلى أشعال فتيل حرب عام 701 ق.م، وتحارب هو نفسهُ ضد «بيل إبني»، ملك «سنحاريب» الدُمية في بَابِل. في حملة «سنحاريب» على الديار الشامية، لم تكُن الولايات الواقعة في الجنوب، ولا سيما مملكة يهوذا، سهلة الخضوع مثل تلك الواقعة في الشمال (عزيقة، لكيش)، لذلك غزا «سنحاريب» القدس في عساكر غص بها الفضاء. نتيجة الحصار الذي ضربهُ «سنحاريب» على القدس لا تزال محل جدال، على الرغم من أن الرواية العبرية تدعي أن تدخُلًا الإلهيًا من قبل ملائكة ارسلهُم الله قد أنهى هجوم «سنحاريب» بعد ان دمروا كتائب الجيش الآشوري، إلا أن الهزيمة الآشورية في هذه المعركة غير مُرجحة، وذلك لأستسلم «حزقيا» ملك يهوذا في نهاية الحملة. السجلات المُعاصرة، حتى تلك التي كتبها أعداء آشور، لا تذكر هزيمة الأشوريين في القُدس. بعد فترة وجيزة من الهدوء النسبي في ربوع المملكة تشتت السَـلام، عندما أقدم البابليون والعيلاميون على أسر ابن «سنحاريب» البكر ووريثهُ الظاهر «آشور ندين شومي» وأعدموه، والذي كان قد أعلنهُ «سنحاريب» ملكًا على بَابِل، رد «سنحاريب» على هذه الخيانة كان مُزلزلًا، والقصة التي تركها لتروي أحداث أنتقامه مليئة بالكراهية، شن حملة قاسية في كلا المنطقتين، الأولى كانت على عام مملكة عيلام، أبحر «سنحاريب» بأسطوله قاطعًا خليج العرب ونزل بفارس، فأوغل في البلاد وأثخن فيها ودمر قبل أن يعود إلى آشور، ثُم جاء دورُ بَابِل، سار بجيشه إلى عاصمة الجنوب، فدك حُصونها وقُصورها وذَبح جُزءًا كبيرًا من سُكانها وأحالَ أجزاء واسعة من المدينة إلى الأرض، من خلال تحويل مجرى مياه نهري دجلة والفُرات إليها وسبى تمثال إلَهها الكبير مردوخ، بعدها قام بتسوية أسوارها.


المصدر : مواقع ألكترونية