رسالة جميلة بوحيرد الى الجزائريين
****************************************
احفادي و احفادي الاعزاء.
اود اولا ان اقول لكم كل سعادتي بان اكون منكم، لاستعادة مكاني مواطنة في صراع الكرامة، في الوصل الاخوي.
اود ان اقول لكم كل الشكر لتمكنيكم لي من ان اعيش قيامة الجزائر المناضلة التي دفنها البعض بسرعة.
اريد ان اخبرك بكل فرحتي، كل الفخر لرؤيتكم تعودون من كباركم حرروا الجزائر من السيطرة الاستعمارية ؛ انتم تردون للجزائريين حرياتهم وعزهم المسلوبة منذ الاستقلال.
بينما كان الجزائريون يبكون اعزاءهم المفقودين في ظل العزة والكرامة، اعلنوا المخبوئين من الخارج حربا جديدة على الشعب ومحرريه للاستقرار في الحكم.
باسم شرعية تاريخية مغتصبة، ائتلاف مستقيم شكل حول عشيرة وجدة، مع جيش الحدود باطارة ضباط من الجيش الفرنسي، ودعم ′′ المجاهدين ′′ ليوم 19 مارس، اخذ البلاد رهينة.
باسم شرعية تاريخية مغتصبة، طاردوا الناجين من المعركة التحريرية، ومطاردوا، منفيا، اغتالوا ابطالنا الذين تحدوا القوة الاستعمارية بامكانيات خالية، مسلحين بشجاعتهم الوحيدة وعزمهم الوحيد.
بعد اكثر من نصف قرن من الانتصار على السيطرة الاستعمارية ونهوض الوطن بالاستقلال، النظام السياسي الذي استقر بالقوة في 1962 يحاول البقاء بالحيلة، لتستمر في ظلم الجزائريين، لتحويل ثرواتنا، وتمديد الوصاية الجديدة لفرنسا للاستفادة من حماية قادتها. الذين كانوا يطالبون ب ′′ توبة ′′ فرنسا ′′ باسم الوطنية البازار، اسقطوا الاقنعة في النهاية. كم من قادة متقاعد او نشاط وكم وزير وكم مسؤول سامي وكم ضابط كبير في الجيش وكم قادة احزاب تطاول على سداسي ووطنه الغيار وملجا ثمرة جذورها؟
اخر اشارة كشف لهذه الروابط المنحرفة للهيمنة الجديدة، دعم الرئيس الفرنسي للانقلاب المبرمج لنظيره الجزائري عدوان على الشعب الجزائري، على اماني الحرية والكرامة. باسم اي مفهوم مفرد للديمقراطية، باسم اي قيم عالمية يمكن ان يسرق لنظام استبدادي، لتمديد سلطة مستوطني، اسرته، عشيرته ومن زبائنهم مرفوضين رفضا قاطعا بارادة الشعب الجزائري؟
الشعب الجزائري في معركته التحريرية الطويلة لم يخطئ ابدا في استهداف. اذا كان جيلنا حارب النظام الاستعماري فقد قدر التضامن النشط للشعب الفرنسي وخاصة الطليعة التقدمية.
احفادي و احفادي الاعزاء.
بهذه الذكرى التاريخية اود ان الفت انتباهكم ايها الشباب الجزائري في صراع الى الانجرافات التي تهدد معركتكم.
باعادة التاريخ الذي انقطع في يوليو 1962، استانفتم الشعلة التي سوف تنير طريق بلدنا الجميل نحو تحريرها بكرامة وحرياته. حيثما وجدوا، اقتنعت بان شهدائنا الابرار الذين كانوا في عمركم عندما قدموا ارواحهم لتحيا الجزائر، اخيرا استرجعوا سلام النفس.
بالتزامكم السلمي الذي نزع القمع بمدنيتكم التي اثارت الاعجاب في العالم بهذا الوصال الاخوي في قلوبنا والذي يعاد كلما كان الوطن في خطر احييتم الامل لكم اعيدوا اختراع الحلم، جعلتونا نعيد الايمان بهذه الجزائر تليق بتضحية شهدائها وتطلعات شعبها المخنوق. جزائر حرة مزدهرة، صادرة من الاستبداد و الجذور. جزائر سعيدة يتمتع فيها جميع المواطنين والمواطنات بنفس الحقوق ونفس الواجبات والفرص ويتمتعون بنفس الحريات دون تمييز
بعد اسابيع من النضال السلمي، المثالي في التاريخ وفي العالم، تحرككم في مفترق طرق، لولا يقظتكم، قد يسقط في كتالوج الثورات المفقودة.
سجاد في مجهول الهوية والسرية، متلاعبون متنكرون في المناضلين، عملاء مستفزين في الخدمة المطلوبة، خادمين من النظام الطازج التائبين، يحاولون تحويل معركتك الى طريق مسدود، بهدف وقف التنفيذ. للمغتصبين والمحافظة على الوضع الراهن. قوائم بالشخصيات التي تم تصميمها في مختبرات خفية كانت متداولة منذ ايام لتفرض، وراء ظهرك و رغما عنك، اتجاه خيالي لحراك.
احفادي و احفادي الاعزاء.
في غضون اسابيع كشفت للعالم عجبت اجمل ما كان لدى الشعب الجزائري اعظم رغم عقود من القهر لفرض الصمت عليك.
ملكك يا من تكافح في الجامعات من اجل تكوين جيد، في الشركات لفرض حقوقك النقابية، في المحاكم لتخفيض التعسفي، في المستشفيات لتطالب بالعناية الجيدة للجميع، هو ملكك ايها الصحفيون الذين تتبعون الحقيقة لكشف الباطل والتلاعب وبعضكم دفعه من حياته لكم يا فنانين من تسلط الضوء في ظلمات حياتنا اليومية ملكك يا من تقاومون الاسقاط لفرض الاخلاق ؛ ملكك جميعا ان ترسموا مستقبلكم، وتمنحوا احلامكم جسد.
لكم انتم ولكم فقط الذين يناضلون يوميا تعيين ممثلكم بالديمقراطية وشفافية تامة.
جيلنا يتعرض للخيانة ولم يستطع المحافظة على معركته ضد ضربة القوة من الانتهازيين والمغتصبين والمتبرجين في الساعة 25 الذين اخذوا البلاد رهينة منذ 1962. رغم غضب الشعب من رفضه، اخر ممثل لهم ما زال يتمسك بالسلطة في غير شرعية و عار و سخط.
لا تترك عملائها، تمويه في ثياب ثورية، سيطرت على حراك تحريرك.
لا تدعوهم يفسدون نبل معركتك.
لا تدعهم يسرقون انتصارك...
Djamila Bouhired
جريدة الوطن طبعة 13 مارس 2019.