الأحوال الاجتماعية في مصر القديمة
الأحوال  الاجتماعية في مصر القديمة 2-----18
كانت الأسرة في مصر القديمة ، كما فى غيرها ، نواة المجتمع الأولى، وكانت الروابط الأسرية أقوى الروابط الاجتماعية في مصر القديمة ، كما كانت العلاقات الزوجية وطيدة قوية ، وفى الواقع أنه ليس هناك في تاريخ القوم ما يشير الى هضم حقوق الزوجة أو التهوين من شأنها ، فقد كان المصريون من أحرص الناس على اسعاد زوجاتهم ومعاملتهن بالحسنى ، وقد عدد الحكيم المشهور ( بتاح حتب ) في تعاليمه بعض الواجبات الزوجية وأوصى بآدائها ، ومن ذلك قوله ( اذا كنت عاقلا فأقم لنفسك بيتا ، وأحب زوجك حبا جما ، وآتها طعامها ، وزودها بالثياب ، وقدم لها العطور ، لينشرح صدرها ما عاشت ، فهى حقل مثمر لصاحبه ، واياك ومنازعتها ، ولا تكن شديدا عليها ، فباللين تستطيع أن تمتلك قلبها ، واعمل على رفاهيتها ليدوم صفاؤك وتتصل سعاتك ) .
وهكذا كانت العلاقة بين الرجل وزوجه تقوم على المودة الخالصة والحب المتبادل ، صحيح أن الرجل كان بحكم طبيعته قواما على المرأة في حدود ما يصون عزتها ويحفظ كرامتها ، ولكنه صحيح كذلك أن المرأة في مصر القديمة قد تمتعت بكثير من الحقوق ، ونالت حرية واسعة ربما تفوق حرية النساء في بعض مجتمعات عصرنا الحالي ، فقد كانت تخرج الى الاسواق وتمارس البيع والشراء ، وتحضر الولائم والحفلات ، وتزاول الموسيقى والغناء ، كما كانت أقرب ما تكون على قدم المساواة مع الرجل ، فقد كانت لها حقوق الوراثة والشهادة والتمليك والتعاقد ، بل لم يكن هناك في أغلب عصور المصري القديم تفريق جوهري بين الرجل وزوجة ، حتى أن العرش فى مصر القديمة انما كان ينتقل عن طريق المرأة بل ان المرأة المصرية انما قد كتب لها أن تصل الى العرش نفسه ، كما حدث على أيام الملكات ( نيتوكريس )) و (( سوبك نفرورع )
و (( حتشبسوت )) و (( تا أوسرت )) .
وهكذا بلغت المرأة فى مصر القديمة درجة من التقدم لم تصل اليها نظيراتها فى بلاد الشرق الأدنى القديم ، واحتلت مكانا رفيعا في المجتمع المصري القديم...


المصدر:مواقع ألكترونية